كيف فهم الإنسان معنى كلمة الله ؟ وهل هناك دليل واحد على عدم وجود الله ؟ هناك أدلة لا تحصى على أن للكون خالق وصانع، ولكن حتى الان لا يوجد دليل مادي واحد على أن الله غير موجود، ولكن كيف فهم الإنسان المعنى الدلالي لكلمة الله ؟ وكيف ظهر هذا المعنى مشتركا في كل الثقافات والجماعات الإنسانية . فكيف فهم الإنسان معنى كلمة الله ؟ إذا قلت كلمة بلا معنى فإن العقل لا يفهمها، فالإنسان لا يستطيع أن يعقل إلا ما بعرفه، فإذا قلت كلمة «الله» وجدتها في كل لغة من لغات العالم، ووجدت معناها واحدا في العقول، إنه القوة القاهرة التي خلقت كل شئ، ولكننا لم نر الله ومع ذلك فإن العقل يعرفه. ل ما في الكون مسخر للإنسان، هذه هي الحقيقة التي أعلنها الله - سبحانه وتعالى - في كتابه العزيز، وهذه هي الحقيقة التي نجدها في الكون، فهناك أشياء كثيرة أكبر من قدرة الإنسان ومن قوته ملايين المرات.
إن كل ما في الكون من قوى أقوى من الإنسان ، بل أن فيروس كورونا الذي لا يراه الإنسان بعينه المجردة ظهر أنه أقوى من دول عظمي، وهذه القوى تستطيع أن تدمر الإنسان تدميرا، ومع ذلك فهي مسخرة لخدمته، فالشمس والأرض، والرياح، والمطر، والحيوانات، والأنعام وكل ما في الأرض. هو ليعطي الإنسان الحياة عليها، وييسرها له، ولكن أحدا من هؤلاء جميعا لا يملك الإرادة ليقول إنني لن أخدم الإنسان اليوم، أو إنني سأعصي أمر الله بأن أكون مسخرا الخدمة الإنسان، فلا الشمس مثلا تملك الإرادة لأن تقول إنني لن أشرق هذا الصباح، أو إنني لن أرسل أشعتي للأرض اليوم، ولا المطر يملك أن يقول إنه لن ينزل ليسقي الناس الماء، ولا الهواء يملك أن يقرر أن يبتعد عن الأرض ويحرمها من الأكسجين اللازم للحياة، ولا الأرض نفسها تستطيع أن تتوقف عن الدوران، أو تلقي بمن عليها، ولا الفرس أو الجاموس، أو الجمل على قدر قسوتها تملك عصيان الخضوع لطفل صغير ضعيف يستطيع أن يقودها إلى أي مكان يريده، تلك القيادة والسيطرة من الطفل على هذه الحيوانات القوية لا تأتي بأنه أخضعها بقوته هو، ذلك أن قوته عاجزة أمامها تماما، ولا وجه للمقارنة، ولكن الخضوع هنا يأتي بإرادة الله الذي سخر هذه الأشياء للإنسان في الأرض.
تابعوا آخر أهل مصر على Google News
