الاعراس والوفيات والولادة في زمن الكورونا.. ماذا يحدث في كينيا؟

فيروس كورونا في كينيا
فيروس كورونا في كينيا
كتب : سها صلاح

من الولادة إلى الموت غير فيروس كورونا حياة الكينيين بشكل كبير فلم تعد الحياة كما كانت قبل انتشار الوباء بشكل كبير في الدولة الأفريقية،وكينيا من بين دول أفريقيا، التي ظهر بها حالات إصابة بفيروس كورونا المستجد، وسجلت البلاد إلى حد الآن سبع حالات إصابة بمرض "كوفيد-19"، دون تسجيل أية حالة وفاة بعد.

ولم تترك نيروبي الفرصة أمام فيروس كورونا للتوغل في البلد الواقع شرق القارة السمراء، فاتخذت الحكومة الكينية قرارًا، في وقتٍ سابقٍ من شهر مارس الجاري، بحظر دخول الأجانب من البلدان التي شهدت تفشي فيروس كورونا،وهناك مخاوف لدى البعض من أن تتحول أفريقيا إلى بؤرة للوباء في ظل ما يبدو أنه تراجع للإصابات اليومية في مناطق أخرى بالعالم،وعلى الرغم من الجهود المبذولة لإغلاق الدول والمدن، وكذلك وجود تبرعات بمعدات حماية وأجهزة اختبار الفيروس وأجهزة تنفس صناعي من الصين، إلا أن هناك أمرا واضحا وهو أن معدل الإصابات في تصاعد مستمر والقدرة على المناورة ضيقة.

اقرأ أيضاً: جديد كورونا .. الأطباء الإنجليز يعيدون استخدام معدات الوقاية ودول تستأنف العمل

ولادة غير عادية

وقفت الدكتورة "شيلا أتينو" مستعدة بشكل كامل لمساعدة شابة حامل على ولادة طفلها، ورغم أنها قامت بذلك مرات عديدة من قبل إلا أنه تلك المرة غير عادية بالنسبة لها بعد التأكد من تعرض المرأة لفيروس كورونا، وقفت "أتينو" أمام المريضة لعدة دقائق، كطبيبة نساء وتوليد كانت تجهز الحالة في عدة ثواني إلا أنها عجزت هذه المرة عن ذلك، ومع فريق صغي تم تجهيزهم لحضور عمليات النساء الحوامل اللاتي يظهرن عليهن الفيروس، جهزوا المريضة وبدأوا في ولادتها "قيصرياً وهي ترتدي كمامة وهذا يشكل خطراً على حياتها، إلا أنه وفقاً لـ"أتينو" ليس باليد حيلة.

ولادة في زمن كورونا

يقول "أتينو": " لقد كان من الصعب جدًا التعامل مع حقيقة أنني سأجري عملية للأمهات الحوامل المصابات بفيروس كورونا، بسبب التعامل مع الكثير من سوائل الجسم،و على الرغم من أنني سأقوم بإجراء العملية أثناء ارتداء بدلة واقية ، إلا أنها تجعلك ساخنًا وغير مرتاح، وعندما أصل إلى المنزل ، سيرغب الأطفال في الاندفاع إلى ذراعي،ولكن لا يمكنني لمسهم حتى أغير نفسي وأستحم وأعقم نفسي.

زوجان جديدان

فرانسيس وفيرونيكا زوجان شابان يقضون شهر العسل في منزلهما الريفي في نياهورورو ، التي تبعد حوالي 200 كيلومتر (125 ميل) عن نيروبي،كانوا قد خططوا لزفافهم في 5 أبريل،و لقد دعوا 500 ضيف ليشهدوا اللحظة الكبيرة التي سيقول فيها كل منهم: "أنا أقبل"،ولكن عندما قاموا بذلك ، لم يُسمح سوى لستة أشخاص بالدخول إلى الكنيسة - العروس والعريس والزوجين واثنين فقط للشهود لا والدين ، لا أسرة ، لا رفقاء في القرية.

اقرأ أيضاً: "بيرة كورونا" تثير الجدل في أوروبا.. هل تُقضي على فيروس كوفيد 19؟

حيث أبعدت قواعد المباعدة الاجتماعية وقيود السفر التي فرضها "كوفيد 19" مئات الأشخاص عن زفافهم، عقد الزوجان حفل زفافهما في المنزل بحضور 12 شخصًا فقط،كان لديهم خيار تأجيل زفافهم حتى تعود الحياة إلى طبيعتها، لكنهم اختاروا عدم القيام بذلك.

الزواج في زمن الكورونا

وقال "فرانسيس" الزوج كان زفافنا سيكلف حوالي 300 ألف شلن كيني (2800 دولار ، 2250 جنيه إسترليني)، ولكن بدون الضيوف، والتموين، واستئجار مكان ، وما إلى ذلك ، في النهاية لم ننفق سوى 50 ألف شلن كيني،ونحن الآن نتلقى الكثير من المكالمات من الشباب في أنحاء مختلفة من كينيا يقولون إننا ألهمناهم للقيام بحفلات الزفاف المتواضعة بدلاً من الزواج بكميات كبيرة ثم الوقوع في الديون.

الحداد في حظر التجول

في أثناء حظر التجول الليلي الذي فرضته الحكومة لمحاولة كبح انتشار فيروس كورونا، قتل الصبي ياسين حسين مويو ، 13 سنة ، برصاص الشرطة، حيث كان يجلس مع أشقائه الخمسة ووالدته على شرفتهن،والد ياسين ، حسين مويو ، استحوذ بمرارة على مشاعر العديد من الكينيين عندما قال في جنازة ابنه: "خلال النهار نواجه خطر الفيروس وفي الليل علينا أن نتعامل مع إرهاب الشرطة، لذا قمنا بالصلاة علينا في بيوتنا.

حداد في زمن الكورونا

خطر سوء التغذية

قول الدكتور فرانشيسكو تشيتشي، أستاذ علم الأوبئة: "الركود الاقتصادي وتدهور سبل المعيشة يعني الفقر وسوء التغذية وأزمة الوصول إلى الخدمات الصحية الروتينية، وهذا يعني الموت أيضا، مضيفاً أن : "الموت لن يضرب فقط كبار السن ولكن أيضا الأطفال والشباب. لذلك توجد معادلة صعبة حقا هناك."

اقرأ أيضاً: بعد وقف "ترامب" تمويلها.. كل ماتريد معرفته عن منظمة الصحة العالمية ومموليها والسبب الحقيقى وراء قطع المعونة الأمريكية

وقد بدأت دول مثل رواندا في توزيع الغذاء والموارد تحسبا لتلك العواقب،في كيب تاون بجنوب أفريقيا، بدأت حتى عصابات الشوارع سيئة السمعة في المساعدة في توزيع الطعام،لكن في بلدان أخرى، لا توجد خطة واضحة للمواجهة، وفي كينيا، بدأت مجموعات المجتمع المدني في جمع الأموال والغذاء للأسر ذات الدخل المنخفض.

ويذكر أن الدول الأفريقية لديها موارد محدودة لتعويض المواطنين ماديا إذا ما تركوا عملهم. وتسلط هذه الصعوبات الضوء مرة أخرى على أهمية إجراء الاختبارات.

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً