سد الكونغو.. ضربة جديدة بجوار "قلب النيل".. وخبراء: "لا ضرر ولا ضرار"

صرحت الكونغو بأنها ستبدأ بإقامة أكبر سد فى العالم حيث ذكرت صحيفة "الجارديان" البريطانية، أن جمهورية الكونغو الديمقراطية تبدأ خلال شهور، بناء أكبر سد فى العالم لتوليد الكهرباء يستهدف توليد كهرباء تعادل 20 محطة نووية.

وأشارت الصحيفة، فى تقرير على موقعها الإلكترونى، السبت، إلى وجود انتقادات واسعة لخطة بناء السد الكونغولى لأنها قد تسفر عن تشريد 60 ألف شخص وتضر بالنظام البيئى الاقتصادى.

ولكن هل يمكن لهذا السد أن يؤثر سلبا على حصة مياه مصر أم أنه لا توجد علاقة بين السد وبين حصة مصر من المياه؟

أهم نهرين بجمهورية الكونغو الديموقراطية:

تحتوى جمهورية الكونغو عدة أنهار أهمها نهرى سيمليكى والكونغو ولكل من هذين النهرين أهميته الخاصة وروافده ومصباته المختلفة.

أولا: نهر سـِمليكي، هو نهر رئيسي من روافد نهر النيل في وسط أفريقيا. ويجري شمالًا من بحيرة إدوارد في جمهورية الكونغو الديمقراطية عبر الحدود الأوغندية إلى بحيرة ألبرت والتى تعتبر مصبه الرئيسي.

ويبلغ طول نهر سمليكى حوالى 250 كم، ويتجه هذا النهر إلى الشمال بعد خروجه من بحيرة ادوارد لمسافة 35 كيلومترا، ثم يتجه لمسافة 28 كم إلى الشمال الغربي. وهو يتجه من هذا الموقع إلى الشمال الشرقي مباشرة، حتى يصب في الطرف الجنوبي لبحيرة ألبرت.

ونهر سمليكي هو النهر الوحيد المرتبط ارتباطا وثيقا بنهر النيل حيث يعتبر أحد روافده الرئيسية.

ثانيا: نهر الكونغو، يبلغ طول نهر الكونغو 4700 كيلو متر،ولديه قوة هائلة في دفع الماء إلى البحر حيث يدفع قرابة 41700 طن من المياه في الثانية أي أنه أغزر من نهر النيل بخمسة عشر مرة، ويتميز النهر بعنفوان قوي حيث يفوق متوسط قوة تدفق المياه فيه 40 ألف متر مكعب في الثانية، يمنحه ذلك طاقة كبيرة لتوليد الكهرباء تفي باحتياجات القارة الأفريقية كلها من الكهرباء ولا يتصل هذا النهر بنهر النيل بأى صلة.

وظهرت بالفعل فكرة تتحدث عن ربط نهر الكونغو بنهر النيل فى عهد الرئيس الراحل أنور السادات حيث كان مضمون الفكرة هو شق قناة تصل نهر الكونغو بأحد روافد نهر النيل في السودان وقد ظهرت الفكرة بشكل فعلى لأول مرة عام 1980م ولكن لم يتم تنفيذها لوجود بعض الصعوبات الجغرافية.

وكشفت تقارير صحفية، أن التخوفات من بناء السدود على نهر الكونغو، ليس لها وجود، حيث أنه لا يتصل نهائيا بنهر النيل ولا يمكن أن يلحق أى ضرر به بعكس نهر سماليكى الذى يعتبر أحد روافد نهر النيل الرئيسية والتى من الصعب أو من المستحيل أن تقام عليه أى سدود.

