نقلت وكالة "فرانس برس" عن دبلوماسي فرنسي، تفاصيل اجتماع عاصف بين دول الاتحاد الأوروبي في بروكسل، يوم أمس الأحد.
وأفاد الدبلوماسي بأن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون "فقد أعصابه مرارا وضرب بيَده على الطاولة" في القمة بسبب غضبه من بعض الدول التي لا تبدي حماسا للمشاركة في تمويل خطة أوروبية موحدة للنهوض الاقتصادي لمرحلة ما بعد وباء كورونا.
وهاجم ماكرون البلدان التي يُطلَق عليها اسم "مقتصدة" (هولندا، السويد، الدنمارك والنمسا) إضافة إلى فنلندا، وهي دول تتبنّى مقاربة متحفّظة للغاية إزاء خطة الإنعاش الاقتصادي.
وانتقد الرئيس الفرنسي خصوصاً معارضة هذه الدول لمطلبه تخصيص جزء كبير من أموال خطة الإنعاش، التي ستمول بقرض مشترك من الاتحاد الأوروبي، لتقديم إعانات للدول الأعضاء.
وقال مصدر أوروبي إن ماكرون أكد خلال القمّة أنّ فرنسا وألمانيا هما اللّتان "ستمولان هذه الخطة" و"أنهما تقاتلان من أجل مصلحة أوروبا في حين أن الدول المقتصدة غارقة في الأنانية ولا تقدم أي تنازلات".
كما انتقد ماكرون سلوك المستشار النمساوي سيباستيان كورتز الذي نهض وغادر الطاولة لإجراء مكالمة هاتفية، ما جعل ماكرون يشعر "بالإهانة".
وأضاف المصدر أن الأمر بلغ بالرئيس الفرنسي حد قوله "إنه يفضّل المغادرة على أن يعقد اتفاقا سيّئا".
ويتركز الخلاف حول خطة الإنعاش البالغة قيمتها 750 مليار يورو يمولها قرض مشترك، وهي فكرة مستوحاة من اقتراح تقدّم به ماكرون والمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل.
وتتألّف هذه الخطة في صيغتها الأولى من قروض بقيمة 250 مليار يورو وإعانات بقيمة 500 مليار. وتستند الخطة إلى موازنة طويلة الأمد (2021-2027) للاتحاد الأوروبي بقيمة 1074 مليار يورو.
ومن الخيارات المطروحة، زيادة حصة القروض إلى 300 مليار (مقابل 250 في الاقتراح الأولي) لكن من دون خفض حصّة المنح التي ترمي لدعم خطط الإنعاش في دول معينة.
وتتمسك فرنسا وألمانيا بموقفهما في عدم خفض حصة المنح إلى ما دون 400 مليار يورو، في موقف ترفضه الدول المقتصدة.