المتطوعة "صفر" تروي تجربتها مع أول لقاح ضد فيروس كورونا من داخل الحجر الصحي

لقاح فيروس كورونا
لقاح فيروس كورونا
كتب : سها صلاح

بضع ثوان فقط فارقة في حياة العالم، تجربة هي الأهم من نوعها حتى الآن في ظل تفشي فيروس كورونا المستجد الذي يقتل ضحاياه دون رحمة حول العالم، والتي قاربت إصاباته حول الآن لمليوني شخص، لذلك مازالت جهود العلماء كبيرة لإيجاد لقاح يفتك بذلك بـ"كوفيد19"، وقد أجرى علماء معهد كايزر برمينانت واشنطن للبحوث الصحية في سياتل، تجربة علمية أعتمدت على حقن جرعتين من لقاح تجريبي خلال 28 يومًا، ثم يتم إجراء المراقبة والتحاليل والفحوصات على مدار عام، وكانت هناك أول متطوعة قبلت بهذا التحدي الصعب، "جينيفير هالر" من هي ولماذا قبلت ذلك وما قصتها؟!

اقرأ أيضا: ماتوا وحيدين دون "قبلة" أو وداع أخير .. قصص ضحايا فيروس كورونا داخل غرف الحجر الصحي

المتطوعة صفر في أمريكا

جينيفر هالر، أم لطفلين وتبلغ من العمر 44 عاما، تعمل مديرة للعمليات في إحدى شركات التكنولوجيا الناشئة، قبل أسابيع، تلقت شركتها دعوة للمتطوعين للمشاركة في التجربة التاريخية لتجربة لقاح مواجهة فيروس كورونا، في هذا اليوم ذهبت إلى منزلها ونظرت في وجه أطفالها وقررت أن تحارب من أجلهم لإيجاد حل ما لحمايتهم، في اليوم التالي سجلت "هالر" كأول متطوعة لتلقى لقاح كورونا.

ذهبت "جينيفير" لمختبر سياتل الأمريكي في نفس اليوم بعد أن ابلغت زوجها القرار في الهاتف، حينها استقبلها القائمين على العمل، وقام أحد الأطباء المرتدي قناع وجه وقفازات زرقاء بحقن لقاح تجريبي للفيروس في كتفها الأيسر.

جينيفر هالر

ماهو اللقاح التي حُقِنت به "هالر"؟

في البداية يجب أن يعلم الجميع أن اللقاح لا يتطلب حقني بفيروس كورونا وليس من الضروري أن أكون مريضة به، هكذا قالت "هالر" لأصدقاءها واقربائها الذين تفاجئوا بموافقتها على خوض تلك التجربة، وشرحت أن عقب مرور 28 يوم يستخرج العلماء بلازما الدم منها ومن ثم يختبروه على الفيروس.

كانت "جينيفير" تشعر بالعجز التام أمام موت الكثير من أقربائها وجيرانها وسكان بلدتها، لذا عندما سنحت الفرصة فكرت سريعاً، وبدأت الخضوع للفحوصات الطبية اللازمة للحصول على موافقة لخوض التجربة العلمية، استبد الخوف بأفراد عائلتها وأصدقائها وساورهم القلق وتساءل زوجها عما إذا كانت التجربة آمنة، لقد سبق أن سمحت أسرة هالر بمشاركة بيانات عن ابنهما، عندما كان رضيعا، في بعض الدراسات الطبية، لكن كان هذا الأمر مختلفًا.

وقد تم اختبار اللقاح، المسمى mRNA-1273، على حيوانات المختبر وأظهر نتائج واعدة، ولكن تعد هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها تجربته على البشر،لكنها في الوقت نفسه قامت بدون تردد بالتوقيع بالموافقة بشكل مسبق على إقرار مؤلف من 45 صفحة لإخلاء المسؤولية قبل الخضوع للحقن التجريبي.

من الصعب المبالغة في التوقعات بشأن هذه التجربة، وغيرها من عشرات التجارب المماثلة التي تجري حاليًا في جميع أنحاء العالم،ويؤكد العلماء أن فيروس كورونا سوف يتم القضاء عليها بالفعل بمجرد اكتشاف لقاح فعّال.

ويمكن أن يكون ذلك بعد عام من الآن، كما يتوقع بعض الخبراء، أو 18 شهرًا على الأكثر، وحتى ذلك الحين، ربما يمنح البقاء بالمنزل واتباع الإرشادات الصحية وتقوية المناعة بعض الحصانة للحد من انتشاره على نطاق أوسع.

"هالر" داخل الحجر الصحي

وصفت هالر من داخل الحجر الصحي بعض الأعراض التي مرت بها، قائلة إنها في اليوم الأول تعرضت لارتفاع قليل في درجة حرارتها، وفي اليوم الثاني كان هناك ألم شديد في ذراعها الأيسر،ولكن فيما عدا ذلك كان كل شيء على ما يرام فيما بعد.

وأعربت هالر عن ثقتها في أنه سيتم التوصل لإنتاج لقاح ناجح، سواء من خلال تجربتها أو من خلال تلك التجارب التي تمضي قدمًا في أنحاء أخرى من العالم، قائلة: "عندما نصل إلى إنتاج اللقاح في النهاية، سأكون فخورة بكوني كنت جزءًا من العملية".

وقالت هالر إنه في إطار التجربة قامت بتدوين ملاحظات بأي أعراض بشكل يومي على مدار الأسبوعين التاليين للحقن باللقاح المُحتمل والذي تم في الثامنة صباحًا يوم 16 مارس.

من المقرر أن تحصل هالر، و44 متطوعًا بالغًا آخرون يخضعون لتجارب اختبار هذا اللقاح، على الجرعة الثانية الأسبوع المقبل، وتستمر عمليات المتابعة والتحاليل الطبية وتسجيل البيانات والأعراض حتى ربيع عام 2021.

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً
عاجل
عاجل
إخلاء سبيل الشيف الشربيني بكفالة 20 ألف جنيه.. وحبس نجل زوجته