اعلان

من النهاردة مافيش حكومة.. القصة الكاملة لـ معركة الكفن بعين شمس

صلح عين شمس
صلح عين شمس

"من النهاردة مافيش حكومة.. أنا الحكومة"، على غرار قصة فيلم إبراهيم الأبيض، أجبرت عائلة تدعى المرغنية بمنطقة عين شمس، ثلاثة رجال من عائلة الريس، على حمل الكفن وتصويرهم والتجاوز في حقهم خلال مقطع فيديو قاموا بتصويره متعمدين نشره على مواقع التواصل إذلالا لأفراد عائلة الريس، والذي تضمن قول بعض أفراد عائلة المرغني عبارات مثل "مافيش حاكم هيحميك".

كفن أبيض وسكين حاد

الواقعة كانت في أواخر أيام شهر رمضان الكريم، وأسفر عن حدوث تجاوزات غير مشروعة وغير أخلاقية تحت تهديد السلاح الآلي، كشفتها جيدا بكل تفاصيلها فيديوهات مصورة من قبل عائلة المرغني، والفيديوهات ظهر فيها 3 أشخاص من عائلة عاطف الريس، يحملون الكفن بين أيديهم وعلى كل كفن سلاح أبيض "سكين حاد"، محاطين بمجموعة من الأشخاص طرف عائلة المرغنية، أثناء دخولهم مقر إقامتهم، علما بأنهم كانوا ذاهبين إليهم فى الأصل لعقد جلسة صلح، إلا أنهم فوجئوا بعشرات من المرغنية يجبرونهم على حمل كفنهم تحت تهديد السلاح، وهو ما أظهره الفيديو حتى مثلوا أمام 3 من كبار العائلة يجلسون على كراسي وكأنهم فى جلسة محاكمة عرفية.

تصوير لإذلال عائلة الريس ونشر على فيس بوك

الفيديو الذى صورته عائلة المرغنية لأفراد عائلة الريس وتم نشره من قبلهم على مواقع السوشيال ميديا إمعانا في إذلالهم، وهو ما تبعه عاصفة جدل واستياء بين أهالى منطقة عين شمس ورواد مواقع التواصل الاجتماعي، مطالبين الجهات الأمنية بسرعة التدخل للقبض عليهم وبفحص الفيديو تبين أن طرفي الواقعة من منطقة عين شمس شرق القاهرة، وهما عائلة المرغنية وعائلة عاطف الريس وقامت وزارة الداخلية بفحص الفيديوهات وتحديد أماكن أطراف الواقعة والقبض على أغلبهم.

مشاجرة في ملهى ليلي

وترجع أسباب الكفن إلى نشوب مشاجرة بين الطرفين منذ فترة داخل أحد الملاهي الليلية بقصر النيل يتبع عائلة "الريس"، قام على إثرها أصحاب الملهى بالتعدي على شخص آخر يدعي "عزت المرغيني" وقاموا بعقد جلسة صلح ولكن تم عقد الجلسة علي النحو المشار إليه سابقا تحت تهديد السلاح ، و عندما وصلت عائلة الريس إلى المكان المتفق عليه للصلح الودي، فوجئوا بوجود أشخاص كثيرون بحوزتهم أسلحة "بنادق آلية" و"طبنجات" يكرهونهم على حمل كفنهم لتقديمه لكبار العائلة ، ووافقت عائلة الريس على تسليم الكفن لعائلة المرغني بعد ترويعهم وتهديدهم بالسلاح وسط حشد كبير من الناس المتجمهرين ضدهم وإجبارهم على فعل شئ دون موافقتهم والمساس بحريتهم.

رفض أغنية على متن الباخرة وراء معركة الكفن

بدأت المشاجرة قبل شهرين ماضيين عندما كان بعض من أبناء عائلة المرغني فى سهرة داخل باخرة يمتلكها إسلام الريس تقع في منطقة قصر النيل، ونشبت مشاداة كلامية بين واحد من أبناء المرغني وإسلام الريس، صاحب الباخرة، بعدما طلب الأول أغنية لم يوافق عليها الأخير، ودفع هذا نجل المرغني إلى تكسير الباخرة وتم عمل محضر بالواقعة وقامت الشرطة بالقبض على جميع المشاركين في المشاجرة بعد صدور تكليفات من عدة جهات بفحص الفيديوهات المنتشرة وسرعة الوقوف على حقيقتها حيث صدرت التعليمات من وزير الداخلية اللواء محمود توفيق بالقبض على أطراف الواقعة، واستجوابهم والوقوف على حقيقة التهديدات والألفاظ التي وردت بالفيديوهات، وحقيقة الأسلحة النارية التي ظهرت في الفيديو، وحقيقة إكراه ثلاثة أشخاص على تقديم كفنهم.

