خوف وهلع، وحظر أمنى على أطراف قرية بنى عفان بمركز بنى سويف، بمداخلها الثلاثة، ونقص فى المستلزمات الغذائية والطبية والوقائية اللازمة لمنع انتشار عدوى فيروس كورونا.. هذه هى ملامح الحياة اليومية للأهالى داخل القرية، بعد أن تم اكتشاف بعض الإصابات بها بأعراض فيروس كورونا، خلال الأيام القليلة الماضية، ورصدت جريدة "أهل مصر" ظروف الحياة اليومية والمعيشية داخل القرية.
قال محمد بيومى: أهالى القرية يعانون من ظروف اقتصادية عصيبة نظرا للكردون الأمنى حول مداخل القرية الثلاثة إثر ظهور بعض الإصابات بين المواطنين بأعراض فيروس كورونا.
وأوضح: القرية تعانى من نقص بعض الخدمات والاحتياجات الأساسية، خاصة الطعام، حيث تم إغلاق المطاعم، مع ارتفاع أسعار بعض الخضروات، كما أن القرية أصبحت مادة للشو الإعلامى من جانب المسؤولين بالمحافظة، دون وجود صلة واقعية لما يقومون به من ترويج لمجهوداتهم على أرض الواقع.
وأضاف بيومي، أن القرية تعانى من نقص فى اسطوانات البوتجاز، فضلا عن نقص بعض الخضروات والمستلزمات الطبية الوقائية الخاصة بمكافحة انتشار الفيروس، مع ارتفاع أسعار المعروض منها خاصة الكمامات التى تراوحت أسعارها ما بين 8 و10 جنيهات، مشيرا إلى أن القرية تعانى من قصور فى الإجراءات الوقائية من مديرية الصحة، خاصة أعمال التطهير والتعقيم والرش، وأكد أن بعض المكلفين من إدارة الطب الوقائى يقومون بعملية التعقيم والرش بالقرية بشكل غير متكامل وغير منتظم.
معاناة أهالى قرية بنى عفان ببنى سويف المحظورة
وأوضح محمد أحمد، أحد الأهالى، أن كافة أهالى القرية يعانون بسبب العزلة وعدم السماح لهم بالاختلاط الخارجى بالقرى المجاورة نتيجة سوء تصرف مديرية الصحة بالمحافظة وعدم السيطرة على الموقف عقب ظهور إحدى الإصابات بالقرية فى بداية الأمر.
وأشار إلى أن أهالى القرية يعانون من سوء المعاملة وكأن بهم حالة من الجرب، مما أدى لشعور المواطنين بحالة نفسية سيئة، نظرا لعدم وجود توعية حقيقية من جانب المسؤولين، الذين يركزون فقط على الشو الإعلامى الخادع، ليظهروا وكأنهم قاموا بتلبية كافة المتطلبات اليومية والحياتية للمواطنين، وهذا مناف تماما للواقع.
وفي قرية "دوموشيا" ببنى سويف، إحدى القرى التى ظهرت بها بعض أعراض فيروس كورونا، قال خالد الشحات، أحد الأهالى، إن ما أثير خلال الأيام القليلة الماضية حول الإصابات بالقرية وتهويل الأمور أدى إلى تفاقم بعض المشكلة في القرية، حيث نواجه حالة من التنمر، وينظر الكثيرون لأهل القرية على أنهم أهل وباء شديد يفر منه كل المسؤولين والمواطنين بالقرى المجاورة على حد سواء.
معاناة أهالى قرية بنى عفان ببنى سويف المحظورة
وأشار إلى أن المصابين بالقرية 6 حالات وهم من منزل واحد، وتم نقلهم جميعا إلى المستشفى، وتم عزل المنزل عن باقي القرية، مضيفا أن باقى منازل القرية ليس بها أى إصابات أخرى كما يشاع، مؤكدا أن اهالى القرية يلتزمون بتطبيق الحظر.
وأوضح أن المسؤولين لم يحسنوا التصرف، خاصة فى مسألة عدم تحديد الإصابات، وعدم اتخاذ الإجراءات الوقائية الاحترازية اللازمة لحماية المواطنين والأهالى، وتركوا بعض المواطنين يعانون الخوف والذعر والرعب بداخلهم لعدم وجود المواقف الساندة والداعمة لهم.
من جانبه، قال الدكتور محمد يوسف عبدالخالق، وكيل وزارة الصحة ببنى سويف، إنه تم اتخاذ بعض الإجراءات الوقائية والاحترازية للوقاية من انتشار فيروس كورونا بقرى المحافظة خاصة قريتى "بنى عفان ودوموشيا".
معاناة أهالى قرية بنى عفان ببنى سويف المحظورة
وأضاف يوسف، أنه تم تطهير بعض القرى بمركز بني سويف، بعد إثبات أكثر من 9 حالات إيجابية خلال الأيام القليلة الماضية، من خلال إجراءا بعض التعقيمات والتطهير الصحى للمواطنين والمناطق المصابة بظهور أعراض فيروس كورونا بها، مشيرا إلى قيام إدارة مكافحة الأمراض المتوطنة بالمديرية بتطهير بعض القرى ومنها قرية شريف باشا، ورياض باشا، وإهناسيا الخضرا بمركز بني سويف، بالإضافة إلى قرية "طلا" بالفشن، كما تم تطهير عدد من المستشفيات كمستشفى الصدر والحميات والرمد ومركز طبى الغمراوى وشرق النيل ومكاتب الصحة ورعاية طفل المرماح.
وأشار إلى أنه تم تنفيذ الإجراءات الوقائية والاحترازية بالمستشفيات، حيث تم المرور على مستشفى الفشن المركزي من قبل فريق مكافحة العدوى حيث تم تدريب قسم الغسيل الكلوي السلبي والإيجابي على كيفية التعامل مع الحالات المشتبه بإصابتها بفيروس كورونا، وتم المرور على قسم الاستقبال لمتابعة فرز المرضي وتطبيق تعريف الحالة، وتم تدريب الفريق الطبي علي تعريف الحالة الخاص بفيروس كورونا المستجد طبقا لأخر تحديث به.
معاناة أهالى قرية بنى عفان ببنى سويف المحظورة
ومن جانبه قال الدكتور محمد هاني، محافظ بني سويف، إنه تم عزل قطاعين فقط من قرية بنى عفان، وليس القرية بأكملها كما أشيع، مؤكدًا أنه يتم توفير كافة احتياجات الأسر المعزولة بشكل لحظي، مشيرا إلى أن إجمالى الأشخاص المعزولين في القطاعين يبلغ ألف شخص، لافتًا إلى أنه تم عزلهم بعد التقصي عن حالات تم اكتشافها مسبقًا، منوها بأنه تم اكتشاف أن قرية " بنى عفان" هي بؤرة انتشار فيروس كورونا، بعد أن نُقلت إليها العدوى بواسطة أحد العائدين من العمرة.