دول تستأنف العمل رغم خطر جائحة كورونا.. ماهي ردود الأفعال حول ذلك؟

كتب : سها صلاح

أعلنت مدينة ووهان الصينية أمس استئناف حركة الطيران وخدمات السكك الحديد والشحن بنهاية الشهر الجاري،وتعتبر أسواق ووهان لبيع الحيوانات؛ بؤرة تفشي فيروس كورونا في العالم كله، فقد كانت محلات بيع الخفافيش هي السبب الأول والأساسي في تفشي الوباء، وأغلقت المدينة تلك الأسواق بعد توقف الحياة تماما في الصين،ووفقًا لما ورد في صحيفة ميرور البريطانية، تعود الحياة إلى طبيعتها تدريجياً في الصين، حيث أعيد فتح المدارس والجامعات، ورفع الحظر الذي فرض على المواطنين، مع مراعاة اتباع إجراءات الحماية الجيدة.

أما الشيء اللافت للنظر هو عودة أسواق ووهان لبيع الحيوانات مرة أخرى وكأن شيئا لم يكن في الماضي، بالرغم من دعوات مشاهير عالميين لإغلاق أسواق ووهان للحفاظ على حياة البشر إلا أن الصدمة كانت في تداول مقاطع فيديو من داخل السوق وظهور حركة البيع والشراء تسير بشكل طبيعي جدا.

لم يتخيل الملايين من الناس أن الصينيين قد يعودوا بتلك السرعة، وأنهم يقعون في نفس الخطأ مرة آخرى وتمنى البعض أن تكون صورا قديمة، لكن أكد مسئولون صينيون أن الصور حقيقية مصورة اليوم.

كما قررت الدنمارك على خطى الصين إعادة فتح المدارس ومراكز الحضانة، الأربعاء المقبل، في خطوة غريبة لتخفيف الأماكن المغلقة بالبلاد بعد انخفاض حالات الإصابة بفايروس كورونا،وستبقي الدنمارك على إجراءات الإغلاق الأخرى، مثل إغلاق الحانات والمطاعم ومجمعات التسوق، وحظر التجمعات العامة لأكثر من 10 أشخاص ، لمدة شهر آخر على الأقل، وفقا لصحيفة "ديلي ميل"،وكانت النمسا الدولة الأولى التي وضعت خططا تفصيلية لإنهاء الإغلاقات، حيث ستعيد فتح المتاجر الصغيرة يوم الثلاثا،ء والمتاجر الأكبر في 1 مايو.

وفي سياق متصل، أجرت أنجيلا ميركل محادثات مع وزراء الحكومة يوم الأربعاء قبل مناقشة تخفيف الإجراءات مع الولايات الألمانية الـ16.

وفقًا لتقارير في وسائل الإعلام الألمانية ، سيتم السماح بإعادة فتح المحلات التجارية التي تصل مساحتها إلى 800 متر مربع (8600 قدم مربع) اعتبارًا من 20 أبريل وفقًا لشروط صارمة بشأن عدد العملاء المسموح لهم بالدخول في المرة الواحدة. سيسمح لتجار السيارات ومحلات بيع الكتب بفتحها بغض النظر عن حجمها ، وكذلك حدائق الحيوان والمكتبات والحدائق النباتية.

سيُسمح بعد ذلك بإعادة فتح متاجر أكبر أخرى اعتبارًا من 4 مايو مع مصففي الشعر ، لكن الخدمات الدينية ستظل محظورة ، وستظل الحانات والمطاعم مغلقة.

من المرجح أن تظل القيود المفروضة على حركة الأشخاص قائمة حتى 3 مايو، وسيتم اتخاذ خطوات لاستئناف التعليم ، مع التركيز على الفصول التي تستعد للامتحانات.

ووهان ستكون "عبرة" للدول الأخرى

جاءت ردود أفعال بعض الصحف رافضة لذلك الإعلان، وفي هذا السياق، قال موقع "بيزنس إنسايدر" أن قرار السلطات الصينية باستنئاف الحياة مرة أخرى بشكل طبيعي في ووهان، سيكون درسأً جديداً لقادة دول العالم، فالصين ترى الامر بأعتباراتها السياسية والاقتصادية، وكما سمحت للفيروس بالظهور والانتشار بشكل مرعب في العالم، ستسمح الآن أيضاً للقضاء على نفسها بنفسها وانهيار اقتصادها بشكل أعنف.

استئناف العمل في بعض الدول

استئناف حذر

في ووهان نفسها، ستستغرق الحياة وقتًا طويلاً للعودة كالسابق فرغم قرارات الحكومة إلا أن بعض الشعب سياهبون الأمر في البداية وفقاً لما قاله موقع "The straitstimes "، ففي سوق هوانان للمأكولات البحرية، الذي يعتبر مصدر تفشي المرض،مازالت الأكشاك مغلقة ويشتكي المارة من أن رائحة المحار المتعفنة لا تزال باقية، كما ان قلة من سيارات الأجرة تجوب شوارع المدينة وطرق النقل العام تستأنف ببطء.

لا تزال الأسوار التي أقيمت على عجل تحيط بمجمعات الإسكان ، ولا يُسمح بالوصول إليها إلا للأشخاص القادرين على عرض رمز الصحة الخضراء على هواتفهم المحمولة، لا تزال المدارس والجامعات مغلقة ، هل أنت متأكد من أنه سيكون هناك استئناف للعمل في مدينة ووهان ؟، كأن هذا سؤال مستخدم في مدونة Weibo الصينية الشبيهة بتويتر، "كيف يمكنني ركوب القطار إذا لم أستطع حتى الخروج من مبنى شقتي من الخوف؟".

استئناف العمل في ووهان

هل سيعود الفيروس مرة أخرى؟

قالت صحيفة "ذا هيل" الأمريكية أن عدد كبير من المواطنين غادروا المدينة قبل إغلاقها، ونشروا فيروس كورونا عن غير قصد إلى كوريا الجنوبية واليابان وتايلاند وأماكن أخرى في الصين، أولئك الذين سيعودون سيواجهون مستقبلًا غامضًا، ويمكن للكثير أن تعود لهم العدوى فلم تؤكد الدراسات حتى الآن من أن الإصابة بالعدوى تكسب الجسم مناعة لعدم إصابته مرة أخرى.

ردود أفعال الصينيين على استئناف العمل مرة أخرى

يقول السيد شيا، الذي يدير شركة آلات زراعية في ووهان مع اثني عشر موظفًا، إن الإغلاق تسبب في انخفاض المبيعات بنسبة 30-40٪ خلال الفترة من يناير إلى مارس، ولقد اتبعنا توجيهات الحكومة وأعطينا العمال الحد الأدنى من بدل الإقامة، ما زلت أعاني من خسائر فادحة، لذا أنا مع استئناف العمل وفقاً لصحيفة "جلوبال تايمز" الصينية.

فيما يقول "جود دينو" الموظف في إحدى الشركات: "الآن بعد أن تحول الحزب الشيوعي الصيني إلى تصريحات باستئناف العمل مرة أخرى لن يكون أمامنا سوى تنفيذ ما يطلب منها، والحقيقة ان أصحاب العمل يريدون ذلك بشدة ولا يشعرون بما سيصيبنا من مرض مرة أخرى، فالخوف من أن رغم التحذيرات العالمية فستفوق الضرورات الاقتصادية على حياتنا جميعاً.