اعلان

نباشو القمامة في بورسعيد.. خطر يهدد بتفشي كورونا.. خليل: مهنة أجدادي وبتكسّب

فى زمن كورونا النباشون يساهمون فى تزايد الاصابة بالفيروس
فى زمن كورونا النباشون يساهمون فى تزايد الاصابة بالفيروس

تمثل ظاهرة النبش فى القمامة واحدة من أخطر المشاكل، خاصة فى زمن كورونا، إذ أن هذه المهنة تستقطب عددا كبيرا من العاملين فى هذا المجال، ورغم التحذيرات المتكررة من الأطباء بضرورة التصدى لهذه الظاهرة خوفا من انتشار العدوى بفيروس كورونا على نطاق واسع، وبالرغم من فرض محافظ بورسعيد غرامات مادية على من يقومون بها إلا أنها ما زالت مستمرة فى بورسعيد و بشكل خطير.

النباشون فى أحياء بورسعيديقول عبد الرحمن غالى علي، 17 عاما، من العاملين بنش القمامة: جئت من محافظة الشرقية، وأعول أسرتى لأن والدى توفى منذ سنوات، وبدلا من التسول أقوم بهذا العمل، وأستيقظ مبكرا قبل ميعاد وصول سيارات الحى لأخذ القمامة، حيث أقوم بفرزها من الصندوق الخاص بها فى الشارع "كراتين، زجاجات، بواقى أطعمة، أكياس بلاستيك" وأصنفها وأبيعها لتجار الخردة حتى أحصل على قوت يومى والباقى "بحوشه" علشان ابعته لأسرتى، وساعات كثيرة أجد بواقى أغذية وخاصة ناحية المطاعم بتغدى بها.

أطفال يقومون بعملية النبش فى القمامةوقال جمال الدين خليل، 65 عاما: هذه مهنتى أبا عن جد و كنا نجمع مخلفات القمامة فى عزبة أبو عوف سابقا قبل أن يقوم المحافظ بإزالتها، وكانت هى المكان الذى يتواجد فيه جميع النباشين وباقى المخلفات التى لا نحتاجها نقوم بحرقها، و لكن الآن نضطر إلى أن نتعامل مع التاجر مباشرة، وهى مهنة حقيقية " بتكسب " والا مكناش نعرض نفسنا للخطر، وطبعا الوقتى فيه ساعات حظر وأصبح العمل يقتصر على ساعات النهار فقط، فنقوم من الساعة السادسة صباحا مع بداية فك الحظر، ونبدأ العمل وبيعمل معى مجموعة من الأطفال الصغيرة منهم أولادى ومنهم من خارج محافظة بورسعيد وبراضيهم وما بكلش تعبهم علشان ربنا يكرمنا، وساعات كثيرة أجد فى القمامة اشياء غالية الثمن ممكن ساعة يد آخدها وأصلحها وأبيعها، وممكن دهب كمان خاتم سلسلة، و طبعا معرفش صاحبها فتكون حلالى".

النباشوان ظاهرة خطيرة فى زمن كورونا

وتقول علا أحمد السيد، موظفة: عندما أذهب لعملى صباحا أجد "لص القمامة" وهو النباش وأشاهده وهو يلقى بالقمامة على الأرض ولا يراعى نظافة الشارع ويظل يضع كل شىء مختلف على جنب وبعدها يلم احتياجاته ويترك القمامة على الأرض بشكل مستفز لدرجة أننى أذهب إليه وأقول له ليه عملت كده فى الشارع، ولكن ينظر لى نظرة غريبة ويتركنى ويمضى، ولابد من وضع حلول لتلك المهزلة، والعجيب أنى أشاهد أطفالا يقومون بهذا العمل.

من جانبه، يقول السعيد رخا رئيس حى الزهور إن النباشين يضيعون عمل عمال البيئة فى الحى فهم يعملون على نظافة الشوارع وكنسها ونضع الصناديق فى الشوارع حتى تقوم سيارة النظافة بالحى بجمع القمامة من الصناديق و لكن للأسف بيجمعوها من على الأرض نتيجة عمل النباش وهى ظاهرة بنحاول التصدى لها بكل شدة لأنها خطيرة فعلا.

النباشون ظاهرة منتشرة فى أحياء بورسعيد

وتقول سوسن الشوا، سكرتير حى الزهور، إن هناك نوعين من النباشين، فمنهم من يقوم باستلام القمامة من المنازل مباشرة وخاصة فى الأبراج ويقوم بفرزها ويرمى بواقيها فى الشارع، ومنهم من يفرزها من صندوق القمامة، وفى كلتا الحالتين يسبب مشكلة لعمال الحى حيث يستغرق وضع القمامة فى سيارات الحى وقتا كبيرا بعد كنس الشارع أيضا.

وأشارت الشوا إلى أن هناك قانونا لمحاسبتهم الفقرة "و" من المادة 4 فى قانون النظافة 38 و تعديلاته وتنص على أنه لا يجوز العبث فى القمامة أو القيام بأى نشاط ينتج عنها ويعاقب فيها بمحضر وغرامة مالية تبدأ من 200 جنيه إلى 1000 جنيه والحل الوحيد هو غلق منفذى بورسعيد على سيارات الخردة وبالتالى لن يشترى تاجر الخردة من النباشين، مشيرة إلى أن هناك بعض الأحياء عرضت عليهم العمل معهم وضمهم الى عمال تحسين البيئة مقابل 3 آلاف جنيها شهريا ولكنهم رفضوا لأن عمل "النباشة" سهل وسريع المكسب بالنسبة لهم.

يقول الدكتور محمود الجرايحى مدير مستشفى الحميات ببورسعيد إن ظاهرة النباشين خطيرة جدا فى ظل الظروف التى نمر بها الآن من انتشار فيروس كورونا المستجد، فهم أكثر عرضة حتى أكثر من الأسواق والمناطق المزدحمة لأنهم يتلامسون ويتلوثون بالمخاط وإفرازات المرضى، فنباشو القمامة هم أكثر عرضة للإصابة بالديدان الطفيلية والإسهال بشكل عام. وهذا أمر طبيعي حيث إن النفايات الصلبة عادة ما تكون ملوثة بالمواد البرازية ونادراً ما يستخدم نابش القمامة القفازات لفرز وجمع النفايات.

وأضاف: في الواقع، أبلغ بعض الأطفال أنهم في بعض الأحيان تناولوا الطعام المرمي الموجود في النفايات وهذه مشكلة كبيرة أشاهدها فى بورسعيد ومن فترة كبيرة تم عمل دراسة فى بورسعيد على ١٩٧ شخصا من نابشى القمامة ووجد أن ٤٨٪ منهم مصابين بطفيل أو أكثر.

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً