اعلان

ماذا يحدث داخل النجيلة؟.. مدير المستشفى يكشف أسباب إصابة 23 من الطاقم الطبي بكورونا.. ومناشدة عاجلة لوزيرة الصحة (خاص)

إصابات كورونا
إصابات كورونا

كشف الدكتور محمد علي مدير مستشفى النجيلة المركزي بمطروح المخصصة للعزل، أن إجمالي الإصابات بين العاملين في المستشفى والطاقم الطبي 23 حالة مصابة بفيروس كورونا المستجد كوفيد 19، حيث كان سبب نقل الإصابات أول وفاة بالمستشفى لسيدة مسنة تبلغ من العم 65 عام من محرم بك بالإسكندرية والتي رفض نجلها استلام جثمانها بعد وفاتها، لافتًا إلى أنها توفت إثر أزمة قلبية وليس بسبب فيروس كورونا وعليه حاول الأطباء التدخل لإنقاذها

وشرح الدكتور محمد علي في تصريحات خاصة لـ"أهل مصر"، أسباب نقل عدوى كورونا بين الطاقم الطبي والعاملين بالمستشفى من الحالة صفر وهي "أول حالة وفاة لسيدة من الإسكندرية"، إلى أول طبيب قائلاً "كان لدينا مدرس مساعد بجامعة الإسكندرية والذي كان يتولى الحالة وقت وفاتها وبدأ عمل إنعاش قلبي رئوي، وهناك عدد من الأقاويل حول ذلك أن هناك حالة كورونا توفيت ومن المفترض عدم عمل إنعاش قلبي رئوي لتحول الرئة إلى "ليفة" أي تليف وبالتالي لا يمكن عودتها مرة أخرى، إلا أننا درسنا في مجال الطب أن أي مريض يتوفى أمام الطبيب يتدخل سريعًا لإنقاذه بإنعاش قلبي رئوي فكان لا إراديًا من الطبيب أن يقوم بعمل إنعاش قلبي رئوي ولكنه أمر مجهد وصعب ولكن رغم بذل الجهود لم يستطع الطبيب إنقاذها وتم وفاتها ودفنها وبعد 5 أيام من الواقعة كنا نجري روتين استكشافي للطاقم الطبي في المستشفى وفؤجئنا أن الأطباء الذين كانوا موجودين بالإنعاش القلبي الرئوي مصابين بفيروس كورونا.

وأضاف في حديثه "بدأت إصابات كورونا داخل المستشفى بمدرس جامعة الإسكندرية، ومن ثم بدأنا في عمل مسحات لجميع المخالطين له والمتواجدين حوله وعمل تقصي حتى تم اكتشاف 3 أطباء أخرين أي المجمل 4 أطباء، وبعد توسيع دائرة المسحات، تم إجراء 3 مسحات لجميع العاملين في المستشفى بين كل مسحة وأخرى 3 أيام فاصل حتى نتوصل إلى أحدث شخص يتسبب في نقل العدوى وبدأنا تفعيل الاجراءات الاحترازية اللازمة حتى نقي من لم يصاب، ولكن في المسحة الثالثة وصلنا إلى أن عدد المصابين داخل مستشفى النجيلة هم 23 إصابة بفيروس كورونا".

واستكمل مدير مستشفى النجيلة بمطروح، أن الـ 23 إصابة بينهم 4 أطباء و15 تمريض و2 إداريين و1 من العمال وهكذا أي كل فئة ظهر بها إصابات، وعليه تم حجزهم وبدأ زملائهم التعامل معهم في عمل التحاليل والإشاعات اللازمة وبعد أسبوع بالضبط بدأ خروج تحسن لـ 2 لتحويل نتائجهم إلى سلبي، وبعد يومين خرج 1 أخر أي في خلال 10 أيام تم خروج 3 حالات مصابة من الطاقم الطبي وتحويلهم لنزل الشباب، وبدأ ظهور أن هناك مجموعة بينهم إيجابي لفيروس كورونا ولكن لم يظهر عليها أي أعراض.

