ناشد المستشار الألماني أولاف شولتس، كوريا الشمالية وقف تجاربها النووية والصاروخية.
وقال شولتس اليوم الأحد، خلال زيارته لمنطقة الحدود بين الكوريتين: 'هذه التجارب الباليستية يجب أن تتوقف. محاولة التعزيز النووي يجب أن تتوقف. هذا يعد تهديدا للسلام والأمن في المنطقة'.
يشار إلى أنه منذ تولي كيم جونج أون السلطة في كوريا الشمالية في نهاية عام 2011، تسببت الدولة المعزولة سياسيا إلى حد كبير، في توترات دولية بصورة دائمة، لاسيما بسبب تجارب الصواريخ وبرنامج الأسلحة النووية الخاص بها.
ووصف شولتس الوضع بأنه خطير، كما وصف زيارة منطقة الحدود بأنها مهمة للغاية ومؤثرة، وذلك بالنظر إلى فترة تقسيم ألمانيا بين عامي 1949 و1990، وقال: 'تم توحيد ألمانيا حاليا من جديد. من حسن حظنا حدوث ذلك'، وأشار إلى أنه يمكن للمرء استشعار حجم هذه السعادة عند المرور على هذه الحدود (بين الكوريتين).
يشار إلى أن الكوريتين -الجنوبية الديمقراطية والديكتاتورية الشيوعية في الشمال- لا تزالان وفقا للقانون الدولي في حالة حرب منذ انتهاء الحرب الأهلية في عام 1953.
وزار شولتس برفقة زوجته السيدة بريتا إرنست المنطقة منزوعة السلاح بعرض أربعة كيلومترات على الحدود.
كان المستشار الألماني الراحل هيلموت كول زار المنطقة الحدودية بين الكوريتين في عام 1993، أي بعد أعوام قليلة من انهيار سور برلين وأعرب كول آنذاك عن أمله في إعادة توحيد شطري الجزيرة الكورية في غضون عقد، لكن لم يتحقق شيء من هذا الأمل بعد.
وبعد مرور 30 عاما على زيارة كول، تحدث المستشار الألماني الحالي شولتس عن 'الموقف الخطير الذي لم يتغير' بين الكوريتين.
ووصف زيارته للمنطقة الحدودية بأنها مؤثرة في ضوء تقسيم شطري ألمانيا في الفترة بين 1949 حتى 1990، وقال:' ألمانيا عادت موحدة حاليا وهذا من حسن حظنا'.
مبادرة للتهدئة
كان الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب قام بمبادرة للتهدئة بين الجانبين لكنها لم تفلح. وتوجه شولتس إلى نفس المكان الذي صافح فيه ترامب الزعيم الكوري الشمالي كيم في المنطقة الحدودية عام 2019 .
وطالع شولتس وزوجته بريتا إرنست في هذه المنطقة بطول الحدود، الثكنات الزرقاء التي جرى فيها التفاوض على اتفاقية وقف إطلاق النار، التي تم إبرامها في يوليو 1953 بعد انتهاء الحرب بين شطري الجزيرة الكورية والتي استغرقت ثلاثة أعوام.
وكان يجري مراقبة شولتس عن طريق منظار في المبنى الزجاجي المقام على الجانب الكوري الشمالي، وداخل الثكنة الزرقاء التي تتواجد فيها طاولة المفاوضات فوق خط الحدود، وطأ شولتس الأراضي الكورية الشمالية لفترة وجيزة.
يذكر أن شولتس قام بزيارة كوريا الجنوبية في طريق عودته من اليابان إلى ألمانيا حيث كان يشارك في قمة مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى، واستغرقت زيارة شولتس لكوريا الجنوبية ساعات قليلة حيث التقى في العاصمة سول الرئيس الكوري الجنوبي يون سوك يول.
ويتمثل السبب الرئيسي لهذه الزيارة في سعي شولتس إلى تقليل اعتماد الاقتصاد الألماني على الصين وتوسيع نطاق علاقات برلين مع آسيا.
وتعد كوريا الجنوبية رابع أقوى اقتصاد في آسيا بعد الصين واليابان والهند.
مؤتمر صحفي
وخلال مؤتمر صحفي مشترك مع شولتس، قال يون إنه اتفق مع المستشار الألماني على توسيع نطاق العلاقات التجارية والاستثمارية لتشمل 'فروع الصناعة المتطلعة للمستقبل'، وذكر من هذه الفروع الهيدروجين وأشباه الموصلات والتكنولوجيا الحيوية والطاقات النظيفة، وقال إن ' كوريا الجنوبية وألمانيا تعتزمان تعزيز شراكتهما في سلاسل التوريد نظرا لتنامي حالة عدم الاستقرار على صعيد الاقتصاد العالمي ونظرا للصراعات الجيوسياسية'.
وأضاف يون أن الدولتين عازمتان على عقد اتفاقية لحماية الأسرار العسكرية في أقرب وقت ممكن، مشيرًا إلى أن الاتفاقية ستساعد على 'ضمان التشغيل السلس لسلاسل التوريد في مجال الصناعة الدفاعية'.