قال خبراء لإذاعة "آسيا الحرة"، اليوم الأربعاء ، إن كوريا الشمالية ليست في وضع يسمح لها بعد بنشر أسلحة نووية تكتيكية، بما يمكنها من ضرب أهداف محددة لجارتها الجنوبية، لكن يرجح أن تبدأ تجربة مثل تلك الأسلحة في المستقبل القريب.
ووصفت وسائل الإعلام الرسمية في كوريا الشمالية، الإثنين، التجربة الصاروخية الأخيرة التي أجرتها البلاد بـ"محاكاة تحميل رؤوس حربية نووية تكتيكية" لضرب مراكز عسكرية في الجنوب.
غير أن خبراء أكدوا أن كوريا الشمالية بعيدة عن الوصول إلى مثل تلك القدرات، وأنه على الأرجح كانت تستعد لاختبار سلاح تكتيكي –قنبلة أصغر لا تستهدف إحداث دمار واسع النطاق– بموقع Punggye-ri للتجارب النووية تحت الأرض، حيث أجرت ست تجارب لأسلحتها النووية في وقت سابق.
وقال أولي هاينونين، النائب السابق لمدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية، لإذاعة آسيا الحرة، إن بيونج يانج ليس لديها ما يكفي من الوقود لإنتاج عدة أسلحة نووية تكتيكية.
وأشار إلى أن "الجزء الأكبر من البلوتونيوم الخاص بها يحتوي على تركيبة خاطئة للضربات المستهدفة قصيرة المدى"، مضيفا أن كوريا الشمالية تسعى جاهدة "لإنتاج مواد انشطارية جيدة من أجل تصغير الأسلحة النووية".
لكن حتى بمجرد أن تجمع بيونج يانج ما يكفي من البلوتونيوم المخصب، بحسب قوله، ستؤدي تجارب الأسلحة إلى نفاد الامتدادات، مشيرًا إلى "أنهم يحتاجون إلى إجراء تجارب نووية إذا أرادوا تصغير الأسلحة. وبمجرد تجربتها، سيرون إذا نجحت. حينها فقط يمكنهم تصنيع المزيد من الأسلحة الأكثر كفاءة والأصغر".
وقال بروس بينيت، باحث أول بشؤون الدفاع في مؤسسة راند، إن التجارب الصاروخية الأخيرة لم تكن بحد ذاتها اختبارات تشغيلية خطيرة، مشيرًا إلى أن كيم جونج أون ربما كان مدفوعا برغبة "للتأكد من أن طاقم العاملين لديه يفهمون حقا كيفية إطلاق الصواريخ".
وأضاف بينيت لإذاعة آسيا الحرة أنه "في العمليات الحقيقية، ستحتاج تلك الصواريخ لإطلاقها في غضون بضع عشرات الثواني من بعضها البعض".
وتابع: "لكن في التجارب الخمس الأخيرة التي أجرتها كوريا الشمالية وتضمنت صاروخين، كان أقصر فترة فاصلة بين عمليات الإطلاق 9 دقائق، والأطول 22 دقيقة، والمتوسط 14 دقيقة. هذا ليس عمليا حقا".
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكي نيد برايس، خلال مؤتمر صحفي، الثلاثاء، إن الولايات المتحدة ملتزمة بـ"الحوار والدبلوماسية" لنزع فتيل التوترات مع كوريا الشمالية، وتضمن أيضًا أن "قدرات الردع الخاصة بها حيث يجب أن تكون".
وأضاف برايس: "نريد رؤية نزع كامل للسلاح النووي من شبه الجزيرة الكورية. نعتقد أن أفضل طريقة لفعل ذلك هي عبر الدبلوماسية – من خلال الدبلوماسية القائمة على المبادئ الصلبة مع جمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية. لكن من الواضح أن جمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية ليست هناك بعد".
وأجرت كوريا الجنوبية قبل أسبوع عدة اختبارات صاروخية، أججت التوتر في شبه الجزيرة الكورية ، فيما نددت الولايات المتحدة واليابان بتلك التجارب .
تابعوا آخر أهل مصر على Google News
