نانسي بيلوسي اسم معروف جيدا في الصين منذ عقود خلت، وليس فقط مع زيارتها الأخيرة إلى تايوان، التي أثارت غضب بكين.
وكانت رئيسة مجلس النواب الأميركي قد غادرت في وقت سابق الأربعاء تايوان، في ختام زيارة إلى الجزيرة التي تعتبرها بكين جزءا لا يتجزأ من أراضيها.
وحبست الزيارة أنفاس العالم، خشية حدوث تطور لا يحمد عقباه، لكن شيئا من هذا لم يحدث بين الصين وأميركا، القوتين العظميين في العالم.
وقبل الزيارة وأثناءها وبعدها، وجه المسؤولون الصينون سهام النقد إلى نانسي بيلوسي، متهمين إياها بانتهاك سيادة الصين الوطنية، وإحداث "صدمة خطيرة في العلاقات الصينية الأميركية".
وهذه الانتقادات الصينية بحق بيلوسي ليست جديدة، خاصة أنها تتبنى مواقف مناهضة لحكومة بكين منذ أكثر من 30 عاما.
وتقول شبكة "سي أن بي سي" الأميركية إن بيلوسي معروفة جيدا في الصين، إذ لديها تاريخ طويل من انتقاد الحزب الشيوعي الصيني الحاكم تعود إلى عام 1989، مع اندلاع الاحتجاجات في ساحة تيانانمن بالعاصمة بكين.
وفي عام 1991، زارت بيلوسي عندما كانت نائبة في مجلس النواب الأميركي عن ولاية كاليفورنيا هذه الساحة مع اثنين من زملائها، حيث رفعوا لافتة تحيي ذكرى أولئك المتظاهرين.
وكانت بيلوسي من النواب الأميركيين الذين دفعوا باتجاه قرار يدين سلوك تعامل القوات الصينية في هذه الحادثة.
وسريعا تدخلت الشرطة الصينية التي كانت موجودة في المكان وأغلقت الساحة، وبعد عدة ساعات أصدرت وزارة الخارجية الصينية بيانا يدين سلوك بيلوسي، الذي وصفته بـ"المهزلة".
وتسبب بالأمر بالمتاعب للصحفيين، وكان من بين هؤلاء، مدير مكتب شبكة "سي إن إن" الأميركية في بكين حينها، مايك تشينوي، الذي تعرض للاعتقال إثر تصوير حادثة بيلوسي.
وقال تشينوي في مقال نشره في مجلة "فورين بوليسي" إنه لم يكن على علم بما كانت بيلوسي تخطط له، وهو ما أدى إلى اعتقاله عدة ساعات.
بيلوسي تتذكر
ولم تنس بيلوسي تلك اللحظات رغم مرور السنوات، ونشرت على حسابها الرسمي بموقع "تويتر" عام 2019 مقطع فيديو قديم يوثق تلك الرحلة، خصوصا رفع اللافتة السوداء اللون التي كتب عليها "إلى أولئك الذين ماتوا في سبيل الديمقراطية في الصين".
في عام 2002، وجهت بيلوسي إلى نائب الرئيس الصيني حينها، هو جينتاو، أربع رسائل تعبر عن القلق من اعتقال واحتجاز النشطاء في الصين والتبت، وتدعو إلى إطلاق سراحهم في تصرف بدا محرجا، لكن المسؤول الصيني رفض حينها قبول الرسائل.
وبعد 7 سنوات، كررت بيلوسي المحاولة، وحينها أصبح جيناتو رئيسا للصين، ودعت آنذاك لإطلاق سراح النشاط السياسيين.
حتى الألعاب الأوليمبية
وعارضت بيلوسي مساعي الصين لاستضافة الألعاب الأولمبية منذ عام 1993 على أساس انتهاكات حقوق الإنسان المزعومة، وفي نهاية المطاف تمكنت الصين من استضافة دورة الألعاب الأوليمبية عام 2008.
وفشلت النائبة الأميركية بإقناع الرئيس الأميركي الأسبق، جورج بوش الابن، بمقاطعة حفل افتتاح هذه الدورة.
وبالإضافة إلى البيانات الرسمية النارية في الصين، قالت صحيفة "غلوبال تايمز"، الصينية الناطقة بالإنجليزية قبل زيارة بيلوسي إلى تايوان إن السياسية الأميركية "الغريبة الأطوار" و"المتعصبة" لا تأبه بالآخرين.
وأضافت أن لدى بيلوسي إرادة قوية للغاية في إجراء تغيير في سياسة البيت الأبيض الراسخة تجاه الصين، خاصة فيما يتعلق بقضية تايوان.