اعتقلت قوات من حركة طالبان الأفغانية محاضرا جامعيا في كابول انتقد علنا سياساتها في مناظرة تلفزيونية مباشرة العام الماضي.
واعتقل ضباط جهاز الأمن التابع لطالبان فيض الله جلال، الأستاذ بجامعة كابول فى منزله يوم السبت واقتادوه إلى مكان مجهول، حسبما أكدت زوجته مسعودة جلال التي كانت قد ترشحت لانتخابات الرئاسة عامي 2002 و 2004 عبر صفحتها على فيسبوك.
وبعد ساعات من ردود الأفعال المحلية والدولية واسعة الانتشار، أكد ذبيح الله مجاهد المتحدث باسم زعيم طالبان عملية إعتقال الاستاذ الجامعي واتهمه بتحريض الناس ضد حكومة طالبان والتلاعب بكرامة المواطنين.
ونشرت طالبان لقطات مصورة لحساب غير موثق على تويتر قالت إنه يعود لجلال وأشارت إلى تعليقات بصفتها دافع لعملية الاعتقال.
ومع ذلك قالت عائلة جلال إن حساب تويتر المنسوب إلى المحاضر مفبرك.
وانتقد الأكاديمي سياسات النظام في مناظرة صريحة مع متحدث باسم طالبان على الهواء مباشرة في 21 تشرين الثاني/نوفمبر.
وانتقد طالبان لقمعها منتقدي النظام ووصف المتحدث باسم الحركة بلفظ مهين.
وشارك جلال في مناظرات على القنوات التلفزيونية الأكثر شعبية في أفغانستان لسنوات. وهو معروف بانتقاده الصريح لقادة البلاد، الذين كان من بينهم في الماضي الرئيسان السابقان حامد كرزاي وأشرف غني.
وفي ردود أفعال على مناظرة نوفمبر، تلقى جلال إشادة كبيرة على وسائل التواصل الاجتماعي، لشجاعته في انتقاد طالبان علنا، بل وأُطلق عليه صوت الشعب الأفغاني في ذلك الوقت. واستبدل الكثيرون صورتهم الشخصية بصورة لجلال على مواقع التواصل، بينما أعرب آخرون عن قلقهم على سلامته.
وخرج مواطنون أفغان والعديد من منظمات حقوق الانسان الدولية يوم السبت لدعم جلال.
وقالت باتريشيا جوسمان المديرة المساعدة لقسم آسيا في منظمة هيومان رايتس ووتش إن طالبان لم تكن أبدا متسامحة مع الانتقادات وحرية التعبير" مضيفة" يجب إطلاق سراحه فورا".
وقد تم احتجاز اعداد متزايدة من موظفي الحكومة وازداد عدد عمليات القتل خارج نطاق القضاء منذ استيلاء طالبان على السلطة العام الماضي.