يتسابق الكثيرون في أوروبا ممن يتناولون الكحول "الخمر" على "بيرة كورونا" التي ظهرت مؤخراً في المكسيك، اعتقاداً منهم أن "البيرة" تقتل كورونا في مهده في حالة تعاطيها، مما أثر بشكل كبير في كثير من الدول الأوروبية على انتشار فيروس كوفيد 19 بشكل أكبر، وأصبحت "بيرة كورونا" ضحية فيروس كوفيد 19، بعد أن ربطها المستهلكون بالقضاء على الفيروس، وكشفت الدراسات الأخيرة في أمريكا أن 40% من ضحايا الفيروس في أمريكا توفوا بسبب إفراطهم في شرب الكحول خاصة أثناء جائحة المرض.
إثارة الجدل بسبب "بيرة كورونا"
في هذا السياق، أثار حاكم العاصمة الكينية نيروبي الجدل بعد أن أعلن أنه سيوزع الكحول كجزء من عبوات الطعام للأسر الفقيرة التي تفتقر إلى العمل بسبب جائحة فيروس كورونا، كنوع من أنواع المطهرات التي ستقضي على فيروس كورونا، وأعلن الحاكم مايك سونكو، على صفحته في موقع التغريدات الصغيرة "تويتر" أنه سيضع زجاجات صغيرة من "بيرة كورونا" في عبوات الطعام التي سنقدمها لشعبنا.
“We will have some small bottles of Hennessy in the food packs that we will be giving to our people…” - Nairobi Governor Mike Sonko
Note: WHO warns that drinking alcohol does not protect you against COVID-19 and can be dangerous pic.twitter.com/vuSuVAb8dy
— Citizen TV Kenya (@citizentvkenya) April 14, 2020وأضاف من البحث الذي أجرته منظمة الصحة العالمية والمنظمات الصحية المختلفة ، تم الكشف عن أن الكحول يلعب دورًا كبيرًا في قتل فيروس كوفيد19 أو أي نوع من الفيروسات، لذا سنقضي عليه تماماً، ويعتبر الحاكم سونكو دائماً مثيراً للجدل، وقد سبق أن واجه مزاعم بالاتجار بالمخدرات وغسل الأموال.
اقرأ ايضاً: منع معدات طبية وغلق حدود.. هل سقطت "أقنعة" الدول العظمى؟
تولى الرئيس أوهورو كينياتا في فبراير مهامه في القطاعات الرئيسية بعد أن منعت محكمة المحافظ من الوصول إلى مكتبه في ديسمبر 2019 بسبب خسارة 357 مليون شلن كيني (3.3 مليون دولار ، 2.6 مليون جنيه إسترليني)، وتدير الحكومة الوطنية الآن توفير الصحة والنقل والأشغال العامة في المدينة.
هل تقتل "بيرة كورونا" الفيروس؟
وفقاً لدراسة مشتركة أجراها علماء من ألمانيا وسويسرا ، فإن الفيروس التاجي الجديد أكثر حساسية للكحول من فيروس Sars أو Mers ويمكن أن يقتل بالكامل تقريبًا بتركيزات الإيثانول بنسبة 30 %، وعلى الرغم من أن العديد من المشروبات الروحية مثل الويسكي أو البيرة تحتوي على محتوى كحولي أعلى من ذلك ، إلا أن العلماء لا ينصحون باستخدامها كمطهر سواء في الشرب أو التنظيف وشددوا على أن الناس لا يجب أن يعتبروا الشرب وسيلة لمنع أو علاج كوفيد 19.
وفي هذا السياق،قالت ستيفاني بافندر، أن تجربتها أجريت في بيئة مختبرية، أثبتت أن شرب المواد الكحولية أثناء الجائحة التي تطال العالم بأكمله تؤثر سلباً على الأصحاء وتجعلهم أكثر عرضة للعدوى بفيروس كوفيد 19، وفقاص لصحيفة "كوريا الشمالية مورنينج بوست".
واستخدمت "بافندر"، الطبيبة في قسم علم الفيروسات الجزيئية والطبية في جامعة Ruhr-Bochum، في اختبارها مريضة بفيروس كورونا من ميونيخ الصينية ووفقاً للاختبار تناولت المريضة "أكس" كوباً من البيرة، وتم استخلاص عينات دم منها، وجدوا أن الفيروس ينتشر بشكل أكبر.
وقال لي تشونج، الأستاذ في كلية الصحة العامة في جامعة نانجينج الطبية، إن الدراسة تشير إلى أنه يمكن استخدام الخمور القوية كمطهر في حالات الطوارئ عندما لا تتوفر منتجات أخرى، لتنظيف الأسطح وغيرها ولكن ليس للشرب.
اقرأ أيضاً: "مقاهي الموت".. متى ظهرت وكيف تساعدك في أزمة فيروس كورونا وهل يمكن الانضمام لها؟
حيث تحتوي العديد من العلامات التجارية للويسكي على أكثر من 40 % من الإيثانول بينما يمكن أن تحتوي المشروبات الأخرى مثل الفودكا على تركيز أعلى، مضيفاً أن "منتج "بيرة كورونا" استخدامه لتطهير اليدين خطر بشكل كبيرلأنه يمكن أن يسبب حروق على الجلد أو الاتهابات شديدة.
أخر إحصائيات فيروس كورونا
وقد أشارت بعض الدراسات أيضًا إلى أن أحد الآثار الضارة لتعاطي الكحول هو أنه يمكن أن يدمر جهاز المناعة عن طريق تقليل عدد الخلايا التائية التي تلعب دورًا رئيسيًا في نظام الاستجابة المناعية وإلحاق الضرر بالكبد، واكتشفت أبحاث العالم الياباني تاكاكي ناكايا في مجلة Scientific Reports أن التفاعل بين الكحول والفيروسات في جسم الإنسان يمكن أن يكون أكثر تعقيدًا من أنبوب الاختبار، مما يقلل من فعاليته كمطهر.
إجراءات للحد من "بيرة كورونا"
على جانب آخر، علقت المكسيك إنتاج بيرة كورونا الشهيرة لأنه في محاولة لاحتواء انتشار COVID-19، وأعلن جروبو موديلو، صانع "البيرة" في المكسيك، هذا الإعلان بعد أيام من أمر الحكومة المكسيكية بإغلاق الشركات غير الضرورية حتى نهاية أبريل،كما أعلنت السلطات حالة الطوارئ الصحية العامة.
اقرأ أيضاً: فيروس كورونا ينتقل عن طريق الملابس.. كيف تتصرف النساء؟
ويذكر أن فيروس "كورونا " هي كلمة لاتينية تعني "التاج" بلغات مثل الإسبانية والإيطالية،و في عام 1965، عندما تم اكتشاف فيروسات من نفس السلالة طبق الناس اسم "الفيروس التاجي" لوصفها.