تعد العشر الأوائل من ذي الحجة أفضل أيام العام على الإطلاق، إذ أقسم الله عز وجل بها في سورة الفجر، فهناك من يمن الله عليه ويذهب إلى أداء فريضة الحج وهناك من لم يوفق فيجتهد في اغتنام هذه الأيام التى يضاعف الله فيها الحسنات.
لذلك ينشر "أهل مصر" روشتة دينية لاغتنام هذه الأيام، وذلك من خلال أحاديث لدعاة وزارة الأوقاف التي تحرص هذه الأيام على الانتشار من خلال قوافل وندوات لتذكير الناس بهذه الأيام والحث على اغتنامها.
وقال الدكتور طارق صبري، مدير الدعوة بمديرية أوقاف القاهرة، أن الله فضل بعض الشهور والأيام والليالي على بعض قال تعالى : “إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ”، ونعيش هذه الأيام موسمًا من أعظم المواسم أجرًا ، وأجلها قدرًا ، جعل الله (عز وجل) ثواب العمل الصالح فيها أكثر ثوابًا ، وأعظم أجرًا من العمل فيما سواها ، وقد أعلى الله (عز وجل) من شأنها ، وبين النبي (صلى الله عليه وسلم) منزلتها وفضلها حيث يقول سبحانه: “وَالْفَجْرِ* وَلَيَالٍ عَشْرٍ * والشفع والوتر”، والذي عليه جمهور المفسرين أن الليالي العشر هي العشر الأول من ذي الحجة ، والله (عز وجل) لا يقسم إلا بعظيم ، ويقول نبينا (صلى الله عليه وسلم) : “مَا مِنْ أَيَّامٍ الْعَمَلُ الصَّالِحُ فِيهَا أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنْ هَذِهِ الْأَيَّامِ يَعْنِي أَيَّامَ الْعَشْرِ ، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ ، وَلَا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ؟ قَالَ: وَلَا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ، إِلَّا رَجُلٌ خَرَجَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ ، فَلَمْ يَرْجِعْ مِنْ ذَلِكَ بِشَيْءٍ”.
وأضاف صبري، أن الحج مناسبة عظيمة لتعلم الفضائل والأخلاق السامية ، حيث يتربى المسلم فيه على تقوى الله (عز وجل) والتحكم في غرائز النفس وشهواتها ، والتحلي بمكارم الأخلاق ومحاسنها ، فالحاج من خِلال حَجِّه يتوجب عليه أن يُطبِّق عمليًّا ما دعا إليه الإسلام من القيم والأخلاق ؛ ليخرج الحاج من مدرسة الحج وقد تحققت له مضامينه الأخلاقية والسلوكية.
أيضا قال ربيع غازي، مدير إدارة بولاق أبو العلا والزمالك،، إن الله (عز وجل) قد اختص من أيام الدهر مواسم تضاعف فيها الحسنات ، وتكثر فيها الخيرات ، وترفع فيها الدرجات ، والعاقل من يغتنم هذه المواسم فيخلص فيها النية ، ويحسن فيها العمل ، ويقبل على ربه (عز وجل) ، ويتعرض للنفحات والرحمات ، حيث يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم) : (إِنَّ لِرَبِّكُمْ (عزَّ وجلَّ) فِي أَيَّامِ دَهْرِكُمْ نَفَحَاتٍ ، فَتَعَرَّضُوا لَهَا ، لَعَلَّ أَحَدَكُمْ أَنْ تُصِيبَهُ مِنْهَا نَفْحَةٌ لا يَشْقَى بَعْدَهَا أَبَدًا) ، ومنها هذه الأيام المباركة التي قد أظلنا زمانها ، فعلينا أن نغتنم هذه الأيام وبخاصة العشر الأول من ذي الحجة ، وأن نكثر من ذكر الله (عز وجل) فيها ، فالذكر حياة القلوب ، وبه تتحقق الطمأنينة ، حيث يقول الحق سبحانه : “الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ”، ويقول نبينا (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) : (مَا مِنْ أَيَّامٍ أَعْظَمُ عِنْدَ اللهِ ، وَلاَ أَحَبُّ إِلَيْهِ مِنَ الْعَمَلِ فِيهِنَّ مِنْ هَذِهِ الأَيَّامِ الْعَشْرِ، فَأَكْثِرُوا فِيهِنَّ مِنَ التَّهْلِيلِ، وَالتَّكْبِيرِ وَالتَّحْمِيدِ)، وكان سيدنا عمر (رضي الله عنه) يكبّر في قبته بمنى فيسمعه أهل المسجد فيكبّرون ، ويكبّر أهل الأسواق حتى ترتجّ منى تكبيرًا)، وكان ابن عمر (رضي الله عنهما) يكبر بمنى تلك الأيام خلف الصلوات وعلى فراشه، وفي مجلسه وممشاه، ومن ثم فيستحب للمسلم أن يجهر بالتكبير في هذه الأيام.