تتواصل الاشتباكات في محافظتي اللاذقية وطرطوس بين القوات الحكومية السورية وفلول النظام السابق، وسط تصاعد التوتر في المنطقة الساحلية.
وأعلنت قوات الأمن عن فرض حظر تجوال في المدينتين، تزامنًا مع بدء عمليات تمشيط واسعة لملاحقة المجموعات المسلحة بقيادة الضابط السابق سهيل الحسن، أحد أبرز قادة النظام السابق.
وأكد مصدر أمني سوري، في تصريحات لوكالة الأنباء السورية "سانا"، أن عمليات التمشيط تستهدف عناصر الفلول الموالية للأسد وكل من يدعمهم، داعيًا المدنيين إلى الالتزام بمنازلهم والإبلاغ عن أي تحركات مشبوهة.
وأوضح المصدر أن من يسلم سلاحه سيحصل على معاملة قانونية عادلة، في محاولة لاحتواء الموقف بأقل خسائر ممكنة.
وفي مدينة بانياس، دخلت أرتال عسكرية تابعة لوزارة الدفاع لدعم قوات الأمن العام، بينما أكدت قيادة العمليات الأمنية أنها لن تسمح لأي جهة بالعمل خارج إطار الدولة، متعهدة بحماية المدنيين وفرض الأمن بقوة القانون.
وأوضحت القيادة أن المرحلة الحالية تتطلب انضباطًا صارمًا، مشددة على أن سوريا ستظل موحدة رغم التحديات.
مقتل أكثر من 70 شخصًا فى الاشتباكات
فيما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بسقوط أكثر من 70 قتيلًا في الاشتباكات، بينهم 28 من فلول الأسد و16 عنصرًا من قوات الأمن، إضافة إلى 4 مدنيين.
وذكر المرصد أن المواجهات الأعنف دارت في مدينة جبلة، حيث نصب المسلحون كمائن للقوات الحكومية، ما أسفر عن خسائر بشرية كبيرة.
وجاءت الاشتباكات عقب ثلاثة أشهر من الإطاحة بالأسد، حيث يواجه الرئيس السوري أحمد الشرع تحديات معقدة لإعادة توحيد البلاد بعد 13 عامًا من الحرب.
الساحل السورى يعرقل استقرار النظام الجديد
ولا تزال المنطقة الساحلية تشكل بؤرة توتر، في ظل التمدد الإسرائيلي في المنطقة العازلة.
من جانبها، أكدت قيادة العمليات الأمنية أنها تعمل وفق خطط مدروسة لحسم الموقف سريعًا، مع التزام صارم بحماية المدنيين والممتلكات العامة.
ودعت القيادة المواطنين إلى الابتعاد عن مناطق العمليات العسكرية، مشيرة إلى أن هذه التحركات تستهدف فرض الأمن بعيدًا عن منطق الثأر أو الانتقام.
حظر تجوال واشتباكات لا تتوقف
في هذا السياق، أعلنت السلطات عن تمديد حظر التجوال في طرطوس حتى ظهر الجمعة لأسباب أمنية، مع استمرار حملات التمشيط في القرى والبلدات المحيطة.
وشهد السكان إطلاق نار كثيفًا، ما أثار مخاوف من توسع رقعة الاشتباكات، خاصة مع استمرار الملاحقات الأمنية للمسلحين في المناطق الجبلية الوعرة.
وأكدت الحكومة السورية أنها مصممة على استكمال جهود إعادة الإعمار، وفرض سلطة الدولة على كامل الأراضي.