اعلان

"أنا السبب في موتها".. التفاصيل الكاملة لهروب مصاب بـ"كورونا" من الحجر الصحي بأسوان بعد وفاة والدته بالفيروس

مستشفى أسوان التخصصى
مستشفى أسوان التخصصى

كان عمله في السياحة مصدر سعادته؛ فطالما در عليه هذا العمل ربحًا وضمن له عيش حياة مرهفة؛ إلا أنه لم يكن يعلم أن مصدر سعادته سينقلب فجأة إلى سبب لفقدان أعز الأشخاص لديه، وسيولد لديه شعورًا بتأنيب الضمير النابع من كونه نقل عدوى فيروس كورونا إلى والدته المسنة وتسبب في وفاتها.

تلخص هذه المقدمة المأساة التي بات يعيشها الشاب "محمد. ع"، المقيم بمنطقة بشير بك التابعة لمدينة أسوان، والذي فقد والدته "ف. ت"، البالغة من العمر 59 عامًا، والتي توفيت إثر إصابتها بفيروس كورونا المستجد عقب نقل العدوى إليها من إبنها.

مأساة "محمد"، بدأت عند إصابته بفيروس كورونا المستجد بسبب مخالطته للسياح الأجانب؛ إذ أنه يعمل تاجر "تحف وانتيكات" بسوق الحارث السياحي في أسوان، وهذا العمل الذي كان يحسده عليه الكثيرين أصبح هو السبب في نقل عدوى الفيروس إليه.

في بداية الأمر، لم يكن يعلم الشاب الأسواني إصابته بكورونا، ولذلك كان يمارس حياته بشكل طبيعي، حتى ظهرت عليه أعراض المرض، وحين أظهرت نتائج العينات التي سحبت منه تأكد إصابته بالفيروس تم نقله إلى "دار الضيافة" بجامعة أسوان والتي تم تخصيصها لحجز الحالات المصابة بفيروس كورونا.

عقب ساعات من حجز "محمد" داخل "دار الضيافة" بجامعة أسوان لتلقي العلاج؛ علمّ أن والدته أصيبت بفيروس كورونا، وأن السبب في إصابتها هو نقل العدوى إليها عن طريقه، فتملكه إحساس بالحزن الممزوج بتأنيب الضمير والخوف من أن يكون سببًا في موت أحب إنسانة إلى قلبه.

يؤكد مصدر مطلع داخل "دار الضيافة" بجامعة أسوان، في تصريحات خاصة لـ "أهل مصر"، أن الشاب الأسواني كان متفائلًا ويواجه نبأ إصابته بفيروس كورونا بمعنويات مرتفعة، وأن الإبتسامة لم تكن تفارق وجهه؛ إلا أن هذا الحال تبدل بمجرد علمه بإصابة والدته.

أصبح "محمد" متوترًا، وفارقت الابتسامة وجهه وحلت بديلًا لها علامات الحزن والخوف والقلق؛ هكذا يصف المصدر حال الشاب بعد علمه بنبأ إصابة والدته.

لم تصمد والدة الشاب الأسواني أمام فيروس كورونا، وتوفيت أمس الإثنين، وذلك عقب ساعات من نقلها إلى مستشفى الحجر الصحي بأسوان؛ فمناعتها الضعيفة بسبب تقدمها في السن جعلت منها فريسة سهلة لهذا الفيروس المتوحش.

يشير المصدر، إلى أن "محمد" أصبح إنسانًا آخر بعد أن نُقل إليه نبأ وفاة والدته بسبب إصابتها بكورونا، قائلًا: "انهمرت الدموع من عينيه، وظل يصرخ: أنا السبب في موتها.. أنا السبب، ثم صمت ورفض التحدث مع أي شخص من أفراد الطاقم الطبي والتمريض الذين حاولوا تهدأته".

"كنا نحاول تخفيف وطأة الصدمة وتهدأته.. تحدثنا معه كثيرًا؛ إلا أنه كان ينظر إلينا ولا يجيبنا بكلمة، وكأنه كان يعيش معنا بجسده، وذهنه وقلبه في مكان آخر"؛ هكذا روى لنا أحد الأطباء داخل "دار الضيافة" بجامعة أسوان، في تصريحات خاصة لـ "أهل مصر".

حالة الحزن والصراخ التي تبعها صمت لم تدم طويلًا؛ فقد فوجئ الجميع داخل "دار الضيافة" بجامعة أسوان، بنبأ هروب الشاب "محمد. ع" من الحجر الصحي، وعلموا بعدها أن السبب وراء هروبه هو قراره بحضور جنازة والدته، والتصميم على مرارتها الثرى بنفسه.

وأمام عدم معرفة المكان الذي يختبئ فيه الشاب الأسواني بعد هروبه من داخل "دار الضيافة" بجامعة أسوان، قرر مسئولي الطب الوقائي تأجيل دفن والدة "محمد"، لحين معرفة مكانه وإعادته مرة أخرى إلى الحجر الصحي لاستكمال علاجه من فيروس كورونا.

يذكر أن دار الضيافة بجامعة أسوان، والتي تم تخصيصها لحجز الحالات المصابة بفيروس كورونا، شهدت مساء أمس الإثنين، هروب الشاب "محمد. ع"، والمصاب بفيروس كورنا المستجد، وذلك بعد وفاة والدته متأثرةً بإصابته بالفيروس.

وقال مصدر بمديرية الصحة بمحافظة أسوان، إن المصاب هرب فور علمه بوفاة والدته، والسبب في هروبه هو إصراره على حضور جنازتها وموارة جثمانها الثرى، موضحًا أن المتوفية هي حالة الوفاة الثامنة التي شهدتها المحافظة بسبب بفيروس كورونا.

وقد أصاب نبأ هروب المصاب بفيروس كورونا، أهالي منطقة "بشير بك" بمدينة أسوان، بحالة من الذعر والقلق، خوفًا من مخالطة المريض الهارب لهم، وتسببه في نقل عدوى الفيروس إليهم.

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً