كشف المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل غروسي، اليوم (الخميس) عن زيارة مهمة قام بها برفقة فرق من الوكالة إلى مواقع رئيسية مرتبطة بالأنشطة النووية السورية السابقة. تأتي هذه الزيارة في سياق جهود الوكالة المستمرة لتوضيح ملابسات الأنشطة النووية التي قامت بها سوريا في الماضي.
وفي تصريح له عبر منصة 'إكس'، أكد غروسي أن الزيارة تمت 'دون أي قيود'، واصفاً إياها بـ 'خطوة حاسمة لحل القضايا العالقة' فيما يتعلق بالملف النووي السوري. هذا التصريح يوحي بتقدم ملحوظ في التعاون بين الجانبين، والذي طالما سعت إليه الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
ملابسات الأنشطة النووية السورية
تمثل الزيارة التي قام بها المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل غروسي، إلى سوريا، وتفقده لمواقع مرتبطة بأنشطة نووية سابقة، تطوراً مهماً للغاية في مسار ملف ظل عالقاً ومثيراً للجدل لسنوات طويلة. هذه الزيارة، التي جاءت في سياق جهود الوكالة المستمرة لتوضيح ملابسات الأنشطة النووية السورية الماضية، تحمل في طياتها دلالات قوية على إمكانية تحقيق انفراجة في هذا الملف الشائك.
إن حرص غروسي على زيارة مواقع محددة، وبالتحديد تلك المرتبطة بالأنشطة النووية السابقة، يعكس جدية الوكالة في سعيها للحصول على إجابات واضحة وشفافة. لطالما شكل برنامج سوريا النووي نقطة خلاف بين دمشق والمجتمع الدولي، وكان عدم التعاون الكامل مع الوكالة الذرية عائقاً أمام إغلاق هذا الملف بشكل نهائي. لذلك، فإن سماح دمشق بهذه الزيارة يعطي مؤشراً إيجابياً على وجود رغبة محتملة من الجانب السوري في التعاون وتوضيح الصورة.
يُنتظر أن تكون لنتائج هذه الزيارة تداعيات مهمة. فإذا ما أفضت إلى تقديم المزيد من الشفافية والمعلومات حول الأنشطة النووية السابقة، فإنها قد تمهد الطريق نحو تسوية شاملة لهذا الملف. هذه التسوية لن تكون مجرد إغلاق لملف فني، بل ستمثل خطوة أساسية نحو بناء الثقة بين سوريا والمجتمع الدولي، وقد تفتح آفاقاً جديدة للتعاون في مجالات أخرى. العلاقة بين الوكالة ودمشق يمكن أن تشهد تحولاً نوعياً نحو مزيد من الوضوح والتنسيق، وهو ما يصب في مصلحة الأمن الإقليمي والدولي على حد سواء.