"المسحراتي".. كلمة تطلق على من يقوم بالمرور في الشوارع كل يوم، في أيام شهر رمضان الكريم، من أجل تذكرة الأهالي بموعد السحور، وتلك الأمر كان يعتمد عليه الكثير من أبناء القرى والمدن في محافظة الدقهلية.
بدأت مهنة المسحراتي فى مصر، من ولي مصر إسحاق بن عقبة أول من طاف على ديار مصرلإيقاذ أهلها للسحور، وفي عهد الدولة الفاطمية كانت الجنود تتولى الأمر، وبعدها عينوا رجلا أصبح يعرف بالمسحراتي، كان يدق الأبواب بعصا يحملها قائلا «يا أهل الله قوموا تسحروا» ولاحقا أصبح يقول عبارات من قبيل: «اصحى يا نايم وحد الدايم.. وقول نويت بكرة إن حييت.. الشهر صايم والفجر قايم.. ورمضان كريم».
وبعد مرور السنوات في عام 2020، أصبح المسحراتي شيء لا يتم الاستعانة به، ولكنها عادة أصبحت في رمضان فقط، ولكن في ذلك الوقت أصبح المسحراتي عمل لا يتم الاستعانة به، بالرغم من ذلك يقوم البعض في مدن وقرى الدقهلية، بفرض نفسه على الأهالي ويقوم بالمرور ليلا قبل ساعات من موعد السحور، ويتم جمع الاموال أول أيام عيد الفطر، من جميع المنازل.
يقول السيد فتحي أحد ابناء مدنية دكرنس:"أصبحت المسحراتي ليست شيء يتم الاستعانة به، ولكن ضمن الإجواء الرمضانية التي تعود عليها الأهالي، ولكن في الوقت الحالي، يتم استغلال الموقف ويقوموا بالمرور على المنازل كل يوم بحجة تسحريهم، وفي ذلك الوقت أصبح الأهالي يعتمدون على المنبه، فضلا عن السهر من أجل صلاة الفجر، فأصبح المسحراتي يعمل لجمع الأموال فقط"
أما خالد أحمد أحد أبناء مدينة المنصورة يقول:" المسحراتي هي عادة فقط لشهر رمضان الكريم، ولكن أصبح الغرض منها في الوقت الحالي هو جمع الأموال وليس تسحير الأهالي، ويقوموا بالمرور على المنازل في صباح عيد الفطر من أجل جمع الأموال من أهالي المنطقة، ويقوموا بالدفع بغرض الصدقة فقط، ولكن فكرة الأجبار غير مقبولة"
وعلى الجانب الآخر، يقول رضا العالمي، مسحراتي خلال شهر رمضان بمدينة دكرنس: "تلك المهنة متوارثة منذ عشرات السنين يتم توريثها لجميع الأجيال وكل مسحراتي لديه منطقة يقوم بالعمل بها خلال شهر رمضان، ومن يقول إنه استغلال غير صحيح، لأننا لا نجبر أحد على دفع الأموال بالغصب، ويتم جمع تلك الأموال من المنازل في صباح كل يوم عيد فطر، ويعطونا الأهالي برضاء كامل وليس فرضًا كما أشيع، وتلك العادة متوارثة وستظل عبر جميع الأجيالن لأنها عادات مرتبطة بأجواء شهر رمضان الكريم".