مع انتشار جائحة كورونا وتعطيل المدارس تحولت الاختبارات الطلابية إلى اختبارات عبر الانترنت، واستبدلت المدارس والجامعات الامتحانات الدراسية ببحوث يقوم بها الطلاب، وتحول بعض الشباب إلى العمل في مجال إعداد البحوث للطلاب وبعض الشباب يعمل في مجال حل الاختبارات عبر الانترنت ، فهل يجوز شرعا العمل في إعداد البحوث للطلاب عبر الانترنت ؟ وهل يجوز حل الامتحانات بدلا من الطلاب عبر الانترنت مقابل المال ؟ وما هو رأى الشرع في ذلك ؟ حول هذه الأسئلة ذهب جمهور العلماء إلى أنه إذا كان الطالب سينال بهذا البحث شهادة أو يزداد به درجات أو يتجاوز بذلك اختباراً فذلك العمل حرام ، وهو غش وخيانة ، سواء اقتبست هذه الأبحاث من الإنترنت أم من غيره ؛ لأن البحث إنما يراد من الطالب لتمرينه واختبار قدراته ونحو ذلك من الأهداف ، فالواجب عليه أن يفعل ذلك بنفسه ، فإن أخذ مجهود غيره ، وقدمه باسمه كان غاشا كاذبا .
واعتبر جمهور العلماء أن هؤلاء الذين يكتبون الأبحاث لغيرهم آثمون معتدون مفسدون ، سواء كتبوها بمقابل أم بغير مقابل ؛ لإعانتهم على الغش والكذب ، ولإسهامهم في إعطاء الشهادات والدرجات لمن لا يستحق ، وهذا فساد عام ، وغش للأمة ، ينتج عنه تصدير من لا يستحق التصدير ، وتولية من لا يستحق الولاية . والمال المأخوذ من وراء بيع هذه الأبحاث سحت محرم ، لا يحل الانتفاع به ، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( كل جسد نبت من سحت فالنار أولى به ) رواه الطبراني وأبو نعيم ، وصححه الألباني في صحيح الجامع برقم (4519)