ads

تحول مفاجئ في الأفق: نتنياهو يسعى للتطبيع مع سوريا بوساطة أمريكية

أحمد الشرع
أحمد الشرع

في تطور دبلوماسي لافت ومثير للدهشة، أبلغ رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، المبعوث الأمريكي إلى سوريا، توم باراك، اهتمامه بالتفاوض مع الحكومة السورية الجديدة، بقيادة أحمد الشرع، بوساطة الولايات المتحدة. يأتي هذا التحول في ظل ديناميكيات إقليمية متغيرة بشكل جذري، وبعد صدمة تلقاها الإسرائيليون إثر لقاء الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالشرع الشهر الماضي في المملكة العربية السعودية.

وفقًا لموقع 'أكسيوس' الأمريكي، نقلًا عن مسؤول إسرائيلي رفيع المستوى، فإن نتنياهو مهتم بالتفاوض على اتفاقية أمنية محدثة، بالإضافة إلى العمل نحو التوصل إلى اتفاق سلام شامل مع سوريا. هذا الطموح الإسرائيلي الجديد يأتي بعد فترة من التوتر العسكري والسياسي المكثف بين الجانبين، خاصة بعد الإطاحة بنظام الأسد.

تداعيات الإطاحة بالأسد والرد الإسرائيلي العنيف

بعدما أطاح أحمد الشرع بنظام الأسد من السلطة، ردت 'إسرائيل' بموجات مكثفة من الغارات الجوية التي دمرت بشكل منهجي ما تبقى من القوات الجوية والبحرية والدفاع الجوي وأنظمة الصواريخ السورية. كما قامت 'إسرائيل' بالسيطرة على المنطقة العازلة بين البلدين وعلى أراضٍ محتلة داخل سوريا، ما يعكس قلقها العميق إزاء التغيرات في دمشق.

قلق إسرائيلي مبدئي وتحول في السياسة

في البداية، أعربت حكومة نتنياهو عن قلقها البالغ إزاء الحكومة السورية الجديدة المدعومة من تركيا، وضغطت على إدارة ترامب للتحرك بحذر في التعامل معها. إلا أن اللقاء المفاجئ بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والشرع في السعودية، وإعلان ترامب رفع جميع العقوبات الأمريكية المفروضة على سوريا، صدم الإسرائيليين ودفعهم لإعادة تقييم موقفهم.

فرصة تاريخية: رحيل إيران وحزب الله من سوريا

يرى مسؤولون إسرائيليون، نقلًا عن 'أكسيوس'، أن الظروف المتغيرة، لاسيما مع رحيل إيران وحزب الله من سوريا، تمثل 'فرصة' لتحقيق انفراجة دبلوماسية. هذا التحول الأمريكي الجذري تجاه الحكومة السورية الجديدة أدى إلى تحول تدريجي في السياسة الإسرائيلية. بدأت حكومة نتنياهو بالتواصل مع حكومة الشرع، في البداية بشكل غير مباشر عبر أطراف ثالثة، ثم بشكل مباشر في اجتماعات سرية في دول ثالثة، وفقًا لمسؤولين إسرائيليين.

الشرع: شخصية مستقلة ومقربة من واشنطن والرياض

صرح مسؤول إسرائيلي كبير لموقع أكسيوس الأسبوع الماضي بأن الشرع 'أكثر تأييدًا مما اعتقدت إسرائيل، ولا يتلقى أوامره من أنقرة'. وأضاف المسؤول: 'من الأفضل لنا أن تكون الحكومة السورية مقربة من الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية'. هذا التقييم يعكس نظرة إسرائيلية متغيرة تجاه القيادة السورية الجديدة.

دور باراك المحوري: دبلوماسية مكوكية بين دمشق وتل أبيب

في خضم هذه التطورات، قام توم باراك، المبعوث الأمريكي إلى سوريا والمقرب من ترامب منذ فترة طويلة، بزيارة 'إسرائيل' الأسبوع الماضي والتقى بنتنياهو ومسؤولين كبار آخرين. قبل أسبوع من ذلك، كان باراك في دمشق، حيث التقى بالشرع وأعاد فتح مقر إقامة السفير الأمريكي في العاصمة السورية.

أثناء وجوده في دمشق، وصف باراك الصراع بين سوريا و'إسرائيل' بأنه 'مشكلة قابلة للحل'، وشدد على أن على الطرفين 'البدء باتفاقية عدم اعتداء فحسب'. صرح مسؤول إسرائيلي بأنه عندما التقى باراك بنتنياهو الأسبوع الماضي، أبلغه الأخير رغبته في استغلال زخم اجتماع ترامب والشرع لبدء مفاوضات بوساطة أمريكية مع سوريا.

صرح مسؤول إسرائيلي كبير بأن هدف نتنياهو هو محاولة التوصل إلى مجموعة من الاتفاقيات، بدءًا باتفاقية أمنية مُحدثة تستند إلى اتفاقية فك الاشتباك لعام 1974، مع بعض التعديلات، وانتهاءً باتفاقية سلام بين الجانبين. يعتقد نتنياهو أن تطلع الشرع إلى بناء علاقات وثيقة مع إدارة ترامب يتيح فرصة دبلوماسية. وقال المسؤول: 'نريد أن نحاول المضي قدمًا نحو التطبيع مع سوريا في أسرع وقت ممكن'. وفقًا للمسؤول، أبلغ باراك الإسرائيليين أن الشرع منفتح على مناقشة اتفاقيات جديدة مع 'إسرائيل'.

الخطوط الحمراء الإسرائيلية والمطالب الأمنية

صرّح مسؤول أمريكي بأن الإسرائيليين عرضوا على باراك 'خطوطهم الحمراء' بشأن سوريا: لا قواعد عسكرية تركية في البلاد، ولا وجود جديد لإيران وحزب الله، ونزع السلاح من جنوب سوريا. وقال مسؤول إسرائيلي إن الإسرائيليين أبلغوا باراك أنهم سيحتفظون بقواتهم في سوريا حتى توقيع اتفاقية جديدة تتضمن نزع السلاح من جنوب سوريا. وأضاف المسؤول أنه في اتفاقية حدودية مستقبلية جديدة مع سوريا، تريد 'إسرائيل' إضافة قوات أمريكية إلى قوة الأمم المتحدة التي كانت متمركزة سابقًا على الحدود.

مرتفعات الجولان: نقطة خلاف رئيسية

أشار موقع 'أكسيوس' إلى أن مرتفعات الجولان ستكون إحدى علامات الاستفهام الكبرى في أي محادثات سلام إسرائيلية سورية مستقبلية، والتي احتلتها 'إسرائيل' في حرب عام 1967. في كل جولة محادثات مع 'إسرائيل' على مدى العقود الثلاثة الماضية، طالب نظام الأسد بانسحاب إسرائيلي كامل أو شبه كامل من مرتفعات الجولان مقابل السلام. خلال ولايته الأولى، اعترف ترامب بمرتفعات الجولان كجزء من 'إسرائيل'.

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً