في تصعيد جديد لأعمال العنف التي يشهدها السودان، لقي 65 شخصاً على الأقل مصرعهم وأصيب العشرات جراء قصف مدفعي استهدف منطقتين في البلاد.
وتصاعدت حدة القتال في السودان مع استهداف مدفعي دامٍ نفذته قوات الدعم السريع على سوق شعبي في مدينة أم درمان، بالإضافة إلى قصف مماثل استهدف مدينة الأبيض في ولاية شمال كردفان.
و شهدت مدينة أم درمان، شمال غرب العاصمة الخرطوم، مجزرة مروعة، حيث قصفت مدفعية قوات الدعم السريع سوق صابرين الشعبي، الذي كان يعج بالمدنيين المتسوقين. أسفر القصف عن مقتل 56 شخصاً على الفور، وإصابة 106 آخرين بجروح خطيرة، حسبما أفادت به وزارة الصحة السودانية في أشارت وزارة الصحة إلى أن عدد الضحايا مرشح للارتفاع، حيث لا يزال بعض المدنيين عالقين تحت الأنقاض، ويجري البحث عنهم. ووصف شهود عيان مشاهد مروعة، حيث تناثرت جثث الضحايا وأشلاء الجرحى في السوق، وسط حالة من الذعر والفوضى.
المجتمع الدولى يدعو إلى وقف القتال
لم تقتصر أعمال العنف على أم درمان، حيث تعرضت مدينة الأبيض في ولاية شمال كردفان لقصف مدفعي مماثل من قوات الدعم السريع.
ضحايا في الأبيض: أسفر القصف عن مقتل 9 مدنيين في مدينة الأبيض، وإصابة آخرين بجروح. يأتي هذا القصف في سياق تصاعد القتال بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع، الذي اندلع منذ منتصف أبريل 2023.
معاناة المدنيين: يدفع المدنيون ثمن هذا النزاع، حيث يواجهون ظروفاً إنسانية قاسية للغاية، مع نقص حاد في الغذاء والدواء والمياه الصالحة للشرب.
نزوح ولجوء: نزح الملايين من منازلهم بسبب القتال، ويعيشون في مخيمات مكتظة أو في العراء، ويعاني الكثيرون من الصدمات النفسية والإصابات الجسدية. وناشد المجتمع الدولي مراراً وتكراراً الأطراف المتحاربة في السودان بوقف القتال وحماية المدنيين. مطالبات بالتحقيق: دعت منظمات حقوقية دولية إلى إجراء تحقيق مستقل في هذه الهجمات الدامية، وتقديم المسؤولين عنها إلى العدالة. ونُقِل القتلى والجرحى إلى مستشفى النو وسط مدينة أمدرمان، والذي تحول إلى ساحة لسرادق كبير يملأه بكاء عائلات القتلى والمصابين، بينما سعت الأطقم الطبية بإمكانات قليلة في إنقاذ الجرحى، وفق شاهد تحدث لـ(عاين).
وقال وزير الصحة المكلف د. فتح الرحمن محمد الأمين: “نُقِل الجرحى والقتلى إلى مستشفى النو ومستشفيات أخرى، وأُدْخِلَت الحالات الحرجة إلى عمليات عاجلة، بعد استدعاء الجراحين والكوادر الطبية وتوفير أدوية الطوارئ اللازمة، وتجهيز سيارات الإسعاف، وكل ذلك في سبيل إنقاذ حياة المصابين”. وفقا لوكالة السودان للانباء. وتداول نشطاء مقاطع مصورة على مواقع التواصل الاجتماعي تظهر الضحايا من المدنيين وبائعي الخضروات في سوق صابرين، وهم يسبحون في دمائهم، بعد القصف المدفعي الذي استهدفت به قوات الدعم السريع سوق صابرين. وأدانت قوى سياسية ومدنية في السودان ما وصفته بالمجزرة بحق المدنيين في سوق صابرين نتيجة قصف مدفعي عشوائي، وحملت قوات الدعم السريع المسؤولية الكاملة لهذه الجريمة. وبعد الدمار الذي شهدته الأسواق والمراكز التجارية في مدينة أمدرمان التي يتقاسم الجيش وقوات الدعم السريع السيطرة عليها، وتحول سوق صابرين إلى مركز تجاري كبير، يخدم ثقلاً سكانياً في منطقة شمال أمدرمان والثورات التي تخضع إلى سيطرة القوات المسلحة السودانية. واتهمت وزارة الخارجية في الحكومة التي يقودها الجيش من بورتسودان في بيان صحفي “قوات الدعم السريع باستهداف سوق صابرين المكتظ بالمتسوقين عن عمد، قصدت منه إيقاع أكبر عدد من القتلى المدنيين، وهي توجه آليتها العسكرية نحو المواطنين بعد هزائمها للابتزاز وفرض نفسها كطرف سياسي وفي الصراع”.