حرب اللقاحات.. كيف سيتم توزيع "مصل" فيروس كورونا على العالم؟

لقاح فيروس كورونا
لقاح فيروس كورونا
كتب : سها صلاح

في ضوء ما يشهده العالم الآن بسبب تفشي فيروس كورونا في العالم والذي خرج من مدينة ووهان الصينية وحصد أرواح الآلاف واصاب ٣ مليون مواطن حتى الآن، يعكف الأطباء والعلماء على إيجاد علاج وتتصارع الدول وتسخر جميع طاقتها العلمية والمادية والتكنولوجية لإيجاد لقاح لمواجهة هذا الوباء القاتل، ولكن ما إن وجد لقاح تنتجه إحدى الدول ستبدأ حرباً جديدة بشأن من سيستفاد أولاً منه، هل الدولة المنتجة؟ أم الدول الأكثر دفعاً للمال؟

وهذا يعيدنا سريعاً إلى ديسمبر 2006، حين رفضت السلطات الإندونيسية تسليم لقاح فيروس إنفلونزا الطيور لباقي الدول، ووسط تفشي أنفلونزا الخنازير في عام 2009، أمرت الحكومة الأسترالية شركة تصنيع لقاح لتلبية طلبها قبل تلبية الطلبات في الخارج، أما في نوفمبر، بعد أن قامت عدة دول غنية بتأمين اللقاحات لكل تلك الأوبئة السابقة، يطرح السؤال اليوم.. ماذا عن لقاح فيروس كورونا؟، خاصة بعد أن أعرب مسؤولون من منظمة الصحة العالمية عن مخاوفهم من أن الكارثة قد تنتظرهم، كيف سيتم توزيع اللقاح ضد فيروس كورونا إذا تم التوصل إليه، ومن يقرر ذلك؟ وهل ستذهب إمدادات اللقاح لمن يقدم سعراً أعلى؟ وهل تشتري الدول الغنية اللقاحات المحتملة بالفعل؟ وما الذي يمنع الحكومات من الاستيلاء على اللقاحات المصنوعة في بلادها؟

اقرأ أيضاً: من "كلوروكين" إلى "ريميسيديفير".. فشل الأدوية في تغلب على كورونا.. كيف يعالج المرضى الآن؟

وفي هذا السياق، قالت ماري بول كين، رئيسة مبادرة منظمة الصحة العالمية لأبحاث اللقاحات: "ستكون الأمور أسوأ بكثير لو كان الوباء أشد، وسيكون من الصعب توزيع اللقاح بشكل عادل على الدول، وقد تكون الحكومات أقل ميلا لمشاركة اللقاح الذي لديهم وستطرحه بأسعار مرتفعة، خاصة بعد محاولات أمريكا فرض عقوبات منظمة الصحة العالمية واتهاماها بالتقاعس والتلاعب في الحقائق حول فيروس كورونا.

إن المخاوف من "احتكار اللقاحات" تتزايد بالفعل، حيث تمثل كل خطوة من خطوات إنشاء لقاح واختباره وإنتاجه بكميات كبيرة تحديًا ملحميًا.

اقرأ أيضاً: "لُعبة الحبل المشدود" بعد تخفيف إجراءات الحظر.. ماهي تلك الدول ومخاطر القرار

ماذا سيحدث هذا العام بشأن لقاح فيروس كورونا؟

وفقًا لصحيفة الجارديان البريطانية التي نقلت عن خبراء قولهم أن :" الأمر سيستغرق على الأقل عامًا لتلقيح العالم من لحظة توفر اللقاحات، سيكون هناك طابور لمدة 12 شهرًا، إذا سارت الأمور على ما يرام، بعد العثور على لقاح.

وفي يوم الجمعة، توحد مجموعة قادة العالم ورؤساء المنظمات الخيرية وقادة الصناعة ، بما في ذلك الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل والعاملة الخيرية ميليندا جيتس، لدعم مبادرة منظمة الصحة العالمية لضمان تقاسم أي علاجات ولقاحات بشكل عادل حول العالم، ولكن أمريكا والصين وروسيا والهند رفضوا المشاركة في هذا الأمر مؤكدين أن الأولوية للأقوى.

وأشار "تشارلي ويلر" خبير اللقاحات في "ويلكوم تراست": نحن نتحدث عن بلايين الجرعات من الللقاح ويجب تنظيم خريطة لتوزيع ذلك، وهي قيد المناقشات حالياً لكن الأمر لم يجدي نفعاً حتى الآن.

اقرأ أيضاً: قصص ممرضات تحولن إلى "عزرائيل الموت".. ماذا يحدث داخل مستشفيات أوروبا بسبب كورونا؟

طابور اللقاحات

يقول "ديفيد ساليسبري"، المدير السابق للتحصين في وزارة الصحة البريطانية: "هل يمكنك أن تتخيل منظمة الصحة العالمية تخبر دونالد ترامب أنه لا يمكنه الحصول إلا على عُشر اللقاح الذي يريده، بالتأكيد لا، بل وأن الأمر سيتطور لأنه سيبدأ بتصنيع اللقاح داخل أمريكا ولن يخرجه إلا بعد احتكار الأسواق العالمية لبيعه بأسعار مرتفعة في حالة فوزه بالانتخابات الأمريكية التي من المفترض انعقادها في نوفمبر المقبل، إذا لم يتم تأجيلها.

لذا يجب عقد اتفاقيات الشراء بشكل مسبق بين الدول لتأمين الإمدادات ودفع منتجي اللقاحات المحتملين في حالة عدم نجاح منتجهم، ولكن لا يوجد نظام يمكنه ضمان التوزيع العادل حتى وأن دفعت أموال.

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً