رفضت الاعتراف بالمستحيل، وضعت أمنياتها بين يدي ربها، ودعته ليبسط لها الأمور ويخلصها من فيروس كورونا الذي تعرضت له، وبثقتها في ربها كُتب لها الشفاء.. هذه هي الدكتورة ماري صبري، 27 عامًا، الطبيبة بمعهد الأورام، والتي كانت مصابة بفيروس كورونا المستجد "كوفيد١٩".
تقول الدكتورة ماري: لا أعرف كيف أُصبت بالفيروس، هل انتقل إليّ من أحد أصدقائي وزملائي بالعمل، أم من أحد المرضى فى المستشفى، ولكني شُفيت وهذا هو الأهم من أي شيء آخر، وأحمد الرب على هذا الفضل.
وأضافت ماري: كنتُ مصدومة للغاية فور ظهور نتيجة تحاليلي واكتشاف أنها "إيجابية" فلم أكن أتوقع هذا الأمر، ومازال الألم يحاصرني في كل مرة أتذكر فيها لحظات إصابتي.. قلبي بيتقبض جدًا وبالذات لأن عندنا مفهوم انه خلاص الفيروس ده مفيش منه شفا، وحسيت ان كل اللي عملته ف حياتي بيقف.
وتابعت: أنا وزملائي الحمدلله من الناس اللي كانت حالتنا مستقرة وبالتالي كنا قاعدين في أوضة عادية مش رعاية، وكان معانا موبايلاتنا، وهذا أفضل شيء لأننا تمكنا من الحديث مع عائلاتنا "فيديو" عن طريق الإنترنت، هو الوضع مش زي أما نشوفهم طبعا، ولكن أفضل من اني مشوفهومش خالص، فصلاً عن اني كان معايا بعض الكتب والروايات التي أتسلى بها طول اليوم، وأيضًا برفقة زملائي وأصدقائي لأنهم لم يتركوني للحظة، ومع ذلك كنت أشعر في كثير من الأوقات بحالة اكتئاب، خاصة أنني بعيدة عن عائلتي وأول عيد سأقضيه بدونهم، ولكن بعد أخذ سحبتين مني "عينتين" تبينت أنني تمكنت من هزيمة الفيروس لأتمكن من قضاء أسبوع برفقة عائلتي.
وكانت الدكتورة ماري صبري، قد قالت عبر حسابها الشخصي علي الفيسبوك:
« 17 يوما من العزل التام.. لحظات كتير عدت بين الأمل واليأس.. العياط والهزار.. أيام عرفت فيها ايه قيمة بس انك تقدر تخرج من أوضتك.. أوقات كتير وانت مش عارف تصبر نفسك ولا تصبر اللي معاك.. أيام عرفت فيها أد إيه الناس في قلوبها محبة وصدق... أيام وصلتني فيها كمية صلوات تكفى أنها تنقل جبل.. أوقات عرفت فيها ناس جديدة جدعة ومقدرة اللي انت فيه.. أيام عرفت فيها غلاوتي في قلوب ناس مكنتش أتخيل محبتهم.. على أد كمية اليأس والإحباط اللي الواحد مر بيهم على أد التعزية اللي ربنا كان بيبعتها ف عز يأسك... أخيرا التجارب دي مش بنبقى عارفين هي بتحصل ليه وإيه حكمة ربنا منها بس اللي أكيد ان '' تأديبا أدبني الرب وإلى الموت لم يسلمني''.
واختتمت ماري منشورها المؤثر، قائلة: بشكر من كل قلبي كل شخص قابلته في رحلتي دي، كل شخص أعرفه ومعرفوش صلى لي وذكر اسمي في صلاته... وجودكوا هون كتير علينا.. FinaLLy Home الحمدلله.