أدى انتشار فيروس كورونا المستجد حول العالم، الي الفتك بحياة عددا أكبر من الرجال، مقارنة بضحاياه من النساء، وهذا الفيروس لم يكن الأول في هذا المجال، إذ جاءت أوبئة سابقة بنتائج مشابهة، مما يؤكد "التفوق الجيني" لدى النساء.
ومع بداية تفشي فيروس كورونا في مدينة ووهان الصينية، تم ملاحظة أن عددا أكبر من الرجال تم وفاتهم مقارنة بالنساء، وبحلول شهر فبراير كشفت بيانات شملت 44672 حالة إصابة مؤكدة، أن معدل الوفيات بين الرجال كان 2.8 بالمئة، مقارنة بـ1.7 بالمئة بين النساء.
وأوضحت هذه الأرقام، البيانات المتعلقة بأوبئة سابقة، مثل سارس والإنفلونزا الإسبانية، التي وضعت الرجال في خطر أكبر من النساء، وفي البداية اعتقد العلماء أن تزايد الوفيات بـكورونا بين الرجال في الصين، يعود إلى سلوكياتهم، حيث أن نحو نصف الرجال هناك يدخنون، بينما لا تتعد النسبة 3 بالمئة بين النساء.
لكن مع انتشار كورونا في مختلف دول العالم، واستمرار أعداد الضحايا الرجال في الارتفاع مقارنة مع النساء، تأكد العلماء أن السبب لا يعود للسلوكيات فحسب.
وفي إيطاليا، أحد أكثر الدول تضررا من كورونا، فإن 10.6 بالمئة من المصابين الرجال فقدوا حياتهم، بينما كانت النسبة 6 بالمئة لدى النساء، بالرغم من أن عادات التدخين أقل بكثير من تلك المسجلة في الصين 28 بالمئة من الرجال و19 بالمئة من النساء يدخنون.
وفي إسبانيا، فإن عدد الرجال الذين توفوا بكورونا هو ضعف عدد النساء.
وبالرغم من وجود عوامل تلعب دورا في اختلاف نسب الوفيات بين الجنسين، مثل العمر والأمراض المزمنة الأخرى، فإن الفروقات الجينية بين الرجال والنساء هي أبرز ما يفسر هذه الاختلافات، حيث يعتقد العلماء أن السر وراء "المناعة الأقوى" لدى النساء يعود للكروموسوم "إكس"، وهو عبارة عن أحد الكروموسومين الجنسيين في كل خلية من خلايا الثدييات.