أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الثلاثاء، أن الولايات المتحدة تعتزم إعادة ملء احتياطي النفط الاستراتيجي (SPR) عندما تكون ظروف السوق مواتية. يأتي هذا الإعلان في وقت تشهد فيه الاحتياطيات الأمريكية أدنى مستوياتها منذ الثمانينيات، بعد أن استخدمها الرئيس السابق جو بايدن للسيطرة على أسعار النفط في أعقاب الغزو الروسي لأوكرانيا.
لافت للنظر: توقيت وإلحاح ترامب
ما يلفت الانتباه في تصريح ترامب هو غياب الاستعجال الواضح لإعادة ملء الاحتياطي. فعلى الرغم من المستويات المنخفضة الحالية، يبدو أن ترامب ينتظر انخفاضًا كبيرًا في الأسعار، على غرار توجيهاته الأخيرة لملء المخزون في عام 2020 عندما بلغ سعر برميل النفط 24 دولارًا عقب جائحة كورونا. حاليًا، يبلغ سعر خام برنت 67.07 دولارًا للبرميل، فيما وصل سعر خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي إلى 65.36 دولارًا للبرميل.
ما هو الاحتياطي النفطي الاستراتيجي؟
الاحتياطي النفطي الاستراتيجي هو مخزون طوارئ ضخم من النفط الخام تديره وزارة الطاقة الأمريكية، ويتم تخزينه في كهوف ملحية تحت الأرض في أربع مواقع بولايتي تكساس ولويزيانا. يُعد هذا الاحتياطي الأكبر عالميًا، بسعة قصوى تبلغ 714 مليون برميل، ويُستخدم لمواجهة انقطاعات إمدادات النفط وضمان الأمن الطاقوي للولايات المتحدة. تُعتبر طريقة التخزين في الكهوف الملحية فعالة من حيث التكلفة وآمنة للحفاظ على النفط لفترات طويلة.
نشأة الاحتياطي واستخداماته السابقة
أُنشئ الاحتياطي النفطي الاستراتيجي عام 1975 في أعقاب أزمة النفط 1973-1974، بهدف التخفيف من تأثير أي انقطاعات مستقبلية في الإمدادات. بدأت الولايات المتحدة بملء الاحتياطي في عام 1977، ووصل إلى أعلى مستوى له في عام 2009 بتخزين 726 مليون برميل.
يمتلك الرئيس الأمريكي صلاحية واسعة لبيع أو إعارة النفط من الاحتياطي في حالات الطوارئ. وقد تم استخدام الاحتياطي في عدة مناسبات بارزة، منها:
1990-1991: بيع 21 مليون برميل خلال حرب الخليج.
2005: بيع 11 مليون برميل بسبب إعصار كاترينا.
2008: استخراج 5.4 مليون برميل بعد إعصاري غوستاف وأيك.
2011: بيع 30 مليون برميل إثر الربيع العربي والاضطرابات في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
2022: نفذ الرئيس جو بايدن أكبر عملية بيع على الإطلاق، بلغت 180 مليون برميل، في محاولة للسيطرة على ارتفاع أسعار البنزين بعد الغزو الروسي لأوكرانيا.
الوضع الحالي للاحتياطي وتحديات إعادة الملء
حتى حزيران/يونيو 2025، بلغ المخزون 402 مليون برميل، أي ما يعادل 56.3% من السعة القصوى (714 مليون برميل). تستهلك الولايات المتحدة حوالي 20 مليون برميل من النفط يوميًا، مما يعني أن الكمية الحالية تكفي للاستهلاك المحلي لحوالي 20 يومًا إذا تم تكريرها.
قدر وزير الطاقة كريس رايت أن إعادة ملء الاحتياطي إلى مستوياته السابقة قبل عمليات البيع سيكلف حوالي 20 مليار دولار ويستغرق عامًا كاملًا. وقد خصص مشروع قانون الضرائب والإنفاق الذي قدمه ترامب حوالي 1.5 مليار دولار للمشتريات وصيانة المخزون الاستراتيجي، مما يشير إلى أن عملية إعادة الملء ستكون تدريجية وتعتمد على توافر الظروف الاقتصادية المواتية.