كثيرا ما كانت إسراء ابنة شهيد الجيش الأبيض الدكتور أحمد اللواح تناجي ربها، وتطلب الرحمة والمغفرة لوالدها وتطلب من الجميع الدعاء له
وقامت اسراء بإنشاء صفحة على الفيسبوك كصدقة لوالدها" بالدعاء لشهيد الجيش الأبيض الغالي الدكتور أحمد اللواح"، وعاشت إسراء في العزل بالإسماعيلية لم تفكر في نفسها، ولا في حالتها المرضية بقدر ما كانت تتألم لفراق والدها.
وخرجت ابنة اللواح اليوم من مستشفى العزل أبو خليفة بالإسماعيلية بعد قضاء 25 يوما به، وأوضحت أنها أجرت 10 تحاليل لفيروس كورونا منهم 8 مرات أظهرت فيهم إيجابية إصابتها بكورونا، بينما ظهر أخر تحليلين سلبين كما صرح لها الأطباء بذلك.
إسراء مع والدها الدكتور أحمد اللواح
وقد رثت إسراء عبر صفحتها على الفيسبوك والدها بكلمات تدمى لها القلوب، "أول رمضان بدونك يا أبي شعور موجع ومألم أن رمضان بدون أغلى الناس إلى قلبي، بدون رائحته وملامحه وصوته ودعواته لينا، كنت تنتظر معنا بشوق قرب ليالي رمضان، والآن تنتظر منا أبسط الدعوات ياالله إني ذقت مرارة الفقد في أحب خلقك لقلبي، فعوضني حلاوة اللقاء به في جنتك، وارحمه بقدر شوقي لوجوده بينا ولكن رمضانك أحلا في الجنة ونعيمها إن شاء الله.
وتحكى إسراء لـ أهل مصر، والدي أجرى تحاليل لثلاث حالات بالمعمل، وفوجىء باتصال من الدكتور محمود الجرايحي مدير مستشفى الحميات بأنهم مصابين بفيروس كورونا، وبدأ يشعر بارتفاع درجة حرارته يوم 20 مارس وأخذ مخفض للحرارة، وطلب مني ووالدتي و شقيقي أحمد 13 سنة أن نرتدي الكمامة والقفازات ونحرص في التعامل معه، وأجرى أشعة فظهرت تليف وقام بالتحليل في اليوم الثاني بمستشفى الحميات فظهرت النتيجة إيجابية فى اليوم الثالث.
وانتقل إلى مستشفى التضامن وإجراء جلسات تنفس بالـ "نيبوليزر" بعد إصابته بضيق تنفس وعدم وجود جهاز تنفس صناعي، وانتظرنا ساعات حتى إحضار سيارة مجهزة لمصابي كورونا، حيث لم تكن وقتها موجودة وسافر أبي إلى مستشفى أبو خليفة بالإسماعيلية.
ابنة الدكتور أحمد اللواح مع والدتها
وتسترد إسراء حديثها قمنا بإجراء تحليل لنا في اليوم التالي لوصوله المستشفى باعتبارنا المخالطين له، وبالفعل بدأنا نشعر وقتها بأعراض أبي من ارتفاع في درجة الحرارة وضيق تنفس، ثم ظهرت النتائج إيجابية لي ولوالدتي، وسافرنا إلى مستشفى أبو خليفة بالإسماعيلية معا بإسعاف مجهز وساءت حالتنا عندما علمنا بوفاة أبي في نفس اليوم، وذلك بعد أسبوع من بداية أعراضه بكورونا، وعدم قدرتي على رؤيته ووداعه وإقامة صلاة الجنازة عليه، لكن الحمد لله تمت إقامة صلاة الغائب عليه في أماكن متفرقة".
و"أقامت مع والدتي في الغرفة رقم 201 في الدور الثاني بالمستشفى، وتستكمل كانت ألامي النفسية أصعب من البدنية، ولكن بمساعدة الأطباء خاصة دكتور محمد رزق بالمستشفى، صمموا أن نعبر المحنة وبالفعل نجحت والدتي في تخطي الأزمة وظهرت تحلبية التحليل لها بعد 7 مرات، ومع حزني لأنها ستتركني لكن كنت فرحانة إن الله تمم شفاءها على خير، وتخرج لترعى شقيقي محمد الذي ظهرت التحاليل سلبيته في بداية الأزمة ولكنه تم عزله في المنزل 14 يوم حتى اطمئنا عليه".
