بعد مضي ما يقارب العامين على خسارته، لا يزال الرئيس السابق دونالد ترامب متصدراً لأخبار المشهد الأميركي، على أكثر من جبهة.
ووسط أخبار ترشحه مجدداً للانتخابات الرئاسية الأميركية المقبلة، وإصراره على نكران النتيجة التي أوصلت منافسه جو بايدن إلى السلطة، يبقى اتهامه بالتحريض على هجوم الكابيتول 2021، واحداً من أكبر القضايا التي يواجهها.
وقال المدعي الفيدرالي السابق في نيويورك كيفين أوبراين لوكالة "فرانس برس"، إنه "ثمة احتمالات بأن يواجه ترامب اتهامات من قبل وزارة العدل".
وأوضح أنّ "الملف القانوني قوي وسيبدو مقنعا لهيئة المحلّفين، شرط أن يتمكّن المدّعون من الربط بين خطط ترامب ومحاميه جون إيستمان لإلغاء فرز الأصوات الانتخابية في الولايات الكبرى من ناحية، وتمرّد الكابيتول من ناحية أخرى".
وسعى ترامب لإقناع أتباعه بزيف نتيجة الانتخابات الرئاسية، وشجّعهم على التجمع في السادس يناير عام 2021، وطلب منهم التوجّه إلى الكابيتول، بينما كان المشرّعون يصادقون على نتائج الانتخابات الرئاسية.
وأظهرت جلسات الاستماع، خلال التحقيقات بالحادثة، أنّ رجل الأعمال البالغ من العمر 76 عاماً كان يعرف جيداً أنه خسر، نظراً للعدد المذهل من المرّات التي أخبره فيها أقرب مستشاريه بذلك.
ويمكن لوزير العدل الأميركي لميريك غارلاند أن يتوقع دعماً شعبياً قوياً إذا قرر اتهام دونالد ترامب، فنحو 60 بالمئة من الاميركيين يرون أنه يجب محاكمة الرئيس السابق، وفق استطلاع جديد أجرته شبكة "اي بي سي نيوز" ومركز "ايبسوس".
ولكن المدعي الفيدرالي السابق في سان دييغو، نعمة رحماني، أشار إلى أنّ وزير العدل لا يملك "الشجاعة" للبدء بهذه المعركة.
وقال لوكالة "فرانس برس" إن "اتهام رئيس سابق سيكون أمراً غير مسبوق وسيتطلّب مدّعياً قوياً مستعدّاً للتعامل مع قضية صعبة ومشحونة سياسياً".
وأضاف "لا أعتقد أنّ ميريك غارلاند هو ذلك المدّعي العام".
من جهته، اعتبر أستاذ القانون في كلية جورجيا، نيكولاس كريل، أن عدم ملاحقة دونالد ترامب سيشكل إهانة لأحد المبادئ الأساسية للعدالة الأميركية، ألا وهو "لا أحد فوق القانون"