رمضان وكورونا في روسيا.. الفيروس الوبائي يحرم مسلمي البلد مترامي الأطراف من "الخيمة السنوية" والإفطار الجماعي

رمضان في روسيا
رمضان في روسيا
كتب : وكالات

حلّ رمضان هذا العام على مسلمي روسيا بصحبة ضيف آخر، ولكنه ضيف غير مرغوب فيه: فيروس كورونا المستجد، ذلك الوباء العالمي الذي تسبب في شلل تام لكل مناحي الحياة ليس في روسيا فقط لكن في كل دول العالم تقريبا، هذا الطارئ المزعج بدد كل مظاهر الشهر الكريم في الجمهوريات الروسية وجعل من رمضان كغيره من شهور العام في هذا البلد مترامي الأطراف.

يعتبر الإسلام ثاني أكبر ديانة بعد المسيحية في روسيا. وتضم روسيا أقاليم يدين السكان فيها تقليدياً بالإسلام، على رأسها جمهوريات شمال القوقاز كإنغوشيتيا والشيشان وداغستان وكابردينا بلكاريا وكاراتشايفا وتشيركيسا، إضافة إلى جمهوريتي باشكرستان وتتارستان وعدة أقاليم يشكل فيها المسلمون نسبة كبيرة.

رمضان في روسيا

وتصل ساعات الصيام في روسيا في بعض الأحيان إلى 22 ساعة، ما يجعلها من أطول ساعات الصيام بين دول العالم.

ووفقا لأحدث الإحصائيات، سجلت روسيا 5841 إصابة جديدة بفيروس كورونا، ليرتفع العدد الإجمالي للإصابات فيها إلى 99 ألف و399 حالة.

وقال مركز إدارة أزمة فيروس كورونا في روسيا، إن العدد الإجمالي للوفيات على مستوى البلاد ارتفع إلى 972 اليوم الأربعاء، 29 أبريل، بعد تسجيل وفاة 108 أشخاص في الساعات الأربع والعشرين الأخيرة.

رمضان في روسيا

وفي رمضان الأعوام السابقة كان المسلمون في روسيا يستمرون في ممارسة حياتهم اليومية الطبيعية دون أي تغيير في مواعيد العمل أو الإجازات، على عكس ما يحدث في معظم الدول الإسلامية. ولكن الآن ومع الإجراءات الاحترازية التي تتخذها الدولة الروسية، ومنها فرض الحجر المنزلي والتقيد بممارسة وظائفهم وأعمالهم من داخل البيت، فإن الحال تبدل بعض الشيء، وأصبح مسلمو روسيا محصورين أكثر داخل بيوتهم مفتقدين لكل المظاهر الرمضانية.

رمضان في روسيا

وبالرغم من اختلاف العادات والتقاليد، كان المسلمون في المجتمع الروسي يحرصون في هذا الوقت من العام على أداء الصلوات في المساجد خصوصاً صلاة التراويح. ويتفاوت التزام المسلمين هناك بأداء الشعائر الرمضانية حسب المناطق التي ينتمون إليها. وكانت المساجد الروسية الرئيسية تختم القرآن الكريم على مدار الشهر الكريم، الأمر الذي كان يجعل من هذا الشهر عيداً يمتد على مدار ثلاثين يوماً.

رمضان في روسيا

ومن العادات التي كانت مرتبطة برمضان في روسيا أيضاً تنظيم موائد إفطار جماعية، ودعوة من يجيد قراءة القرآن ولديه معلومات جيدة عن الدين الإسلامي، ليقوم بقراءة ما تيسر من القرآن، ثم إلقاء درس أو موعظة مما يترك أثراً طيباً في المدعوين.

رمضان في روسيا

وفي العاصمة موسكو، كانت "خيمة رمضان" بجوار مسجد باكلونايا غارا، التي كان يتولى تنظيمها مجلس المفتين في روسيا سنوياً، بمناسبة حلول الشهر الفضيل، حدثاً متميزاً حيث كانت تتسع الخيمة الرمضانية التي تقام بها موائد الإفطار الجماعي يومياً إلى ما يزيد عن 600 شخص بغض النظر عن جنسيته أو عقيدته، ويمكنه الاستفادة بالمجان من الخدمات المقدمة في الخيمة. ويتم تقديم مأكولات شعبية تشتهر بها الأقاليم الروسية المسلمة، فضلاً عن تنظيم مسابقات للأطفال في حفظ القرآن الكريم.

رمضان في روسيا

وفي داغستان، كان المسلمون يجتمعون في المسجد الكبير في عاصمتها وأكبر مدنها محج قلعة، للإفطار وصلاة التراويح. ويفضل المسلمون هناك كسر صيامهم بالتمر والفواكه، ثم بعد ذلك يتناولون الحساء والخبز وأطباق محلية مختلفة مثل بسبارماك وكورز.

مسجد موسكو الجامع

أما في الشيشان فتفضل العائلات المسلمة تناول الأكلات الشعبية في رمضان، لأنها صحية أكثر، حيث تحتوي على الفيتامينات والخضراوات ذات اللون الأخضر. ومن الأطباق المفضلة لدى الشيشانيين في شهر رمضان، تلك المصنوعة من نبات الرامسون والقراص، والتي تدخلها التوابل الحارة والبصل والثوم والفلفل.

وتدعو الحكومة الشيشانية العائلات المتخاصمة إلى التصالح في هذا الشهر، وأحياناً تقوم بتشكيل لجان خاصة لتسوية النزاعات بينهم.

وفي تتارستان، يقوم المسلم غير القادر على الصيام بالتبرع بمبلغ 100 روبل عن كل يوم.

وفي الوقت الذي يمثل العرقسوس والتمر والسوبيا والخروب، تلك المشروبات التقليدية التي تتمتع بشعبية خاصة في الدول العربية خلال شهر رمضان، يعتبر "الكفاس" المشروب التقليدي غير الكحولي المفضل لدى الروس في الشهر الكريم، نظراً لقدرته الهائلة على قهر العطش.

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً