قالت صحيفة إسرائيلية إن الجمهور الإسرائيلي وبعض أعضاء الكنيست اقتنعوا بأن الرواية الإسرائيلية عما حدث في 7 أكتوبر الماضي لم تكن حقيقية.
وعبّر كاتب المقال الصادر، الإثنين، في صحيفة “ذا ماركر” الإسرائيلية، عن استيائه من أن النظريات التي وصفها بأنها “باطلة” بدأت “تتغلغل تدريجيا في المجتمع الإسرائيلي”.
واعتبر مقال الصحيفة الصادرة عن مجموعة “هآرتس” الإسرائيلية أن من يقف وراء الرواية يحملون مواقف “معادية لإسرائيل والسامية”، موضحا أن عددا واسعا من الإسرائيليين أصبح يثق بأن “حماس لم تعتزم قتل المدنيين بل كانت تستهدف الجنود”، وأنها لم ترتكب “الاغتصاب وقطع الرؤوس”.
ضحايا 7 أكتوبر قُتلوا في تبادل إطلاق النار
وقال الكاتب مستاءً من ذلك، إن عددا من الإسرائيليين أصبحوا يرددون أن “ضحايا 7 أكتوبر قُتلوا في تبادل إطلاق النار أو بواسطة الجيش الإسرائيلي”، وأضاف أن “نظريات المؤامرة هذه وحملات الأخبار الكاذبة تعتمد بشكل حصري على شظايا شهادات وصور، لكنها تتجاهل تمامًا أي معلومات حقيقية تتعارض معها”.
وأفادت الصحيفة أن مقاطع فيديو -شككت في صحتها- أصبحت تَروج داخل إسرائيل، تبين أن القتلى في مستوطنة “كيبوتس بئيري” كانوا بنيران الدبابات الإسرائيلية، وأن “حماس لم تقتل أي مواطن هناك”.
وتابعت أن “الجيش الإسرائيلي أطلق النيران على الرهائن في بئيري وقصف المنازل لعدة أيام بعد بداية الحرب دون أن يعرف ما إذا كان المقاومون بداخلها أم لا”.
وهاجمت الصحيفة الإسرائيلية من صدقوا هذه النظرية، قائلة إنهم يقتنعون بأن “الجيش الإسرائيلي قتل مواطنيه، فيما يُبقي مقاتلو حماس الرهائن لديهم على قيد الحياة ويعاملونهم بإنسانية”.
ويرى عدد من الإسرائيليين وأعضاء من الكنيست، وفق الصحيفة التي حاول كاتبها نسف هذه الرواية، أن “هدف هجوم مقاتلي حماس كان خطف الرهائن لتنفيذ صفقة تبادل أسرى مع إسرائيل، وأن إسرائيل تختلق الأكاذيب لتبرير قصفها لغزة”.
وذهبت الصحيفة إلى أن من يتبنون النظرية التي تكذب السردية الإسرائيلية، يرون أن “الجيش الإسرائيلي يفضل قتل الجنود الإسرائيليين على السماح باختطافهم، وهو ما فعله مرارا”.
وقال الكاتب إن “من يصدقون هذه الرواية” يروجون لمقطع فيديو يبين أن قتل إسرائيليين في حفل الطبيعة “نوفا” لم يحدث، وإنما “كان عدد القتلى مرتفعا بسبب تبادل إطلاق النار بين قوات الجيش والشرطة الإسرائيلية من جهة ومقاتلي حماس الذين كانوا في طريقهم إلى قاعدة عسكرية للجيش”.
ودحضت الرواية التي تداولها إسرائيليون على نطاق واسع والتي يعبّر الكاتب عن استيائه من انتشارها، الادعاءات التي تقول إن “حماس اغتصبت وقطعت الرؤوس وقتلت الرضع وحرقت الضحايا وهم على قيد الحياة”.
صور مزيفة من صُنع الذكاء الاصطناعي
وقال الكاتب إن “متبنّي الرواية” يشككون في الصور التي نشرتها إسرائيل عن يوم 7 أكتوبر -وبينها صورة جثة رضيع- ويقولون عبر منصة “إكس” إنها “صور مزيفة من صُنع الذكاء الاصطناعي”.
وأقر الكاتب بأن بعض الأحداث التي رُوّج لها كانت كاذبة مثل “إحراق مقاتلي حماس رضيعا في فرن”، معتبرا أن من يتبنون الرواية المفندة لتلك الرسمية “يستغلون مثل هذه الأخطاء للتشكيك في الهجوم واعتباره أكاذيب إسرائيلية”.
وقالت الصحيفة إن “نظريات المؤامرة” هذه ترَوّج بشكل كبير خارج إسرائيل، وتتغلغل شيئًا فشيئًا داخلها. وأضافت “نَشر إسرائيلي على “إكس” هذا الأسبوع منشورا أثار ضجة واسعة، قال فيه إن حوالي 400 شخص فقط قُتلوا في هجوم 7 أكتوبر، وإنهم لم يُذبحوا، وإن جزءا منهم قُتلوا بتبادل إطلاق النار، ولم يكن هدف حماس القتل ولكن السيطرة على المستوطنات”.