ولفت مدير مستشفى النجيلة المركزي في حديثه إلى أن سبب وفاة ناجي الجراري أمين مخازن المستشفى، والسيد محمد المحسناوي ممرض الأسنان، وتعبهم الشديد قبل الوفاة أنه كان لديهم أمراض مزمنة سابقة كالقلب والضغط والسكر وفوبيا الأماكن المغلقة مما أدى إلى حدوث مضاعفات شديدة وعدم الإستجابة للعلاج، ولكن باقي الحالات المصابة بكورونا من الشباب ولم تظهر عليهم أعراض وزادت حالات الشفاء بينهم، فهناك من تعافى وخرج وهناك من تحول من إيجابي إلى سلبي وتم تحويله لنزل الشباب في مطروح ومازال هنا 6 من الطاقم الطبي في المستشفى يتلقون الرعاية الطبية اللازمة ولديهم التهاب رئوي بدرجات مختلفة ولكنها حالات ليست بخطيرة، بينهم ممرضة كانت حالتها غير مستقرة ولكن بدأ وضعها يتحسن وفي حالة مستقرة ونائب مدير المستشفى وطبيبة.

وفي مناشدة للدكتورة هالة زايد وزيرة الصحة والسكان، قال مدير مستشفى النجيلة "احنا عملنا اللي ربنا قدرنا عليه.. وبدأنا الحرب في البداية لمواجهة شيء مجهول وهو وباء كورونا وجميع الأطباء توقعوا من قبل وجود إصابات بينهم فمن يدخل الحرب يضع احتمالية للإصابة أو الوفاة.. فلا وجود لحرب مع ثقة 100% من عدم الإصابة فهذا غير موجود، كما أن مستشفيات العزل على مستوى الجمهورية بها إصابات ووفيات من الطاقم الطبي ومعرضين بالفعل لذلك ولكن لم تحدث الضجة سوى في مستشفى النجيلة لأنها أول مستشفى للعزل.. احنا بنحارب ونؤدي واجبنا على أكمل وجه في تقديم الرعاية الطبية اللازمة للمصابين فنحن في خط الدفاع الأول، فلا يمكننا أن نتراجع في الوقت الحالي عن مهمتنا في خدمة المرضى، ففي الحرب لا يمكن التراجع".

وتابع "بقالنا 3 شهور منا أفراد نزلت إجازات يشعرون خلالها بكونهم غرباء وسط أهلهم وأسرتهم ويعودون مسرعين إلى مستشفى النجيلة باعتبار كونها منزلهم الأول فتعودنا أن نكون فريق متكامل ويد واحدة نمكث معًا طوال اليوم سواء في العمل او الراحة.. ولا نملك القرار لوقف استقبال مرضى كورونا بالنجيلة، وهو قرار يخص وزارة الصحة والسكان، إلا إني والفريق الطبي كله على أهبة الاستعداد ونأمل أن نستكمل المعركة وحربنا ضد وباء كورونا وتقديم الرعاية الطبية للمصابين، رغم وجود إصابات بيننا سواء كان ذلك عن طريق الخطأ أو كان إرادة من الله، ونريد أن نستكمل المهمة حتى النهاية، فنحن استجمعنا قوانا ومتحفزين ومتأهبين لاستكمال ما بدأنا.. فنحن مسيرين وليس مخيرين وأيًا كان قرار معالي وزيرة الصحة سيتم تنفيذه على الفور، بالحرف الواحد سواء كان القرار إيقاف العمل أو الاستكمال ولكننا لا نريد التوقف عن العمل فنريد استكمال مهمتنا".

