داخل مستشفى ليشينشان في مدينة وهي إحدى الأماكن التي شهدت أولى معاناة ضحايا فيروس كورونا، تتحدث الممرضة رقم 7 التي ظلت في مواجهة الوباء لمدة 86 يوماً دون أن ترى عائلتها أو أصدقائها منذ 22 يناير 2020، وفقاً لـ ITV News.
من هي الممرضة رقم 7 ؟
"فنغ بيلونج" الممرضة الرئيسية في مستشفى ليشينشان، وهو واحد من اثنين تم بناؤها في وقت قياسي للتعامل مع حالات كوفيد 19،وتقول "بيلونج" عندما واجهت فيروس كورونا لأول مرة كان لايزال يطلق عليه اسم التهاب رئوي، في ووهان لم نكن نعرف أنه سيصبح وباء يحصد كل تلك الأرواح.
اقرأ أيضاً: ماتوا وحيدين دون "قبلة" أو وداع أخير .. قصص ضحايا فيروس كورونا داخل غرف الحجر الصحي
كنت خائفة في ذلك الوقت لأن الضحايا كانوا يأتون بشكل كبير، عملت في البداية بمستشفي "ووهان" العامة، ومع بدأ انتشار الفيروس بشكل كبير تم إنشاء مستشفي " ليشينشان" في أسبوع واحد فقط.
داخل مستشفي ليشيان
الأمر أشبه بفيلم رعب
كان هناك المئات من الأشخاص يأتون إلى المستشفى وهم يشعرون بالذعر من أنهم قد يصابون، ويقفون في طوابير الانتظار في أروقة المستشفى، ولا شك أنهم أصيبوا ونقلوا العدوى لغيرهم، الأمر كان أشبه بفيلم رعب، رأيت بعيني المرضى يتساقطون في الأرض مما كانوا يأتون في وقت متأخر لم نكن نستطع مساعدتهم حينها كنا نضعهم في أكياس سوداء ونلقيهم خلف المستشفى، كان ذلك أصعب وقت.
وتروي "بيلونج" لحظات الألم، كنا نستيقظ لساعات طويلة لنشم رائحة الموت في كل مكان " ووهان" كانت تحتضر بأكملها، وما أعلنته السلطات وقتها لم يكن شيئاً مقابل ما كنا نراه، تخيل معي أن تشاهد المريض يحتضر ولم تستطع أن تطمئنه بكلمة، أن تقول لعائلته أنهم لا يستطيعون أن يروه بعد موته أن يودوعوه للحظة الأخيرة، الأمر مؤلم حقاً، أن تتعامل مع فيروس لم تعرف عنه شئ صعب للغاية.
الممرضة رقم 7
الممرضة رقم 7 تخرج من المستشفي لأول مرة
في اليوم الأول لي داخل المستشفى تم قبول 12 مريضاً ، ولكن سرعان ما امتلأت الأجنحة ، حتى مع استمرار البناء، وقد عالجت المستشفى 1300 شخص وتم قبول 50٪ في حالة حرجة، اليوم ، سيبدأ العمل في تفكيك المنشأة وسيتم نقل آخر خمسة مرضى في وحدة العناية المركزة التابعة لها إلى مكان آخر للعلاج.
لا يزال الموقع ملوثاً بدمار الفيروس، لذا مازال علينا ارتداء معدات الحماية الشخصية لدخول أحد الأجنحة، ومع خروج "بيلونج" لأول مرة خارج المستشفي منذ يناير الماضي ، قالت كنت قد نسيت لون الشمس ورائحة الهواء النظيف، والآن من المهم للجميع حماية أنفسهم، وأن يتعلم الجميع كل ماهو ضروري عن الفيروس اللعين،وقالت إن الحصول على المعدات المناسبة يجب أن يكون أولوية، ثم صمتت برهة وقالت أنا الآن في نهاية رحلتي سأحصل على إجازة لمدة طويلة وأخيراً.
لقد تحدثت بالدموع في عينيها وهي تقول أن هذه التجربة الرهيبة قد غيرتها ولن تعود يومًا بعد ذلك لأنها لم تخبر زوجها وابنتها عن مدى حبها لهم، وهم الذين ذهبوا ضحايا المرض اللعين.