بعد انسحاب مماثل من مالي ولاول مرة في تاريخ الوجود الفرنسي في افريقيا قالت وزارة الدفاع الفرنسية يوم الخميس سحبها آخر وحدة عسكرية قوامها 130 فردا من جمهورية إفريقيا الوسطى. وقالت وزارة الدفاع في بيانها: 'في 15 ديسمبر، غادر الجنود الفرنسيون الذين كانوا متواجدين في جمهورية إفريقيا الوسطى، في إطار المهمة اللوجستية (MISLOG) تحت مظلة القيادة الوطنية'. مشيرة إلى أن 'المهمة التي شارك في في تنفيذها 130 عسكريا فرنسيا، لم يعد لها مبرر عملي'.
في عام 2021، قررت باريس تعليق التعاون العسكري مع افريقيا الوسطى لأنها اعتبرت أنها متواطئة مع حملة مناهضة للفرنسيين تقف خلفها روسيا ـ وفق الرواية الفرنسية. وكانت الوحدة الفرنسية داخل بعثة (MISLOG) مسؤولة عن أيصال الإمدادات المادية - التقنية للقاعدة، التي يتمركز فيها أعضاء بعثة التدريب التابعة للاتحاد الأوروبي، وبعثة الأمم المتحدة، في العاصمة بانغي، من أجل تحقيق الاستقرار في جمهورية أفريقيا الوسطى.
عودة آخر 130 جندي فرنسي إلى باريس
في وقت سابق أعلنت هيئة الأركان العامة الفرنسية، خروج آخر جندي فرنسي من أفريقيا الوسطى، ضمن المهمة اللوجيستية في هذه الدولة الأفريقية، على متن طائرة عسكرية متجهة إلى باريس. ولفتت إلى أن 'هذه المهمة، التي حشدت نحو 130 جنديًا فرنسيًا، لم يعد لها أي مبرر عملي، وقد سُلم معسكر مبوكو إلى سلطات أفريقيا الوسطى في 13 ديسمبر'، مؤكدة أن 'تسليم القاعدة العسكرية تم بشفافية وبتواصل مستمر مع سلطات جمهورية أفريقيا الوسطى'.
وأشارت الهيئة، إلى أنه 'حتى رحيلهم، استمر الجنود الفرنسيون في أداء مهمتهم اللوجستية، بالإضافة إلى أعمال الدعم لسكان أفريقيا الوسطى ولا سيما لصالح الشباب'. هذا وكانت سلطات فرنسا، أعلنت العام الماضي، تعليق تعاونها العسكري مع أفريقيا الوسطى بعد تعزيز التعاون العسكري بين بانغي وموسكو. وفي أغسطس الماضي، خرج آجر جندي فرنسي من مالي، التي بدورها عززت التعاون العسكري مع روسيا.