نفذ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تهديده السابق، وأعلن أنه أمر إدارته بتعليق دفع المساهمة المالية للولايات المتحدة في منظمة الصحة العالمية بسبب "سوء إدارة" المنظمة الأممية لأزمة تفشّي فيروس كورونا المستجد،ويثير قرار ترامب الكثير من التساؤلات حول تمويل منظمة الصحة العالمية،وفي السابق، اتهم ترامب منظمة الصحة العالمية بمحاباة الصين والتستر عن حقائق حول انتشار فيروس كورونا.
وقال ترامب: "إنني اليوم آمر بتعليق تمويل منظّمة الصحة العالمية في الوقت الذي يتم فيه إجراء مراجعة لتقييم دور منظمة الصحة العالمية في سوء الإدارة الشديد والتعتيم على تفشّي فيروس كورونا".
ووجّه الرئيس الأميركي لائحة اتهام مطوّلة إلى المنظّمة الأممية، وقال إن "العالم تلقّى الكثير من المعلومات الخاطئة حول انتقال العدوى والوفيات" الناجمة عن الوباء. والمنظمة الأممية فشلت كليا في تقديم معلومات شفافة حول الفيروس".
وفي بادئ الأمر، هونت منظمة الصحة العالمية من خطورة الفيروس، وقالت في نهاية يناير الماضي، إنه لا يمثل حالة طوارئ عالمية،إلا أنها وفي نهاية يناير، تراجعت وأعلنت حالة الطوارئ، حيث تأخرت المنظمة في الإعلان عن خطورة الفيروس سمح لملايين البشر بالتحرك بحرية حول العالم،ولم تصنف المنظمة الفيروس كـ"جائحة" إلا في مطلع مارس، وأصابع الاتهام توجهت نحوها بمحاباة الصين كونها ثاني أكبر مساهم في موازنتها.
ماهي منظمة الصحة العالمية وأين مقرها؟
منظمة الصحة العالمية ، التي تأسست في عام 1948 ، هي وكالة متخصصة تابعة للأمم المتحدة كما هو مبين في دستورها ، فإن منظمة الصحة العالمية لديها تفويض واسع "للعمل كسلطة توجيه وتنسيق للعمل الصحي الدولي" داخل منظومة الأمم المتحدة. يتكون من 194 دولة عضوا.
*مقرها:جنيف ، سويسرا
*المكاتب الإقليمية
إفريقيا
شرق البحر الأبيض المتوسط
أوروبا
الأمريكتان
جنوب شرق آسيا
غرب المحيط الهادئ
*عدد الدول الأعضاء:194
*الميزانية:4.422 مليار دولار على مدى عامين (2018-2019)
ميزانية منظمة الصحة العالمية
ما دور منظمة الصحة العالمية وماهي إنجازتها؟
1-تقديم المساعدة الفنية للبلدان
2-وضع المعايير الصحية الدولية وتقديم التوجيه بشأن القضايا الصحية الهامة
3-تنسيق ودعم الاستجابات الدولية لحالات الطوارئ الصحية مثل تفشي الأمراض ، وتعزيز ومناصرة صحة عالمية أفضل.
4-تعمل المنظمة أيضًا كمنظم ومستضيف للاجتماعات والمناقشات الدولية حول القضايا الصحية، بالنسبة للجزء الأكبر، فإن منظمة الصحة العالمية ليست ممولًا مباشرًا للخدمات والبرامج الصحية في البلدان.
الإنجازات
لعبت الوكالة دورًا رئيسيًا في عدد من الإنجازات الصحية العالمية ، مثل إعلان ألما آتا بشأن الرعاية الصحية الأولية (1978) ، والقضاء على الجدري (المعترف به رسميًا في عام 1980) ، والاتفاقية الإطارية لمكافحة التبغ (المعتمدة في 2003) ، ومراجعة 2005 للوائح الصحية الدولية (IHR) ، وهي اتفاقية دولية تحدد الأدوار والمسؤوليات في الاستعداد والاستجابة لحالات الطوارئ الصحية الدولية.