أراء الخبراء:

بداية قال الدكتور نصر علام، وزير الري السابق، إن نهر الكونغو ليس له أى علاقة بنهر النيل ونهر الكونغو يلقى بحوالى 1200 مليار متر مكعب فى المحيط الأطلنطى كما أن الإستفادة من هذا النهر قليلة جدا لقلة اقتصاد الدولة ولهذا فإن هذا المشروع يعتبر بمثابة الإنجاز التاريخى للكونغو اذا تم تنفيذه بالفعل لأنه سيساعد بتوليد كهرباء تقدر بضعف الكهرباء التى يولدها سد النهضة بإثيوبيا أو أكثر من ذلك أيضا ولذلك فإن إستغلال نهر الكونغو بتوليد الكهرباء هو استغلال مثالى وخاصة أنه غنى بالمنحدرات المائية التى تساعد فى سرعة جريان المياه وبالتالى ذيادة توليد الكهرباء وهذا من الناحية المائيه أما من الناحية الإستراتيجية فإن توليد الكونغو للكهرباء عن طريق بنائها للسد يعتبر أكبر ضربة لإثيوبيا حيث أنها ستصبح أكثر توليدا للكهرباء وبذلك تكون الأقل سعرا فى التصدير وهذا لأن إثيوبيا تقوم بتصدير الكهرباء لدول شرق إفريقيا والكونغو أيضا ستقوم بنفس الدور وبهذا تكون الكونغو هى المصدر الرئيسى والأرخص إذا تم بناء السد بالفعل.

ولكن الخطر الذى يمكن أن يكون بالفعل هو بناء سدود على نهر سماليتى الموجود بالكونغو أيضا لأن هذا النهر يشارك بحصة مصر فى مياه النيل ويجب ألا تقوم الكونغو ببناء اى سدود على هذا النهر حتى لا تتسبب بأى ضرر أخر على حصة مصر من المياه كما يجب أن تتعامل السلطات المصرية بحزم تجاه أى تفكير يؤدى إلى نقص حصة مصر من المياه، بحسب علام.

وقال الدكتور نادر نور الدين، الخبير المائي العالمي أن الكونغو ستقيم سدا بالفعل ولكنه لن يكون على روافد نهر النيل حيث أن الكونغو تساهم بمياه نهر النيل عن طريق نهر سماليتى ويتميز هذا النهر بعنفوان قوي حيث يفوق متوسط قوة تدفق المياه فيه 40 ألف متر مكعب في الثانية و4 مليار متر مكعب فى السنه ولكن هذا النهر لن تقام عليه أى سدود ولكن السد المذكور سيقام على روافد نهر الكونغو كما أنه سيكون من أضخم السدود انتاجا للكهرباء فى أفريقيا وسيتم انشائه على روافد نهر الكونغو ولن يؤثر على مصر.

إذا فهذا النهر سوف يقام على نهر الكونغو ولن يؤثر نهائيا على مصر حيث أن هذا النهر هو نهر داخلى وليس من حق أحد الإعتراض عليهم حيث أنه من الأنهار الداخلية ومن المتوقع أنه سيفيد الكونغو وغيرها من الدول أيضا.

وأكد الدكتور أحمد فوزى دياب كبير الخبراء بالأمم المتحدة، أستاذ المياه بمركز بحوث الصحراء، خبير إستراتيجيات المياه أنه لا يمكن أن تبدأ الدول ببناء السدود طالما ستؤثر على الدول الأخرى ولكن من المؤكد أن السد الذى ستتم إقامته فى الكونغو لن يؤثر على حصة مصر للمياه لأن سد الكونغو لا يصب فى نهر النيل ولكن إذا تمت إقامة هذا السد على نهر سماليتى فلابد أن تقف مصر وقفة حاسمة لمنع بنائه.

وأضاف "دياب" أن الكونغو دولة صديقة ولا يوجد أى قلق من إقامة سدود على نهر سماليتى حيث أن الكونغو ليست فى حاجة الى اقامة سدود على هذا النهر لأن البديل موجود ولن يضر أحد وهو نهر الكونغو.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً