نقلت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) شهادة مروعة لأحد الناجين من ما وصفته بـ 'مجازر المجوّعين' في غزة، كاشفًا عن إجبارهم على الزحف تحت نيران كثيفة من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي. تأتي هذه الشهادة في ظل دعوات متجددة من الأونروا للعودة إلى إيصال المساعدات الإنسانية بشكل آمن وعلى نطاق واسع إلى قطاع غزة عبر قنوات الأمم المتحدة.
شهادة مؤثرة عن البحث عن الطعام تحت النار
في منشور لها على منصة 'إكس' (تويتر سابقًا) الليلة الماضية، أشارت الأونروا إلى محنة السكان اليائسين في غزة، قائلة: 'أُجبر أناس جياع على الزحف على الأرض، وسط إطلاق نار كثيف، في محاولة يائسة لتأمين طعام لعائلاتهم، فقط ليجدوا أنفسهم يغامرون بحياتهم ويغادرون دون أن يحصلوا على شيء'.
وأرفقت الوكالة منشورها بشهادة مباشرة من أحد الناجين الذين حاولوا الوصول إلى أحد مراكز توزيع المساعدات في مدينة رفح جنوبي قطاع غزة. وروى الناجي تفاصيل مرعبة لما واجهوه: 'توجهنا إلى المركز فجرًا وانتظرنا الإشارة من قبل الجيش الإسرائيلي للتحرك، وكان إطلاق النار لا يتوقف'.
وتابع الناجي شهادته المؤلمة: 'زحفنا على الأرض لأكثر من ساعة، وحين توقف إطلاق النار قفز الناس وشرعوا بالركض، لكن عاد إطلاق النار وأصيب الكثيرون أثناء الركض... لم أشهد شيئًا كهذا من قبل'. هذه الرواية تسلط الضوء على المخاطر الجسيمة التي يواجهها سكان غزة في محاولتهم اليائسة للحصول على أبسط مقومات الحياة.
دعوة عاجلة لاستئناف المساعدات عبر الأمم المتحدة
تجدد الأونروا، من خلال هذه الشهادة، دعوتها للمجتمع الدولي والجهات المعنية للسماح بعودة إيصال المساعدات الإنسانية بشكل فعال وآمن إلى قطاع غزة. وأكدت الوكالة في منشورها أن 'يجب أن نعود إلى إيصال المساعدات بأمان وعلى نطاق واسع إلى جميع سكان غزة، ولا يمكن تحقيق ذلك إلا من خلال الأمم المتحدة، بما في ذلك الأونروا'.
تُعد الأونروا الشريان الرئيسي للمساعدات الإنسانية لملايين الفلسطينيين في غزة، وقد واجهت تحديات كبيرة في عملياتها بسبب القيود الأمنية والسياسية. هذه الدعوة العاجلة تأتي في وقت تتفاقم فيه الأزمة الإنسانية في القطاع، مع تحذيرات متكررة من منظمات الإغاثة الدولية بشأن خطر المجاعة.