قال المستشار الألماني أولاف شولتز، إن بلاده لا تؤيد هجوماً إسرائيلياً واسع النطاق على مدينة رفح جنوب قطاع غزة، في حين قال رئيس الوزراء البلجيكي ألكسندر دي كرو، إنه لا يمكن قبول أزمة تدفع نصف سكان القطاع إلى حافة المجاعة، في تصريحات متفرقة.
المستشار الألماني أوضح في تصريح صحفي قبيل قمة قادة الاتحاد الأوروبي بالعاصمة البلجيكية بروكسل، أن الشرق الأوسط سيكون على أجندة القمة، وأضاف: 'نحن لا نؤيد شن هجوم كبير على رفح ، وأنا أكدت ذلك بنفسي في إسرائيل'.
ويُصر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تنفيذ اجتياح بري لرفح؛ بزعم أنه ضروري للقضاء على ما تبقى من حركة 'حماس'.
وأعرب شولتز عن أمله في تحقيق وقف إطلاق نار طويل الأمد في قطاع غزة، يسمح بالإفراج عن جميع الأسرى، مشدداً على أهمية دخول مزيد من المساعدات الإنسانية إلى غزة.
أضاف: 'أبلغت الحكومة الإسرائيلية أن هدفنا أن تصل 500 شاحنة أو ما يعادلها إلى القطاع'، وقال مجدداً إن 'لإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها'، مشيراً إلى أنه ينظر بقلق إلى التطورات المتعلقة بالصراع في غزة.
ورغم مثولها أمام محكمة العدل الدولية بتهمة ارتكاب 'إبادة جماعية'، تواصل إسرائيل حربها على القطاع الذي تحاصره منذ 17 عاماً ويسكنه نحو 2.3 مليون فلسطيني يعانون أوضاعاً كارثية.
اليوم نرى الناس على حافة المجاعة في غزة
في سياق متصل، شدد رئيس الوزراء البلجيكي ألكسندر دي كرو، على وجوب السماح بتقديم المساعدات الإنسانية لغزة براً، مبيناً أنه لا يمكن قبول أزمة تدفع نصف سكان القطاع إلى حافة المجاعة، وذلك في تصريح أدلى به للصحفيين، الخميس، قبيل مشاركته في قمة زعماء دول الاتحاد الأوروبي بالعاصمة بروكسل.
وقال في هذا الصدد: 'من غير الممكن قبول أزمة ناجمة عن صنع الإنسان، أن تدفع نصف سكان غزة إلى حافة المجاعة'، مؤكداً أن الوضع في غزة 'مأساوي'، وأضاف: 'اليوم نرى الناس على حافة المجاعة يحاولون إشباع بطونهم من خلال تناول الأعشاب'.
وذكر أن أوروبا يجب أن تتحمل مسؤولية ضمان السلام في المنطقة، وأنه ينبغي للاتحاد الأوروبي تبني دور قيادي بدلاً من متابعة التطورات.
وأردف: 'لقد حان الوقت لنكون واضحين بشأن المطالبة بوقف فوري لإطلاق النار من أجل إطلاق سراح الرهائن وتوجيه الجميع إلى هدف معين وهو حل الدولتين'.
كما أشار إلى أن بلجيكا قدمت مساعدات إنسانية كثيرة لغزة جواً حتى الآن، وأنها ستشارك أيضاً في المساعدات المزمع تقديمها عبر الممر البحري من قبرص الرومية.
واستطرد دي كرو: 'الإنزال الجوي للمساعدات ليس حلاً، صحيح أنه لا بد من القيام به، لكنه ليس حلاً. الحل الحقيقي هو إيصال المساعدات براً'.
وتقيد إسرائيل وصول المساعدات الإنسانية إلى غزة؛ مما تسبب بشح إمدادات الغذاء والدواء والوقود وبمجاعة أودت بحياة أطفال ومسنين في القطاع الذي تحاصره إسرائيل منذ 17 عاماً، ويسكنه نحو 2.3 مليون فلسطيني في أوضاع كارثية.
وخلَّفت الحرب التي تشنها إسرائيل على غزة منذ 7 أكتوبر الماضي، عشرات آلاف الضحايا المدنيين، معظمهم أطفال ونساء، ودماراً هائلاً، بحسب بيانات فلسطينية وأممية؛ ما أدى إلى مثول إسرائيل، للمرة الأولى منذ قيامها في 1948، أمام محكمة العدل الدولية بتهمة ارتكاب 'إبادة جماعية'.