في تطور لافت على الساحة السودانية، كشفت تقارير إعلامية، أبرزها ما نقلته 'أكسيوس'، عن إعلان تحالف عسكري جديد في شرق السودان تحت مسمى 'القوات المشتركة لحركات شرق السودان'. جاء هذا الإعلان خلال مؤتمر 'تمنتاي'، ويهدف إلى تعزيز الدفاع المشترك والتنسيق الأمني في المنطقة المضطربة.
تشكيلة التحالف الجديد:
يضم التحالف المعلن عنه حديثًا عدة مكونات عسكرية رئيسية فاعلة في شرق السودان، وهي:
قوات مؤتمر البجا القيادة الموحدة، بقيادة محمد طاهر أوقدف.
قوات الأورطة الشرقية، بقيادة القائد الأمين داؤود.
إضافة إلى المقاومة الشعبية والمستنفرين، بقيادة الناظر ترك.
خلفية التأسيس والتحركات السابقة:
هذا التحالف الجديد يأتي في سياق تحركات سابقة شهدتها المنطقة. ففي منتصف مايو الماضي، ومن داخل إريتريا، أطلقت ثلاث حركات مسلحة في شرق السودان قوة مشتركة في منطقة 'قرقر' الحدودية مع إريتريا. هذه القوة ضمت كلاً من:
مؤتمر البجا، بقيادة موسى محمد أحمد.
حركة تحرير شرق السودان، برئاسة إبراهيم دنيا.
الحركة الوطنية للعدالة والتنمية، بقيادة محمد طاهر سليمان بيتاي.
ووفقًا لبيان نشرته قوات تحرير شرق السودان على صفحتها الرسمية في فيسبوك، اتفقت الحركات الثلاث آنذاك على تعزيز التعاون المشترك وتطوير آليات التحالف لمواجهة جميع الأحداث التي تواجه المنطقة الشرقية.
أهداف التحالف ورؤيته الاستراتيجية:
أكدت القيادات العسكرية المجتمعة على الأهمية القصوى لوحدة شرق السودان، وناقشت سبل تعزيز استراتيجيات الدفاع المشترك، مشددة على ضرورة توحيد جهود أبناء المنطقة لضمان الاستقرار وحمايتها من التحديات المحتملة.
وفي كلمة له خلال الاجتماع المشترك، كشف موسى محمد أحمد، مساعد الرئيس السوداني السابق عمر البشير ورئيس مؤتمر البجا، أن الحركات الثلاث قد أنشأت لجنة مشتركة مهمتها صياغة إعلان سياسي يحدد نقاط الاتفاق وأهداف المشروع السياسي للتحالف. وأشار أحمد إلى أن هذا التحالف لا يسعى لتحقيق مكاسب سياسية أو عسكرية ضيقة، بل يهدف إلى وضع رؤية استراتيجية مستقبلية شاملة للمنطقة، ترتكز على الاستقرار والتنمية.
جاهزية الدفاع وطلب التنسيق مع الجيش السوداني:
شددت القيادات العسكرية على استعداد قواتها الكامل لحماية شرق السودان من أي تهديدات محتملة. وكشفت هذه القيادات أنها قد طلبت من الحكومة السودانية منذ سبتمبر الماضي السماح بنشر قواتها داخل السودان بالتنسيق المباشر مع الجيش، مع الإبقاء على معسكراتها داخل الأراضي الإريترية. إلا أن الجيش السوداني لم يرد على هذا الطلب حتى الآن.
تحذيرات من تفكك السودان وتشكيل حكومات موازية:
لم تخلُ تصريحات القادة العسكريين من تحذيرات جدية بشأن مستقبل السودان. فقد حذروا من احتمال تفكك البلاد إذا لم يتم التعامل بحكمة مع الأوضاع الراهنة، مشيرين إلى مخاوف حقيقية من انفصال مناطق أخرى على غرار ما حدث في جنوب السودان.
كما اعتبر القادة أن التحركات الرامية إلى تشكيل حكومة موازية قد تمثل بداية لتقسيم البلاد، مؤكدين أن المرحلة المقبلة تحمل في طياتها تحديات كبيرة تتطلب توحيد الجهود والاستعداد لكافة السيناريوهات المحتملة للحفاظ على وحدة وسلامة الأراضي السودانية.
يأتي هذا التحالف في ظل استمرار الاضطرابات الأمنية والسياسية في السودان، وتصاعد حدة الصراعات الداخلية، مما يعكس تزايد القلق لدى الفاعلين الإقليميين والمحليين بشأن مصير البلاد ووحدتها.
تابعوا آخر أهل مصر على Google News
