ads
ads

صورة تساوي ألف كلمة .. أوجلان يظهر مرتديا ملابس مدنية لأول مرة منذ ربع قرن ( صورة )

اوجلان
اوجلان

في تطور مفاجئ وتاريخي، أعلن زعيم 'حزب العمال الكردستاني - PKK' عبد الله أوجلان، في أول ظهور مصور بملابس مدنية له منذ 26 عامًا، نهاية 'الكفاح المسلح' ضد الدولة التركية، داعيًا إلى تبني 'السياسة الديمقراطية' كخيار استراتيجي بديل. هذا الإعلان الذي جاء باللغة التركية، يحمل في طياته إمكانية إعادة رسم ملامح العلاقة بين تركيا والحزب الذي يُصنف كمنظمة إرهابية من قبل أنقرة والعديد من الدول الغربية.

نهاية زمن السلاح: تحول جذري في استراتيجية الـ PKK

أكد أوجلان في كلمته المذاعة، أن 'زمن الكفاح المسلح انتهى، وانتهى زمن حرب التحرير الوطنية'. وبدلًا من ذلك، شدد على الإيمان 'بقوة السياسة والعمل الديمقراطي، لا بالسلاح'، حاثًا أنصار الحزب وجميع القوى الكردية على تجسيد مبدأ السلام ونبذ العنف.

هذا التحول الجذري في الاستراتيجية، والذي طال انتظاره من قبل العديد من الأطراف، يعكس تغييرًا عميقًا في رؤية 'العمال الكردستاني' لمستقبله ودوره في المنطقة. فبعد عقود من الصراع المسلح الذي خلف آلاف القتلى ودمارًا واسعًا، يبدو أن قيادة الحزب قد وصلت إلى قناعة بأن الحلول العسكرية لم تعد مجدية لتحقيق تطلعات الأكراد.

التخلي عن الدولة القومية والتوجه نحو الحل السياسي

أحد أبرز ما جاء في كلمة أوجلان هو تأكيده أن 'حزب العمال الكردستاني لم يعد يسعى إلى إقامة دولة قومية مستقلة'، موضحًا أنهم بلغوا 'مرحلة تتطلب خطوات عملية وجادة'، وأن استراتيجيتهم كـ'حركة قائمة على مشروع قومي تقليدي قد انتهت'. هذا التصريح يحمل دلالات كبيرة، إذ يمثل تراجعًا عن أحد الأهداف الرئيسية التي قامت عليها حركة الـ PKK منذ نشأتها.

يُشير هذا التغير في الأهداف إلى نضج سياسي داخل الحزب، وربما إدراك لواقع المنطقة وتعقيداتها، حيث أصبحت فكرة إقامة دولة قومية مستقلة للأكراد أكثر صعوبة في ظل التوازنات الجيوسياسية الراهنة. وبدلًا من ذلك، يتجه الحزب نحو المطالبة بحقوق الأكراد ضمن الأطر الديمقراطية للدول القائمة.

دعوة إلى السلام الشامل وحل الحزب

لم تقتصر دعوة أوجلان على نبذ العنف فحسب، بل امتدت إلى دعوة صريحة للبرلمان التركي لتشكيل لجنة خاصة للإشراف على 'عملية سلام شاملة'، تتضمن 'نزعًا طوعيًا للسلاح وتأسيس آليات للعدالة الانتقالية'. وقد ربط أوجلان هذه الخطوة التاريخية بالتطورات الإقليمية، في إشارة واضحة إلى ما تشهده الساحة السورية من تغييرات، والتي قد تكون قد دفعت الحزب نحو إعادة تقييم استراتيجيته.

تتوج هذه التطورات بإعلان 'حزب العمال الكردستاني' في 12 مايو الماضي، عن قراره بحل نفسه وإلقاء السلاح، استجابة لدعوة مؤسسه وزعيمه. ويأتي هذا القرار بعد دعوة سابقة من أوجلان في فبراير الماضي لحل جميع المجموعات التابعة للحزب وإنهاء أنشطته.

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً