هل تضحي روسيا بقواعدها العسكرية ومصالحها في سوريا ثمنًا لحماية الأسد

يشهد الملف السوري توترات متزايدة، حيث تتنافس قوى إقليمية ودولية على النفوذ في هذا البلد. وتواجه روسيا تحديات كبيرة في الحفاظ على وجودها العسكري في سوريا، خاصة في ظل الضغوط الغربية والتحولات الداخلية في سوريا. كما أن التهديدات التي تلوح في الأفق، مثل المؤامرة المزعومة التي تحدثت عنها الاستخبارات الروسية، تزيد من تعقيد المشهد وتجعل من الصعب التنبؤ بمستقبل العلاقات بين روسيا وسوريا.

الغموض يلف مصير الوجود العسكري الروسي

فلا يزال الغموض يلف مصير الوجود العسكري الروسي في سوريا في ظل الإدارة السورية الجديدة. فبينما تسعى موسكو للحفاظ على قواعدها في حميميم وطرطوس، والتي تمثل رأس حربة نفوذها في المنطقة، تواجه ضغوطاً متزايدة من قبل المجتمع الدولي، خاصة الغرب، الذي يطالب بمحاسبة النظام السوري على جرائمه. وفي الوقت الذي تبدي فيه الإدارة السورية الجديدة مرونة في التعامل مع هذا الملف، فإنها تواجه تحديات داخلية وخارجية قد تؤثر على قراراتها النهائية بشأن العلاقة مع روسيا.

تتطلع روسيا إلى الحفاظ على مصالحها الاستراتيجية في سوريا، والتي تتجاوز مجرد وجود عسكري، لتشمل تأمين نفوذها في المنطقة، وحماية حلفائها، وتقويض النفوذ الغربي. وفي سبيل تحقيق هذه الأهداف، قد تكون موسكو مستعدة لتقديم بعض التنازلات، مثل تأجيل بعض المطالب المتعلقة بمحاسبة النظام السوري، مقابل ضمان استمرار وجودها العسكري في سوريا.