وصلت جهود التهدئة بين الميليشيات والمجموعات المسلحة في العاصمة الليبية طرابلس إلى طريق مسدود، إثر التصريحات التي أدلى بها رئيس الحكومة منتهية الولاية عبد الحميد الدبيبة، وهاجم فيها المدير السابق لإدارة الاستخبارات العسكرية في المنطقة الغربية، أسامة الجويلي.
وقال الدبيبة، في تصريح لمجلة "جون أفريك" الفرنسية، إن الجويلي حشد القوات التابعة له من أجل "ترهيب" سكان طرابلس.
وقالت مصادر متطابقة لموقع "سكاي نيوز عربية"، إن تلك التصريحات تسببت في توتر الأوضاع ميدانيا، حيث احتشدت قوات تحت إمرة الجويلي في منطقة الطويشة جنوب العاصمة، بينما شهد معسكر 7 أبريل بمنطقة جنزور، والذي تتمركز فيه تلك القوات أيضا، حالة من الاستنفار للعناصر داخله.
وبالتزامن مع هذه التحركات، دفعت ميليشيات "دعم الاستقرار"، التابعة لعبد الغني الككلي، الشهير بـ"غنيوة"، برتل مسلح إلى من منطقة أبو سليم، ليتمركز في الطريق المؤدي إلى مطار معيتيقة الدولي، وفق المصادر.
وأوضحت المصادر أن جهود التهدئة انطلقت بلقاء جمع بين الجويلي و"غنيوة"، وعدد من قادة المجموعات المسلحة الناشطة في طرابلس، وذلك لمنع اندلاع المواجهات بين الميليشيات في خطوط التماس المحتقنة بينهم، لكن هجوم الدبيبة على الجويلي عرقل من إتمام هذا التفاهم.
وقرر الدبيبة عزل الجويلي من منصبه، وذلك حينما حاولت قوة تابعة له، في 15 مايو الماضي، تأمين دخول رئيس الحكومة فتحي باشاغا من تونس، عبر منفذ رأس أجدير بين البلدين، إلا أن مجموعات مسلحة تنشط في مدينة نالوت غرب البلاد، منعتهم من الوصول إلى المعبر.
وبحسب الخبير العسكري الليبي محمد الصادق، فإن المخطط حاليا يرمي لإشعال حرب جديدة بين الميليشيات في ليبيا، حيث يستمر حشد عناصر المجموعات المسلحة خلال الفترة الماضية، ويصلها الدعم بالأسلحة والذخائر من أطراف عديدة.
وأوضح الصادق لموقع "سكاي نيوز عربية"، أنه مع غياب أجهزة الدولة في طرابلس "يصبح من المعتاد رؤية مظاهر الفوضى والاشتباكات وتبادل إطلاق النار وتدمير الممتلكات العامة والخاصة، وجرائم الخطف والقتل".
وبدوره، أشار المحلل السياسي الليبي خالد الترجمان، إلى أن الميليشيات تتصارع دائما داخل طرابلس على النفوذ، ولن تتوقف ما لم تعُد الأوضاع إلى طبيعتها، وتؤدي الأجهزة الأمنية مهامها في ظل قيادة موحدة.