ساد الارتياح في ولاية كنتاكي، الاثنين، بعد العثور على نحو 100 شخص أحياء كانوا يعملون في مصنع شموع تدمر نتيجة موجة الأعاصير التي أودت بحياة 88 شخصا على الأقل في الولايات المتحدة.
وصار مصنع “إم سي بي” في مدينة مايفيلد الصغيرة كتلة أنقاض، ما أثار مخاوف حول مصير عمال علقوا داخله لحظة وصول الإعصار.
لكنّ الشركة، بعد جهود تعقّب لموظفيها، تمكّنت من تأكيد أنّ 94 من بين 110 عمال كانوا في المبنى ليل الجمعة هم “على قيد الحياة وتمّ العثور عليهم”، وفق ما أعلن حاكم ولاية كنتاكي إندي بيشير صباح الاثنين.
وقال بيشير في مؤتمر صحفي “كنا نخشى أن يكون الأمر أسوأ بكثير”، معتبرا ذلك “بارقة أمل”، في حين لقي ثمانية أشخاص حتفهم داخل المصنع ولا يزال ثمانية آخرون في عداد المفقودين.
وبعد نحو ثلاثة أيام على الكارثة، أعلن حاكم الولاية أيضا أن 74 شخصا على الأقل لقوا حتفهم في كنتاكي وحدها. وتتواصل عمليات رفع الأنقاض في مايفيلد، وتوقع بيشير أن يرتفع عدد الضحايا إلى “أكثر من 80”.
كما أعلن بيشير خلال المؤتمر الصحفي، أن 109 أشخاص ما زالوا في عداد المفقودين في ولايته.
وكشف أن الضحايا تتراوح أعمارهم بين 5 أشهر و86 عاما، لافتا إلى أنه قد يتوجب الانتظار “أسابيع” قبل إعلان حصيلة نهائية للقتلى والأضرار.
إضافة إلى ذلك، سُجّلت 14 وفاة في الولايات المجاورة مثل تينيسي وإيلينوي وميسوري وأركنساس، وقد طالت الظاهرة الجوية الاستثنائية ستّ ولايات.
مبان مدمرة
وفي مايفيلد المنكوبة، تسود مشاهد الأشجار المتساقطة والواجهات المدمرة والمباني التي سويت بالأرض من شدّة الإعصار.
وفي تصريح لوكالة فرانس برس، الأحد، قال راندي جينيل وهو متقاعد يبلغ 79 عاما “عملنا سنوات عدة من أجل كل هذا، وها قد تبخّر”، موضحا “لم يعد لدي منزل ولا سيارات ولا أي شيء”.
ومن جهته، أعلن الرئيس جو بايدن حال الطوارئ الكبرى في كنتاكي الأحد، وخصّص لها مزيدا من المساعدات الفدرالية. وينوي زيارة الولاية الأربعاء، وفق ما أعلن البيت الأبيض الإثنين.
كما تعهد وزير الأمن الداخلي الفدرالي أليخاندرو مايوركاس صباح الإثنين عبر تلفزيون “سي إن إن” تقديم “الدعم حتى يتسنى للسكان التعافي وإعادة البناء”.
وكان بايدن وصف ما حدث السبت بأنه “من أكبر موجات الأعاصير في تاريخنا”، وبأنه “مأساة تفوق التصور”.
وفي أماكن أخرى في كنتاكي، وكذلك في الولايات المجاورة، تكررت مشاهد الدمار: مبان مدمرة وهياكل معدنية ملتوية نتيجة شدّة الرياح، فيما امتلأت الشوارع بسيارات مقلوبة والأشجار المحطمة والطوب المتناثر.
وقُتل ستة أشخاص على الأقل في مستودع لشركة أمازون انهار سقفه في إدواردسفيل بولاية إيلينوي، حيث يواصل عناصر الإنقاذ البحث عن مفقودين.
وسجلت ولاية تينيسي أربع وفيات، وتوفي شخصان في أركنساس، في حين سجلت حالتا وفاة على الأقل في ميسوري.
وضع طبيعي جديد
وبدأت وكالات الاستجابة للكوارث الفدرالية في نشر فرقها في المناطق المنكوبة.
وقالت رئيسة وكالة إدارة الكوارث الأمريكية دين كريسويل إن 30 إعصارا اجتاحت مساء الجمعة جنوب ووسط الولايات المتحدة التي تواجه “وضعا طبيعيا جديدا” تتزايد بمقتضاه الظواهر الجوية المدمرة.
وشددت خصوصا على البُعد “غير الاعتيادي وغير المسبوق” لهذه الأعاصير خلال الموسم الحالي. ولا تهب عادة أعاصير في ديسمبر في الولايات المتحدة.
وكان بايدن شدد السبت على أن الوضع الجوي صار “أكثر حدة” مع ظاهرة الاحتباس الحراري، من دون أن يقيم صلة سببية مباشرة بين تغير المناخ والكارثة التي ضربت البلد.