وكان العاملون بمستشفى النجيلة المركزي أجروا ظهر أمس الأثنين، أعمال الغسل والتكفين لثاني وفيات فيروس كورونا من الطاقم الطبى بالمستشفى، لممرض اتوفى صباح أمس، متأثرا بإصابته بالفيروس بعد فترة من العزل داخل المستشفى استمرت لأكثر من 20 يومًا وهو السيد محمد المحسناوى من مدينة المحلة الكبرى بالغربية وهو ممرض أسنان وتأخرت حالته خلال الأيام الأخيرة، والذي كان كبيرًا في السن ويعاني من أمراض السكر والقلب، وكان هناك سيارة نقلته إلى مدافن الأسرة في المحلة بالغربية، وظل على جهاز التنفس الصناعي أكثر من 3 أيام داخل المستشفى وكانت حالته الصحية متدهورة، حيث أنه توفى صباح أمس مسجلاً ثاني حالة وفاة من الطاقم الطبي بعد ناجي الجراري أمين المخازن.

وقال الدكتور محمد طالب، نائب مدير مستشفى النجيلة، مساء أمس إن الحجر الصحي في النجيلة خاصة ومصر عامة هو مكان طبي نؤدي واجبنا فيه ونلتزم فيه بكافة المعايير الصحية وليس سجنا، لافتًا إلى أنه يحق لكل من يريد الخروج بعد قضاء مدته أن يخرج بعد عمل تحليل PCR والذي تظهر نتيجته بعد ساعتين ل 3 ساعات، أو عمل تحليل rapid test والذي تظهر نتيجته بعد 2 دقيقة : 10 دقائق وعند عودته وقبل دخوله للاختلاط بأي فرد في المستشفى يتم عمل تحليل rapid test له حتى نطمأن أنه لا يحمل الفيروس ويأخذ زجاجة كحول وماسك يرتديه قبل الدخول.

وأضاف نائب مدير مستشفى النجيلة، "لنا أهل وأحبة ولكل من يعمل في الحجر الصحي أهل ومصالح ويحق لكل من يثبت نتيجته في التحليل "سلبية" الخروج، ويحمل شهادة مختومة بتاريخ اليوم بأن نتيجته "سلبية " نحن نخاف عليكم أكثر من خوفنا على أنفسنا .. وجودنا في الحجر لأجل أهلنا، لذلك من غير الطبيعي أن لا نملك الذكاء الكافي لكي نخرج دون أخذ احتياطات ونسبب لهم العدوى، مطالبًا التريث قبل الانسياق وراء أي شائعات، والتعقل وعدم الخوض، ليس لدينا الوقت للجدال، وليس هذا وقت الجدال، فيجب أن تتكاتف الجهود للوصول لبر الأمان، قلنا سابقا الصمت يكون سيد الموقف ، والعمل الجاد هو المطلوب، ونحن نعمل على قدم وساق ونتبع كافة سبل مكافحة العدوى ولدينا طاقم طبي من أكفأ الأطباء وتمريض عال المستوى، يرجى الاطمئنان والثقة في الجهود المبذولة "ونتمنى منكم الدعم التام".

وفي نفس السياق، طالب الدكتور محمد علام نائب مدير مستشفى النجيلة المركزي بمطروح، باعتبار شهداء النجيلة من شهداء الوطن ولأهلهم كامل حقوق الشهيد موضحًا أن هذا اقل ما يمكن تقديمه لتكريم تضحياتهم.

كما أعلنت وزارة الصحة أن إجمالي العدد الذي تم تسجيله في مصر بفيروس كورونا المستجد حتى اليوم الثلاثاء، هو 5042 حالة من ضمنهم 1304 حالات تم شفاؤها وخرجت من مستشفيات العزل والحجر الصحي، و359 حالة وفاة.

وتواصل وزارة الصحة والسكان رفع استعداداتها بجميع المحافظات، ومتابعة الموقف أولاً بأول بشأن فيروس "كورونا المستجد"، واتخاذ كافة الإجراءات الوقائية اللازمة ضد أي فيروسات أو أمراض معدية، كما تم تخصيص الخط الساخن "105"، و"15335" لتلقي استفسارات المواطنين بشأن فيروس كورونا المستجد والأمراض المعدية.

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً