أوضح الدكتور محمد نصر علام وزير الري الأسبق، أكاذيب الإعلام الأثيوبي التي يخفيها عن بلاده حول سد النهضة، من بداية المفاوضات حتى اجتماع واشنطن الأخير، وتعنت الجانب الأثيوبي المستمر وعدم الحضور.
ورصد "علام" 5 أكاذيب للإعلام الأثيوبي بعد تعليق مفاوضات واشنطن وانسحاب أثيوبيا منها في شكل فاضح، فانجرف الإعلام الأثيوبي بأسلوب غير لائق ومليئا بالأكاذيب لتبرير تصرفات غير مبررة للإدارة الأثيوبية، وذلك بالتوازي مع كتائب إلكترونية للسب والقذف لأي رأي مخالف أو كاشف لأكاذيبهم، وهي على النحو التالي:
- معظم المقالات الأجنبية عن أثيوبيا توضح مدى استنادها إلى الأكاذيب بدلا من الدلائل الواضحة.
- يدّعى الإعلام الأثيوبي أنّ مصر تطالب بتفعيل الاتفاقيات الاستعمارية السابقة 1929، 1959 والحقيقة أنّ اتفاقية 1929 كانت مع دول الهضبة الاستوائية أوغندا وتنزانيا وكينيا بالإضافة إلى السودان، وتنص على عدم إنشاء أي مشاريع مائية إلّا بعد موافقة مصر وأثيوبيا، ليس لها أي علاقة مائية مع أي من هذه الدول، ولم تشير إليها الاتفاقية من قريب أو بعيد، ومصر لم تتطالب بتفعيل أي من هذه الاتفاقيات في مفاوضات سد النهضة، بل ما ينص عليه القانون الدولي للأنهار المشتركة من بندي "الإخطار المسبق"، والذي لم تلتزم به أثيوبيا كالعادة في جميع منشأتها المائية،
و"عدم الإضرار الجسيم" والتي مازالت أثيوبيا تراوغ لتجنب تحقيقه.
ومن أكاذيب الإعلام الأثيوبي أنّ مصر تهدر مياهها من خلال استخدامات ذات كفاءات متدنية في الأغراض الزراعية، متناسية أو متغافلة عن الأبحاث الدولية التي تتحدث عن الكفاءة الكلية لاستخدامات الشبكات المائية في مصر، والتي تزيد عن 75%، وهي الأعلى في إفريقيا والشرق الأوسط، ويشير الإعلام الأثيوبي الى أنّ مصر تستخدم الري السطحي ذو الكفاءة المنخفضة في معظم أراضيها الزراعية، متغاضياً عن ذكر أنّ المزارعين المصريين يعيدون استخدام المياه لعديد من المرات (صرف زراعي وصحي وصناعي)، على امتداد نهر النيل في الوادى والدلتا، حتى يتم التخلص من مياه الصرف النهائية للبحر بملوحة تزيد عن 20 ألف جزء في المليون، محملةً بكثير من الملوثات الكيميائية والبيلوجية الضارة. وإعادة استخدام المياه في مصر ليس ترفاً بل ضرورة ملحة للتغلب على شح المياه، فالعجز المائي يصل إلى ما يقرب من 50%، حيث يبلغ الوارد من مياه النيل 5و55 مليار متر مكعب سنويا، بينما الاحتياجات المائية تزيد عن 80 مليار متر مكعب، مما يلقي بضغوط هائلة على المزارعين وعلى الحكومة في إدارة هذا العجز المائي الضخم.
- حديث الإعلام الأثيوبي في تليفزيون بلاده أنّ مصر تملك مخزوناً هائلاً من المياه الجوفية في الصحراء الغربية (المخزون النوبي)، زاعمةً أنّه يمكن استخدامه بدلاً من مياه النيل، وتجاهل الإعلام الأثيوبي أنّ هذا المخزون تم دراسته عبر عقود من الزمان، عن طريق علماء مصريين وروس وأمريكان، وأنّهم قد وجدوا أنّ هذا الخزان الجوفي غير متجدد، ويمكن استخدام مياهه لمدة 100 عام بمعدل سنوي مقداره 3-5 مليار متر مكعب سنوياً.
ويزعم الإعلام الأثيوبي كذبًا أنّ سد النهضة ليس له تداعيات سلبية على أى من مصر والسودان، بل وذهبوا بخيالهم بعيدًا زاعمين بأنّه هناك فوائد جمّة لمصر من سد النهضة.
ويتناسى هؤلاء الإعلاميين ما جاء في تقرير لجنة الخبراء الدوليين من عيوب جسيمة في الدراسات الأثيوبية لتبعات سد النهضة على مصر والسودان، وأنّ اللجنة طالبت باستكمال هذه الدراسات وتصحيحها.