ظهر شهران أميري في صورة يحمل طفله بابتسامة "مفارق" لا محالة، يغيب عن الضوء ويعود وفقًا لرغبة حكومة طهران، لم تشفع له مكانته العلمية في المجال النووي، فاختفى فجأة وظهر فجأة وأعدم كذلك فجأة.
الإعدام في إيران لا يستثني أحدًا ولا يحتاج إلى إدانة واضحة بتهمة محددة، بداية بالشابة ريحانة جباري التي أعدمت بتهمة قتل ضابط رغم أنها اكدت أنه قام باغتصابها، لتأخذ حبال المشانق في طريقها رقاب أكرادًا سنة بلغ عددهم 20 شخصًا اتهمتهم إيران بالاشتراك في أعمال إرهابية، وتنتظر حبال المشنقة رقاب ثلاث ناشطين أهوازيين، بعد مصادقة ديوان القضاء الأعلى في طهران، على أحكام الإعدام الصادرة ضد 3 ناشطين أهوازيين وهم كل من قيس عبيداوي (26 عامًا) وشقيه أحمد عبيداوي (21 عامًا) وزميلهما سجاد بلاوي، إضافة إلى 4 آخرين حكموا بالسجن الطويل بين 25 و35 عامًا، بتهمة "القيام بأعمال مسلحة ضد الحرس الثوري الإيراني، وتقف مؤخرًا لا أخيرًا عند العالم النووي الإيراني الشهير، الذي اتهمته إيران بالتجسس لصالح الولايات المتحدة الأمريكية.وعن عدد أحكام الإعدام التي تم تنفيذها، أفاد تقرير لمنطمة العفو الدولية، بزيادة أكثر من 50% في العام خلال 2015 ليصل إلى أعلى مستوى له منذ 1989، وفق التقرير السنوي الصادر لمنظمة (أمنستي).
وأفاد تقرير منظمة العفو أن "1634 حكمًا بالإعدام على الأقل" نفذت في العالم العام الماضي بارتفاع 54% عن سنة 2014، في 25 بلدًا ونفذ ثلاثة من هذه البلدان 89% من هذه الأحكام وهي إيران مع 977 عملية إعدام.وقال سليل شيتي السكرتير العام للمنظمة في بيان، عقب إعلان تقرير المنظمة، إن ارتفاع الإعدامات الذي لحظناه السنة الماضية مقلق للغاية. عدد الإعدامات بموجب حكم قضائي في 2015 كان الأعلى منذ 25 عامًا.
وأضاف السكرتير العام للعفو الدولية، أن إيران وباكستان والسعودية أعدمت عددا كبيرا من المحكومين بالإعدام إثر محاكمات اتسمت غالبا بعدم الإنصاف الفاضح: "يجب أن تتوقف هذه المجزرة".
وقال جيمس لينش المدير المساعد للشرق الأوسط وشمال إفريقيا لدى أمنستي، إنه منذ الاتفاق النووي التاريخي مع القوى العظمى في يوليو تبذل إيران جهودا دبلوماسية حثيثة للتقارب مع الغرب لكن "تم إهمال حقوق الإنسان بالكامل".
وبين إدانات العالم والدول الغربية لسياسة إيران في تنفيذ الإعدامات، يجاهد "المستهدفين" العمل على تقليل عدد المعدومين، حيث أعلنت منظمة نشطاء السنة في إيران عن تدشين أعمالها دفاعًا عن أهل السنة في إيران، فقالت المنظمة، في بيان نقلته "الشرق الأوسط" إنه «مع مرور سبعة وثلاثين عاما من الاضطهاد الديني والتمييز السافر وهضم الحقوق وتهميش المجتمع السني في إيران، حيث راح ضحية ذلك مئات من العلماء الأجلاء والنخب والنشطاء والدعاة، ونظرا لسلسة الإعدامات الجماعية التي نفذتها الحكومة الإيرانية ضد نشطاء السنة بين فينة وأخرى ¬ كإعدام جماعي لـ22 داعية وناشطا سنيا من كردستان، وقبل ذلك إعدام جماعي لـ16 ناشطا بلوشيا، بتهمة الدعوة إلى عقيدة أهل السنة والجماعة ¬ قمنا بتأسيس جمعية حقوقية لإيصال صوت أهل السنة المضطهدين في إيران إلى أحرار العالم".وتظل إيران متمسكة بحقها في تنفيذ الإعدامات، وصف المتحدث باسم الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي، مواقف المسؤولين الأوروبيين والأمريكيين وكذلك مقرر الأمم المتحدة في مجال حقوق الانسان، من إعدام بعض من تصفهم طهران بالإرهابيين في إيران، بأنه تدخل في الشؤون الداخلية للبلاد.
وفي تصريحات صحفية أوردتها وكالة أنباء (فارس) الإيرانية، قال المتحدث باسم الخارجية في طهران، إن إيران طالما انتهجت سياسة حازمة في مجال مكافحة الإرهاب والجماعات الإرهابية المدعومة من الدول الأجنبية في المنطقة، وأنه في الوقت الذي تعتبر إيران ضحية للإرهاب، إلا أنها لا تدخر وسعا في توفير الأمن لشعبها.
الأبرياء والحصول على أسلحة حربية وإعداد عبوات ناسفة فضلا عن التفجيرات في مناطق مختلفة من المدن الإيرانية.