عدم تحمل الهيستامين .. لغز يحير الأطباء

أسباب حكة الجلد
أسباب حكة الجلد
كتب : أهل مصر

يندرج عدم تحمل الهيستامين ضمن المتاعب الصحية الشائكة، التي تمثل لغزا يحير الأطباء. ويرجع السبب في ذلك إلى عدم وجود اختبارات تثبت الإصابة بهذه الاستجابة التحسسية، التي تنجم عن تناول بعض الطعمة والمشروبات.

وأوضح البروفيسور الألماني توماس فوكس قائلا: "الهيستامين عبارة عن مواد عضوية تقوم الخلايا بإنتاجها في الجسم من الأحماض الأمينية الهيستيدين".

وأضاف طبيب الأمراض الجلدية قائلا: "وتقوم هذه المواد العضوية بوظائف هامة، ولا يقتصر دورها على ضمان الإيقاع المتوازن للنوم والاستيقاظ وتنظيم ضغط الدم فحسب، بل يقوم الهيستامين أيضا بتحفيز عملية إنتاج العصارة المعدية وزيادة حركة الأمعاء".

وتابع قائلا: "وبعد قيام هذه المواد بعملها فإنه يتم تفكيكها في الأمعاء الدقيقة بواسطة إنزيم ديامين أوكسيديز (DAO). وعادة ما تحدث هذه العملية عندما يكون هناك الكثير من الهيستامين في الجسم".

احمرار وحكة

ومن جانبها أوضحت سونيا ليميل، من الجمعية الألمانية للحساسية والربو، أن أعراض عدم تحمل الهيستامين تتمثل في البقع الحمراء حول الأنف والوجنات أو تورم الوجه أو الشعور بحكة.

وقد تشمل الأعراض المرضية أيضا الإسهال والمغص وخفقان القلب والدوار، بل قد يصل الأمر إلى الإصابة بالصداع النصفي.

وأضافت ليميل أن هذه الأعراض تظهر بعد تناول الأطعمة الغنية بالهيستامين مثل أنواع الجبن طويلة العمر والأنشوجة في الزيت. وتابعت ليميل قائلة: "تناول الأطعمة، التي يسهل تلفها بسبب التخزين غير السليم مثل التونة والماكريل، يمكن أن يؤدي إلى زيادة الهيستامين في الجسم".

وعلى الرغم من أن الشوكولاتة تحتوي على قدر ضئيل من الهيستامين، إلا أنها قد تتسبب في إفراز الهيستامين في الأمعاء، ولكن هذا غير مؤكد حتى الآن.

وأضاف البروفيسور فوكس قائلا: "في بعض الحالات يبدو أن مشكلات الأمعاء هي السبب في الأعراض المرضية الشائعة". ولا يوجد دليل حتى الآن على أن الهيستامين وحده هو المسؤول عن هذه الأعراض.

ولم يتضح حتى الآن ما إذا كان يمكن إبطاء تفكك الهيستامين في الأمعاء الدقيقة، وإلى أي مدى يمكن إبطاء هذا التفكك، وذلك من خلال عمليات الالتهابات في الجسم أو بعض الهرمونات.

ويناقش الباحثون أيضا ما إذا كان الاستهلاك المفرط للمشروبات الكحولية أو انخفاض فيتامينات B6 وC قد يؤثر سلبا على إنزيم ديامين أوكسيديز (DAO) في الأمعاء الدقيقة، وهناك خيار آخر يتمثل في أن بعض المسكنات أو المضادات الحيوية يمكنها إبطاء تفكك الهيستامين. وأضاف فوكس قائلا: "لا تزال هناك الكثير من الاستفسارات غير المجاب عنها فيما يتعلق بالهيستامين".

ولكن إذا كان الأمر لا يرتبط بعدم تحمل الهيستامين، فما سبب الأعراض المرضية الشائعة سواء كانت احمرار الوجه أو الحكة أو الغثيان أو الدوار أو اضطرابات الصوت بعد تناول الطعام والشراب؟ وأجابت ليميل قائلة: "من المحتمل أن الهيستامين لا يسبب هذه الأعراض بمفرده، ولكن في سياق مواد أخرى".

سجل الطعام

وتنصح ليميل الأشخاص، الذين يعانون من هذه الأعراض، بتدوين سجل الطعام أولا، بحيث يتم فيه تدوين الأطعمة ووصف الاستجابات التحسسية، التي ظهرت على الجسم بعد تناول الطعام، وبعد ذلك يتم تقديم سجل الطعام إلى أخصائي الحساسية أو خبير التغذية المتخصص في علاج الحساسية.

واعتمادا على سجل الطعام والتاريخ المرضي يمكن للطبيب فحص ما إذا كانت هناك علاقة بين الأطعمة، التي تم تناولها، والأعراض المرضية، وفي الخطوة التالية يمكن للمريض مناقشة هذه الشكوك مع أخصائي الحساسية، الذي يطلب إجراء المزيد من الفحوصات.

وإذا كان الهيستامين والأمينات الحيوية الأخرى سببا للأعراض المرضية، فعندئذ يجب على المريض تناول الأطعمة محل الشك من أجل المراقبة السريرية، ويعمل هذا التقييم على تأكيد هذه الشكوك أو نفيها.

وفي حالة تأكيد هذه الشكوك فلابد للمريض من اتباع بعض النصائح الغذائية، وتعتمد هذه النصائح على التحمل الفردي للأمينات الحيوية بما في ذلك الهيستامين، مع مراعاة عوامل أخرى مثل تناول بعض الأدوية. وأضافت ليميل أن عدم تحمل الهيستامين تجاه بعض الأطعمة أو المشروبات لا يكون حالة دائمة في أغلب الأحيان، وأكد البروفيسور فوكس أن المشكلة تظهر على مراحل، ولذلك من الأفضل الانتظار لبعض الوقت.

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً