يخشى كثيرون من إمكانية التصعيد في ليبيا بالتزامن مع أعقاب إقرار الرئيس التركي رجب طيب إردوغان بإرسال قوات تركية للقتال بجانب حكومة فايز السراج في طرابلس ضد الجيش الوطني الليبي الذي يسيطر في بنغازي،وحذرت الخارجية المصرية مؤخراً من الخطوة التركية، واصفة موافقة البرلمان التركي على إرسال الدعم العسكري لطرابلس بأنه "تهديد للأمن القومي العربي بصفة عامة والأمن القومي المصري بصفة خاصة".
وقالت الخارجية إن قرار البرلمان التركي "يستوجب اتخاذ كافة الإجراءات الكفيلة بحماية المصالح العربية من جراء مثل هذه التهديدات" وهو ما يزيد المخاوف بشأن مواجهة مصرية – تركية محتملة على الأراضي الليبية.
ويحتل الجيش المصري المرتبة رقم 12 من بين أقوى جيوش العالم بميزانية عسكرية قدرها 4.4 مليار دولار أمريكي من حيث العتاد والأفراد بينما يحتل الجيش التركي المرتبة التاسعة بميزانية 8.6 مليار دولار.
ما الذي يخطط له اردوغان من تجييش ميلشيات ليبيا؟
الأمر صعباً وليس بهذه السهولة فالجيش الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر يسيطر على مدينة بنغازي إلى مدينة سرت الليبية التي منطقة للنفط والثروات والمعادن الثمينة، ومؤخراً نقل أردوغان أسلحة وطائرات بدون طيار وتمكن من السيطرة على أربعة مدن ليبية والقتال الآن دائر في مدينة الهيشة الليبية، ولن تخوض مصر أي حرب طالما لم تقرب تركيا من "بنغازي" وليس لأمر النفط بل بسبب وجود بنغازي على الحدود المصرية ولن تسمح مصر بدخول المرتزقة إلى حدودها.
اقرأ أيضاً: بيع قاصرات وتجسس على الـFBI.. جرائم "أردوغان" التي أخفاها لبناء خلافته الوهمية (وثائق)
شحنات الأسلحة التركية سراً إلى ليبيا
تواصل الحكومة التركية بالرغم من الأزمة التي تحدث في العالم على أثر فيروس كورونا بإرسال شحنات الأسلحة سرّاً إلى ليبيا، وذلك على الرغم من القرار الدولي بحظر تصدير الأسلحة إلى ليبيا، وعلى الرغم من مقررات مؤتمر برلين الذي ضم جميع اللاعبين الرئيسيين بمن فيهم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في برلين في التاسع عشر من يناير الماضي.
اقرأ أيضاً: جرائم أردوغان.. وثائق تثبت تورطه في عمليات نصب وفساد منذ رئاسته لمدينة أسطنبول
وفي وقت سابق، ذكرت صحيفة "ديلي صباح" التركية، أن المقاولين الأتراك امتلكوا مشاريع في ليبيا تصل قيمتها إلى 28.9 مليار دولار، ولعل هذا هو الهدف الحقيقي وراء الدعم التركي الكبير لحكومة فايز السراج.
خريطة السيطرة في ليبيا
فخلال الأشهر الأخيرة، وصلت المحادثات التركية الليبية بشأن الجوانب الاقتصادية إلى ذروتها، قبل أن تعطلها معركة طرابلس التي أعلنها الجيش الليبي، لاستعادة العاصمة من قبضة حكومة السراج والميليشيات الإرهابية الموالية لها.
وأوضحت الصحيفة، أنه قبل شهر من إعلان الجيش انطلاق معركة تحرير طرابلس، اتفقت مجموعة عمل تركية ليبية لمقاولين، على استكمال المشاريع غير المنتهية للشركات التركية في ليبيا.
اقرأ أيضاً: جرائم أردوغان.. وثائق تثبت تورطه في عمليات نصب وفساد منذ رئاسته لمدينة أسطنبول
فيما كشفت قناة البي بي سي البريطانية في تقريرها أنه في 24 من يناير بعد الساعة السادسة صباحاً، أبحرت سفينة تسمى بانا من ميناء مرسين التركي، وكانت وجهتها المعلنة ميناء قابس التونسي، ولكن على بعد 400 كيلومتر قبالة سواحل ليبيا، تم إيقاف جهاز الإرسال والاستقبال في السفينة واختفت من على شاشات الرادار، وتساءلت البي بي سي: أين ذهبت؟ ماذا كانت تحمل؟ ولماذا يهم هذا الأمر؟
وبحسب الإذاعة البريطانية، تقدم صور التقطت في 28 يناير مفتاحاً لحل اللغز، وأنه إلى الشمال الشرقي من طرابلس، التقط قمر صناعي ثلاث نقاط صغيرة، غير مرئية تقريباً في عرض البحر المتوسط.
وتساءلت البي بي سي عن السفن الأخرى، قائلة إن هذه الصورة المنشورة من طرابلس في التاسع والعشرين من يناير تعطي مفتاحاً ثانياً لحل اللغز،تُظهر الصورة أن السفينة بانا كانت برفقة فرقاطة حربية من فئة جي. والبحرية الوحيدة التي تستخدم مثل هذه الفرقاطات هي البحرية التركية.
السيطرة في ليبيا
وأضافت في تقريرها أن الصورة تُكمل صور الأقمار الصناعية الأوضح التي تم التقاطها في نفس اليوم، وأن صور الأقمار الصناعية تُظهر رسو السفينة بانا في ميناء طرابلس،كما تتساءل عن الشحنة التي كانت تحميها البحرية التركية؟ ولفتت أن الفيديو المنشور على تويتر في الثلاثين من يناير يقدم الإجابة، وجرى تصوير الفيديو داخل السفينة بانا فيما يبدو ويُظهر مجموعة من الأسلحة بما في ذلك هذه العربات القتالية المدرعة والمدافع ومدافع هاوتزر ذاتية الدفع والمدافع المضادة للطائرات.
وأشارت أن تركيا ليست الدولة الوحيدة التي ترسل أسلحة إلى ليبيا، لكن هذه الشحنة واحدة من أكثر الانتهاكات الصارخة لحظر الأسلحة الذي تفرضه الأمم المتحدة حتى الآن.
اقرأ أيضاً: الخارجية تفضح جرائم أردوغان فى بيان رسمي
وبالإضافة إلى شحنات الأسلحة التي ترسلها سرّاً إلى حكومة طرابلس، فإن حكومة أردوغان تواصل إرسال مجموعات المرتزقة من سوريا لدعم ميليشيات طرابلس، وقد تجاوز عددهم أكثر من ستة آلاف مرتزق حتى الآن.
وتعتبر تركيا هي الداعم الرئيسي لحكومة الوفاق الوطني ومقرها طرابلس ، وقد ساعدت شحناتها السابقة من المركبات المدرعة والطائرات بدون طيار الحكومة على تحمل العملية العسكرية التي أطلقها الجيش الوطني الليبي في أبريل الماضي.