اسراء اللواح مع شقيقها محمد.
وأشادت بدور اللواء عادل الغضبان محافظ بورسعيد في إحضار وسيلة مواصلات لوالدتي وحالتين آخريتين، لنقلهم من المستشفى إلى بورسعيد نظرا لظروف إيقاف المواصلات العامة في شم النسيم.
وتحكي أن يومها في المستشفى كان ما بين القراءة وتناول العلاج واسترجاع ذكرياتي مع صديقي قبل أن يكون أبي، حيث إنه كان يوصيها برسائل لم تفهمها إلا بعد موته منها الاهتمام بجدتي وتفاصيل العمل بالمكتب، خاصة وأني نزلت للشغل معه في شهر أغسطس الماضي والأمور المادية والأسرية وطبيعة الحياة بعده.
وقالت إنها فوجئت بعد وفاته بأن له أعمال خير كثيرة منها تكفل عملية قلب مفتوح لطفل سوري وأسرة موظف متوفي عنده وعدد من الموظفين. وإنها سعدت بتقدير الدولة ودعوات الجميع بالرحمة لأبوها، وإنه بعد وفاة والدها بدأ التبرعات بأجهزة تنفس صناعي كانت تعاني بورسعيد من نقصها، وتمنت أن يهتم رجال الأعمال بالتبرع لدعم المستشفيات بالأجهزة الطبية.
إسراء ابنة الدكتور أحمد اللواح شهيد الجيش الأبيض
كما سعدت أن الدكتور محمد الغروري بمؤسسة صالح الخير للخدمات الإنسانية والطبية، أن المؤسسة أعلنت عن حفر بئر بدولة غانا بقرية توبياسي بالمنطقة الشرقية "كصدقة جارية " على روح أبي الشهيد، وإنه كتب رسالة على صفحته بالفيس بوك تضمنت "إننا لم ننسى دعمه العلمي لطلابنا الأفارقة الأيتام بكليات الطب ولم يبخل بنصحه وعلمه، فقد كان عالما وطبيبا مخلصا واليوم تم تكريمه منا بالدعاء و بئر الماء المتواضع جعله الله في حسناته وأسكنه فسيح جناته وأن أفضل الصدقات هي سقي الماء"
الدكتور أحمد اللواح شهيد الجيش الأبيض
وأضافت إسراء أن هذا الخبر له أثر طيب عليها، ليصبرها على فراق الصديق والأخ قبل الأب، فكان معلمًا وأستاذًا وأخًا وصديقا.
وأشادت إسراء بدور الطاقم الطبي والعاملين بمستشفى أبو خليفة، فهم يحرصون على العلاج النفسي قبل الطبي، وينفذون الإجراءات الوقائية بمنتهى الحذر، وقد نصحوني بالعزل لمدة ستة أشهر في المنزل.
ودعت الجميع للدعاء لوالدها شهيد كورونا، وأن يتغمده بواسع رحمته تعالى ويجعل مثواه الجنة، وطالبت المواطنين بالحذر وإتخاذ الإجراءات الوقائية المشددة، لأن كورونا عدو لا يستهان به والصحة تاج على رؤوس الأصحاء لا يشعر بقيمتها إلا من كاد يفتقدها.
الدكتور أحمد اللواح وزوجته وابنته
كما دعت أهالي بورسعيد بعدم الاستهتار بفيروس كورونا، وضرورة الالتزام بعدم التجمعات وأن يلتزموا المنازل، والخروج للضرورة فقط واتخاذ الإجراءات الاحترازية والوقائية التي أعلنتها وزارة الصحة، فهو أسهل طريقة للقضاء على الفيروس.
خاصة وأن مستشفى أبو خليفة ازدحمت وإنها حمدت الله أنها كانت في البداية، ووجدت مكان لعلاجها فيها، بينما حاليا يجرى تحويل مصابي كورونا من بورسعيد إلى مستشفيات في محافظات غير قريبة، وحذرت إنه مع كثرة الإصابات لن يجد الناس مستشفيات لعلاجهم، مهما كانت قوة الدولة مثل الدول المتقدمة.