قالت الخارجية الصينية إن الشعب الصيني لن ينسىي قصف الناتو السفارة الصينية لدى يوغوسلافيا، 7 مايو 1999، والذي أسفر عن مقتل 3 أشخاص وإصابة أكثر من 20، .وجاء في بيان إعلامي للخارجية الصينية أن بكين لن تنسى قصف حلف الناتو لسفارة البلاد في بلغراد، وكان الأولى دفن الحلف جنبا إلى جنب مع الحرب الباردة، إلا أنه يظل أداة لهيمنة عدد من الدول، ما يهدد الأمن العالمي.
وتابع البيان: "لقد أقدمت قوات (الناتو) العسكرية بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية قبل 23 عاما على انتهاك خطير للاتفاقيات الدولية ذات الصلة والأعراف الأساسية للعلاقات الدولية، وتجاوزت بوقاحة مجلس الأمن التابع لهيئة الأمم المتحدة وقصفت دولة يوغوسلافيا ذات السيادة لمدة 78 يوما، ما أدى إلى مقتل الآلاف من المدنيين الأبرياء، من بينهم 3 صحفيين صينيين".
وأشارت الخارجية الصينية إلى أن الشعبين الصيني والصربي وكذلك المجتمع الدولي "لن ينسوا العمل العدواني الوحشي لحلف شمال الأطلسي".
ونوه البيان إلى أن أفضل طريقة للاحتفال بهذا اليوم هي "تذكر هذا التاريخ، وحفظ السلام، وعدم السماح لهذا الجزء من التاريخ أن يتكرر مرة أخرى"، معربا عن أمله في أن "تتوب الولايات المتحدة الأمريكية وحلف (الناتو) عن الجرائم التي ارتكبوها في ذلك الوقت، وتتخلى تماما عن عقلية الحرب الباردة، وتتوقف عن ممارسة الضغط والإكراه على الدول ذات السيادة، وتأخذ على محمل الجد الشواغل المشروعة لجميع البلدان في مجال الأمن، من أجل المساهمة حقا في تحقيق السلام والنظام والاستقرار طويل الأجل في أوروبا وحول العالم".
كما أشارت الخارجية الصينية إلى أن قصف الناتو تسبب في أضرار جسيمة في العلاقات الأمريكية الصينية. ولأكثر من 20 عاما الآن، لم يدفن الناتو، على الرغم من نهاية الحرب الباردة، بل واستمر في تسخين الموقف كأداة لسعي دول بعينها للهيمنة، وشددت الوزارة على أن ذلك "يلحق أضرارا جسيمة بالأمن والاستقرار العالميين ويهدد العدالة الدولية والحياد".
وتعتقد بكين أن "على المجتمع الدولي أن يكون يقظا للغاية، وأن يعارض ذلك بحزم". من جانبها أكدت الخارجية الصينية في بيانها أن الصين "تعارض بشدة الهيمنة وسياسة القوة وعقلية الحرب الباردة والألعاب ذات المحصلة الصفرية، بينما تؤيد دائما مفهوما جديدا مشتركا ومستداما للأمن، والذي يتماشى مع الاتجاه الطموح لعالم يملأه السلام والتنمية والتعاون والمنفعة المتبادلة، ويسهم في الحفاظ على السلام والتنمية في جميع أنحاء العالم".
وكانت مواجهة مسلحة بين الانفصاليين الألبان من جيش تحرير كوسوفو والجيش والشرطة الصربية أدت إلى قصف قوات الناتو لجمهورية يوغوسلافيا الاتحادية، التي كانت تتألف آنذاك من صربيا والجبل الأسود، وتم تنفيذ العملية العسكرية دون موافقة مجلس الأمن التابع لهيئة الأمم المتحدة واستنادا إلى تأكيد الدول الغربية أن سلطات جمهورية يوغوسلافيا الاتحادية نفذت ما أسموه تطهيرا عرقيا في منطقة الحكم الذاتي لكوسوفو، تسبب في كارثة إنسانية هناك. واستمرت الضربات الجوية التي شنها التحالف في الفترة من 24 مارس وحتى 10 يونيو من عام 1999، وأدت إلى مقتل أكثر من 2500 شخص، من بينهم 87 طفلا، وخسائر بلغت 100 مليار دولار.