أكد الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، أن حديث القرآن الكريم عن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم حديث بالغ الخصوصية بما يناسب مكانة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم عند ربه عز وجل.
وأضاف جمعة، خلال برنامج "فى رحاب القرآن الكريم" فى حلقة بعنوان حديث القرآن عن النبى صلى الله عليه وسلم، أمس الثلاثاء، والذى يذاع على القناة الفضائية المصرية، وقناة النيل الثقافية، وقناة نايل لايف، أن الله زكى لسانه صلى الله عليه وسلم فقال: "وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى"، وزكى بصره فقال: "مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى"، وزكّى فؤاده فقال: "مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى"، وزكى عقله فقال: "مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى"، وزكى معلمه فقال: "عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى"، وزكّى خلقه فقال: "وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ"، وزكّاه كلَّه فقال: "لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِى رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ"، وشرح صدره فقال: "أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ"، ورفع ذكره فقال: "وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ"، ويقول سيدنا حسان بن ثابت رضى الله عنه: وضم الإله اسم النبى إلى اسمه.. إذا قال فى الخمس المؤذن أشهد.. وشـــق لـه مـن اسـمه ليجــله.. فذو العرش محمود وهذا محمد.
وذكر الوزير، أن ربه عز وجل أكرمه حتى فى منادته، فبينما نادى الحق سبحانه وتعالى الأنبياء بأسمائهم، فقال سبحانه: "يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ"، "يَا نُوحُ اهْبِطْ بِسَلَامٍ مِّنَّا وَبَرَكَاتٍ عَلَيْكَ"، "يَا إِبْرَاهِيمُ قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا"، "يَا زَكَرِيَّا إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلَامٍ اسْمُهُ يَحْيَىٰ"، "يَا يَحْيَىٰ خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ"، "يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِى الْأَرْضِ"، "يَا مُوسَىٰ إِنِّى أَنَا رَبُّكَ فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ إِنَّكَ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى"، "يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ اذْكُرْ نِعْمَتِى عَلَيْكَ وَعَلَىٰ وَالِدَتِكَ" خص نبينا صلى الله عليه وسلم بندائه بوصف النبوة أو الرسالة أو صفة إكرام أو ملاطفة، فقال سبحانه: "يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ"، وقال جل وعلا: "يَا أَيُّهَا النَّبِى إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُّنِيرًا"، وقال سبحانه: "يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا إِنَّا سَنُلْقِى عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا"، وقال تعالى: "يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ ، قُمْ فَأَنْذِرْ وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ".
وفى ذات السياق بين جمعة، أن الله تعالى جعل طاعته صلى الله عليه وسلم من طاعته سبحانه، حيث قال تعالى: "مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ وَمَنْ تَوَلَّى فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا"، وقال سبحانه: "وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا ذَلِكَ الْفَضْلُ مِنَ اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ عَلِيمًا"، ويقول نبينا صلى الله عليه وسلم: "كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبى" قيل: ومن يأبى يا رَسُول اللَّه ، قال: "من أطاعنى دخل الجنة، ومن عصانى فقد أبى" ، وقال سبحانه: " وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُّبِينًا"، ويقول نبينا صلى الله عليه وسلم: "أَلَا يُوشِكُ رَجُلٌ شَبعَان عَلَى أَرِيكَتِهِ يَقُولُ: عَلَيكُم بِهَذَا القُرآنِ، فَمَا وَجَدتُم فِيهِ مِن حَلَالٍ فَأَحِلُّوهُ، وَمَا وَجَدتُم فِيهِ مِن حَرَامٍ فَحَرِّمُوهُ، أَلَا وَإِنَّ مَا حَرَّمَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَمَا حَرَّمَ اللَّهُ "، ومن هنا ندين لله عز وجل بأن السنة النبوية المطهرة المشرفة هى المصدر الثانى للتشريع بعد كتاب الله عز وجل، فتأتى شارحة ومفصلة ومبينة، ومتممة، ومكملة لكتاب الله.
وأوضح، أن كتاب الله تعالى جاء بالصلاة مجملة، وفصلت السنة النبوية هذا الإجمال وبينته، فالصبح ركعتان، والظهر أربع ركعات، وكذلك العصر، والمغرب ثلاث ركعات، يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "صَلُّوا كَمَا رَأَيْتُمُونِى أُصَلِّى"، وكذلك جاءت السنة النبوية بتفاصيل الحج، من عدد أشواط الطواف والسعى، والمبيت بمنى، والوقوف بعرفة، والنزول إلى مزدلفة؛ قال سبحانه: "وَما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَما نَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا"، وكان سيدنا عبد الله بن العباس رضى الله عنهما يقول: "ثلاث فى القرآن الكريم نزلت مقرونة بثلاث لا تقبل واحدة منها دون الأخرى، طاعة الله وطاعة رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول تعالى: “وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ”، وقوله تعالى: “وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ” ، وقوله تعالى: "أَنِ اشْكُرْ لِى وَلِوَالِدَيْكَ إِلَى الْمَصِيرُ"، فطاعة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم من طاعة الله تعالى ، قال سبحانه: "فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّىٰ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِى أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا"، ويقول سبحانه: "فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ"، ويقول تعالى: "لا تَجْعَلُوا دُعَاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاءِ بَعْضِكُم بَعْضًا"، فلا تجعلوا حديثكم عن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم كحديث بعضكم عن بعض، فكل إنسان يؤخذ منه ويرد إلا المعصوم صلى الله عليه وسلم.