هل يؤثر قرار ترامب بشكل كبير على المنظمة؟
تعامل الحكومة الأمريكية مع منظمة الصحة العالمية بطرق عديدة ، على النحو التالي:
إحدى الطرق الرئيسية التي تدعم بها أمريكا منظمة الصحة العالمية هي من خلال المساهمات المقدرة والتبرعات ؛ الولايات المتحدة هي أكبر مساهم منفرد لمنظمة الصحة العالمية.
لسنوات عديدة ، تم تحديد المساهمة المقدرة للولايات المتحدة بنسبة 22٪ من جميع الاشتراكات المقررة للدول الأعضاء ، وهو أقصى معدل مسموح به.
بين السنة المالية 2010 والسنة المالية 2017 ، كانت المساهمة المقدرة للولايات المتحدة مستقرة إلى حد ما ، وتتذبذب بين 107 مليون دولار و 114 مليون دولار.
على مدى الـ8 سنوات الماضية، تراوحت المساهمات الطوعية الأمريكية من 102 مليون دولار في عام 2014 إلى 401 مليون دولار في عام 2017 ، وهو مبلغ أعلى يعكس زيادة الدعم الأمريكي لاستجابات منظمة الصحة العالمية لحالات الطوارئ الصحية. كما تدعم المساهمات الطوعية الأمريكية مجموعة من أنشطة منظمة الصحة العالمية الأخرى مثل استئصال شلل الأطفال ؛ برامج صحة الأم والوليد والطفل ؛ سلامة الغذاء ؛ والرقابة التنظيمية على الأدوية.
دعم أمريكا المالي للمنظمة
من هم الممولين لمنظمة الصحة العالمية؟
تسهم الصين بنحو 29 مليون دولار في موازنة منظمة الصحة العالمية، فيما تختبر الولايات المتحدة أكبر مساهم في موازنة المنظمة بنحو 58 مليون دولار.
كما تعتبر ألمانيا وبريطانيا وفرنسا وإيطاليا من كبار المساهمين، بمساهمة إجمالية تبلغ 44 مليون دولار.
وتأتي تمويلا الدول الأخرى على النحو التالي:
اليابان 50.8 مليون دولار
البرازيل 20.1 مليون دولار
روسيا 16.2 مليون دولار
كندا 15.3 مليون دولار
اسبانيا 12.8 مليون دولار
استراليا 12.3 مليون دولار
السعودية 6.0 مليون دولار
ممولين منظمة الصحة العالمية
السبب الحقيقى وراء قطع التمويل الأمريكي عن المنظمة؟
دعونا ننظر إلى ما وراء لعبة اللوم السياسي، فالحقيقة أن هذه الأزمة لم يتعامل معها أحد بشكل مثالي خاصة أمريكا التي اتهمت المنظمة بعدم إدارة الامر بشكل مثالي، وفقاً لصحيفة "بوليتيكو" الأمريكية فإن حقيقة الأمر في إرادة ترامب وضع اللوم على أي شخص أخر لتحقيق مكاسب سياسية خاصة بعد التقارير التي ظهرت مؤخراً بشأن معرفته في وقت مبكر عن الفيروس وعدم تحريكه ساكناً لذلك، والتقارير الأخرى التي تفيد بصناعة "كوفيد19" داخل الولايات المتحدة الأمريكية، لذا فكر في ذلك لإبعاد شبهات اللوم عنه تزامناً مع قرب الانتخابات الامريكية.
اقرأ أيضاً: "تشارلز بيلر" صانع فيروس كورونا يكشف كارثة.. صعوبة اختراع دواء لكوفيد ١٩
والأن أيضاً الرئيس الأمريكي لا يفكر إلا في مضصلحته الشخصية فقط، فلا يزال العديد من الناس في جميع أنحاء العالم يواجهون صعوبات اقتصادية ويفتقرون إلى الرعاية الصحية الأساسية، لن يعتني دونالد ترامب بهؤلاء الناس ، لكن منظمة الصحة العالمية ستقوم بذلك.
إن عقيدة ترامب "أمريكا أولاً" بحكم التعريف، هذه مشكلة عالمية لا يمكن احتواؤها بواسطة الحدود الوطنية، تحتاج جميع البلدان إلى الامتثال والتعاون التام في الاحتواء والعزل ، وتبادل البيانات وإنتاج اللقاحات وإدارتها.