ضبط وإحضار 14 متهما وحبس 9 منهم

وجاء بيان النيابية العامة ليلة أمس ليعلن تفاصيل ماجري بالواقعة، والتي انتهت بضبط وإحضار 14متهما وحبس 9 منهم، ويؤكد على دولة القانون.

وكشفت التحقيقات، أن أحد المتهمين وآخرين من ذويه استعرضوا القوة على عاملِينَ بمركب نِيليِّ يملكه المجني عليهم الثلاثة، وروعوا مَن فيه وأتلفوه، فأُبلغت الشرطة بالواقعة وأُخطرت «النيابة العامة» بها، فأمرت بضبط المتهمين وإحضارهم، ولعلم أحد المتهمين بذلك خطَفَ وآخرون معه عاملًا بالمركب بدافع الانتقام، فحاول وسطاء إنهاء النزاع بين الطرفين ولكنهما رفضا الصلح بينهما، وبعد إخطار الشرطة بذلك هددت عائلة المتهمين عائلة المجني عليهم بإيذائهم هم وذويهم وقتلهم وحرق المركب، وألقوا الرعب في نفوسهم وأجبروهم بذلك على التنازل عن المحضرين المحررين بشأن واقعتي الشجار بالمركب والخطف، فحاول وسطاء الصلح بينهم مرة أخرى حتى اتفق الطرفان على تحديد يوم التاسع من شهر مايو الجاري لعقده، وفي هذا الموعد توجه المجني عليهم الثلاثة في رفقة وسطاء إلى مسكن المتهمين، ففوجئوا فوْرَ وصولهم بإشهار المتهمين وآخرين معهم أسلحة نارية وبيضاء في وجوههم، واقتيادهم من السيارة التي كانوا يستقلونها نحو مسكنهم وتهديدهم بإيذائهم، وقبل إدخالهم المسكن أَحضَرَ المتهمون ثلاثةَ أكفان وأجبروا المجني عليهم على حملها وتقديمها إلى ثلاثة من المتهمين مِمَّن كانوا طرفًا في الشجار الواقع بالمركب سلفًا، وصوروهم أثناء ذلك بقصد إهانتهم واستعراض القوة والسطوة عليهم، كما تعدوا عليهم بالسب والتهديد بالقتل والإيذاء وأرغموهم على تقبيل يدي وقدمي والدة المتهمين المقدمة الأكفان إليهم وطلب العفو منها، ثم أشهروا في وجوههم مرة أخرى بنادق آلية وخرطوشا ومسدسا وهددوهم بالقتل، وأطلقوا سراحهم بعد فترة من احتجازهم نزولًا على طلب أحد الوسطاء، وعلى إثر ذلك تُدُووِل مقطعٌ مُصوَّر تضمن تقديم المجني عليهم الأكفان للمتهمين بمواقع التواصل الاجتماعي بعدما نشره أحد أفراد عائلتهم تنكيلًا بالمجني عليهم، فرصدته «إدارة البيان بمكتب النائب العام»، وبعرضه على النائب العام أمر بسرعة التحقيق في الواقعة.

احتجاز واستعراض قوة واستخدام العنف

وسألت «النيابة العامة» المجني عليهم الثلاثة وأحد الذين اضطلعوا بالوساطة بينهم وبين المتهمين، ووردت تحريات الشرطة بصحة ارتكاب المتهمين الواقعة وحددتهم، فأمرت بضبط 14 متهمًا وأُلقي القبض على 9 منهم- من بينهم والدة ثلاثة من المتهمين ظهروا بالمقطع- واستُجوبوا فيما نُسب إليهم من خطفهم المجني عليهم الثلاثة بالتحايل والإكراه، واحتجازهم، واستعراضهم القوة واستخدامهم العنف والتهديد ضدهم بقصد ترويعهم وتخويفهم بإلحاق الأذى بهم لفرض السطوة عليهم، وإرغامهم على ما قاموا به في المقطع المصوَّر المتداول، وكان من شأن ذلك إلقاء الرعب في نفوسهم وتكدير أمنهم وسكينتهم وطمأنينتهم وتعريض حياتهم وسلامتهم للخطر والمساس بحرياتهم الشخصية واعتبارهم، فضلًا عن حيازة المتهمين أسلحة نارية آلية مششخنة وغير مششخنة وأسلحة بيضاء، وكذا اعتداؤهم على حرمة حياة المجني عليهم الخاصة بتصويرهم في مكان خاص بغير رضائهم ونشرهم التصوير، فأنكر المتهمون ما أُسند إليهم من اتهامات وادعوا بأن مجريات ما حدث خلال المقطع المصور كان متفقًا عليه فيما بينهم وبين المجني عليهم، وقد أمرت «النيابة العامة» بحبسهم احتياطيًّا على ذمة التحقيقات.

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً