ads

بالفيديو : رفع العلم الفلسطيني وهزيمة الملاكم الإسرائيلي في روما .. دلالات هزيمة استراتيجية متصاعدة لإسرائيل ( ربح بيع السنوار )

الملاكم يرفع علم فلسطين
الملاكم يرفع علم فلسطين

في مشهد يتجاوز كونه مجرد نزال رياضي، حقق المقاتل الأيرلندي بادي مكوري انتصاراً مدوياً على المقاتل الإسرائيلي شوكي فاراج في مباراة للفنون القتالية المختلطة أقيمت في العاصمة الإيطالية روما يوم الجمعة الماضي

. ما أضفى على هذا الانتصار بعداً استراتيجياً ودلالات رمزية عميقة، هو ما أعقبه من رفع مكوري للعلم الفلسطيني وترديده لعبارة 'فلسطين حرة' مباشرة أمام خصمه الإسرائيلي ووسط تفاعل جماهيري واسع. هذا الحدث، وإن كان فردياً، يسلط الضوء على تآكل متزايد في صورة إسرائيل على الساحة الدولية، ويعكس ما يمكن وصفه بـ'هزيمة استراتيجية' تتجاوز ميادين القتال التقليدية.

الأبعاد الرمزية للواقعة: "الهزيمة" في عقر دار الخصم

'الهزيمة' في عقر دار الخصم (الرمزي): إيطاليا، كدولة غربية، تُعد عادة حليفاً تقليدياً لإسرائيل. حدوث هذه الواقعة، حيث يهزم مقاتل أيرلندي خصماً إسرائيلياً ويرفع علم فلسطين ويردد هتافات داعمة لها في قلب أوروبا، يشكل ضربة رمزية لصورة إسرائيل، ويظهر أن الدعم التقليدي لها بدأ يتآكل حتى في الدول التي كانت تُعتبر حليفة.

تأثير الرأي العام العالمي: التفاعل الواسع للجمهور مع فعل الملاكم الأيرلندي يؤكد أن الرأي العام العالمي، وخاصة الشباب، أصبح أكثر تعاطفاً مع القضية الفلسطينية ورفضاً للسياسات الإسرائيلية. لم يعد مجرد 'صراع' يتم مناقشته في أروقة السياسة، بل أصبح قضية أخلاقية وإنسانية تثير المشاعر وتدفع الأفراد لتبني مواقف علنية داعمة.

تسييس الرياضة كمنصة للمقاومة الناعمة: لطالما حاولت إسرائيل إظهار نفسها كدولة 'طبيعية' ومندمجة في المشهد الرياضي والثقافي العالمي. لكن هذه الحادثة، وما سبقها من حالات رفض لمواجهة لاعبين إسرائيليين في مختلف الألعاب الرياضية، تبرز كيف تتحول الرياضة إلى منصة للمقاومة الناعمة وللتعبير عن الرفض الشعبي للجرائم التي تُرتكب بحق الشعب الفلسطيني. هذا التسييس يُضعف 'القوة الناعمة' الإسرائيلية ويُعرِّي صورتها أمام العالم.

تآكل 'شرعية' الوجود الإسرائيلي: عندما يردد ملاكم أيرلندي في وجه خصم إسرائيلي 'فلسطين حرة' أمام آلاف المشاهدين، فهذا لا يقتصر على كونه مجرد تعبير عن الرأي، بل يعكس تزايد التشكيك في شرعية الاحتلال والسياسات الإسرائيلية. تتجاوز هذه الهتافات حدود النزاع إلى دعوة واضحة للحرية والإنهاء للاحتلال.

الرد على الرواية الإسرائيلية: في ظل السردية الإسرائيلية التي تحاول تصوير نفسها كضحية للإرهاب والدفاع عن النفس، تأتي مثل هذه الأحداث لتكسر هذه الرواية وتكشف عن وجه آخر للصراع، وجه يرى إسرائيل كقوة احتلال ترتكب جرائم، مما يدفع الأفراد والشعوب إلى التعبير عن غضبهم بشتى الطرق.

تأثير الجرائم المتصاعدة: الإشارة في الخبر إلى أن 'اللاعبين الإسرائيليين يواجهون رفضًا بسبب الجرائم التي يرتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي' هي نقطة جوهرية. إن وحشية العمليات العسكرية الإسرائيلية وتداعياتها الإنسانية في الأراضي الفلسطينية، والتي يتم بثها على نطاق واسع عبر وسائل التواصل الاجتماعي والإعلام، تتسبب في رد فعل عالمي متزايد، وهذا يترجم إلى رفض شعبي في مجالات متنوعة كالرياضة والفن.

دلالات الهزيمة الاستراتيجية: ربح بيع السنوار

الهزيمة الاستراتيجية لإسرائيل هنا لا تعني بالضرورة هزيمة عسكرية على أرض المعركة، بل هي هزيمة على مستوى الصورة الدولية، الشرعية، الدعم الشعبي العالمي، والقوة الناعمة وهو ما يؤكد نجاح رهان قائد حماس الشهيد يحي السنوار. ويمكن تلخيص دلالاة ذلك في النقاط التالية:

فقدان التعاطف: بدأت إسرائيل تفقد التعاطف الذي اكتسبته تاريخياً بعد المحرقة، وذلك بسبب تصرفاتها وسياساتها التي يراها العالم كاعتداء على حقوق الإنسان والقانون الدولي.

عزلة متزايدة: على الرغم من الدعم الرسمي من بعض الدول الغربية، إلا أن إسرائيل تواجه عزلة شعبية وثقافية متزايدة، تظهر في حملات المقاطعة (BDS)، الاحتجاجات، ورفض التعامل مع ممثليها في المحافل الدولية.

تغير في السردية: الرواية الفلسطينية تكتسب أرضية أوسع في الوعي العالمي، مما يهدد السردية الإسرائيلية المهيمنة ويُظهر الجانب الآخر من النزاع.

صعوبة ممارسة الدبلوماسية العامة: يزداد صعوبة قيام إسرائيل بالدبلوماسية العامة وتجميل صورتها، مع تزايد الشواهد التي تكشف عن ممارساتها.

الخلاصة:

حادثة الملاكم الأيرلندي بادي مكوري ليست مجرد واقعة فردية، بل هي جزء من نمط أوسع يعكس تغيرًا في المزاج العالمي تجاه إسرائيل. إنها تذكير بأن الحرب لم تعد تقتصر على القوة العسكرية، بل تمتد لتشمل المعارك على صعيد الرواية، الشرعية، والرأي العام. وفي هذا السياق، يبدو أن إسرائيل تواجه تحدياً استراتيجياً متنامياً، يهدد بتقويض مكانتها وتأثيرها على المدى الطويل، ما لم يتم إجراء تغييرات جذرية في سياستها وتوجهاتها.

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً