كثفت القوات الروسية عملياتها العسكرية في دونباس شرق أوكرانيا، حيث تسعى لتطويق 3 مناطق في الإقليم الذي يشهد تقدما روسيا واسعا، وفقما أعلنت الاستخبارات البريطانية يوم الثلاثاء.
وتحشد روسيا في قصفها على إقليم دونباس، الوحدات التي انسحبت من منطقة خاركيف، والقوات التي كانت تحاصر ماريوبول الساحلية، إلى جانب مقاتلي دونيتسك ولوغانسك الانفصاليتين، وذلك وفقا لحاكم لوغانسك، سيرغي غايداي.
وصرح حاكم لوغانسك قائلا إن "كل القوات الروسية تحتشد في منطقتي لوغانسك ودونيتسك"، مضيفا أن الأمر نفسه ينطبق على الأسلحة مع "تركيز كل شيء هنا"، لا سيما صواريخ "إس - 300" المضادة للطائرات و"إس - 400" المضادة للصواريخ.
كما تشن القوات الروسية هجمات متواصلة على مدينة "ليسيتشانسك" في إقليم دونباس، بينما تجري معارك ضارية على الأرض في محاولة للسيطرة على الطريق الوحيد الذي يربط أوكرانيا بشرقها المحاصر وتعزيز نفوذها على البحر الأسود.
وتشكل المدينة الجزء الشرقي من جيب يسيطر عليه الأوكرانيون، وتحاول روسيا تجاوزه منذ منتصف أبريل الماضي بعد أن فشلت في السيطرة على كييف.
ويتقدم الروس عبر ثلاثة اتجاهات نحو ليسيتشانسك، أحدها من "سيفيرودونيتسك"، وهي بلدة لا يفصلها عن ليسيتشانسك سوى نهر سيفرسكي دونيتس، ويبذل الأوكرانيون جهودا كبيرة في المعركة لمنع القوات الروسية من عبوره.
وبحسب غايداي، فإن روسيا تحاول تدمير مدينة سيفيرودونيتسك في ظل القتال الدائر في ضواحي المدينة، وهي من أكبر مدن إقليم لوغانسك.
كما دعا الرئيس الشيشاني رمضان قديروف، القوات الأوكرانية في مدينتي سيفيرودونيتسك وليسيتشانسك إلى إلقاء السلاح، قائلا عبر حسابه على "تلغرام": "أرجو جميع من يقاومون في سيفيرودونيتسك وليسيتشانسك، وفي محيط هاتين المدينتين، أن يعيدوا حساباتهم ويلقوا سلاحهم قبل أن يتم حشرهم في الزاوية، والقضاء عليهم أو جرحهم، فمن خلال التخلي عن استمرار القتال، سيؤكد هؤلاء الأشخاص أن أوكرانيا وروسيا يجب أن تعيشا بسلام".
وتعيش المدينتان أوضاعا مأساوية، إذ لا يوجد في أي منهما غاز أو كهرباء، ويقضي ما بين 20 و100 ألف شخص من السكان معظم وقتهم في الاختباء تحت الأرض.
ومنذ انسحاب القوات الروسية من محيط العاصمة كييف، مطلع أبريل الماضي، اتجهت الجهود الروسية نحو الشرق والجنوب، وتسيطر موسكو وقوات الانفصاليين الموالين لها على معظم مناطق إقليم دونيتسك، وتسعى إلى استكمال السيطرة على أراضي دونيتسك ولوغانسك اللتين أعلن فيهما الانفصاليون "جمهوريتين" في عام 2014، واعترفت بهما موسكو قبل أيام من بدء عملياتها العسكرية بأوكرانيا في 24 فبراير الماضي.
وحول أهمية ليسيتشانسك، قال المحلل المتخصص في الشؤون الأمنية والاستراتيجية، ليون رادسيوسيني، إن هذه المنطقة كانت في السابق مركزا لتصنيع الفحم والمواد الكيميائية، وتعد بمثابة الجيب الأخير للمقاومة الأوكرانية في منطقة لوغانسك.