في خطوة اعتبرها مراقبون محاولة لفتح قنوات تفاوض مع الولايات المتحدة، تمسكت إيران بسلاح "حزب الله" في لبنان، داعيةً الحزب إلى عدم تسليمه. وتأتي هذه الدعوة على لسان وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، الذي أكد أن بلاده لن تتراجع عن دعمها للمقاومة في المنطقة.
وقد أثارت تصريحات عراقجي جدلاً واسعاً في بيروت، حيث اعتبرها البعض تدخلاً سافراً في الشؤون الداخلية اللبنانية. وكان عراقجي قد التقى الرئيس اللبناني جوزيف عون، الذي لفت نظره إلى ضرورة الالتزام بالأصول الدبلوماسية واحترام السيادة اللبنانية.
وتأتي هذه التطورات في وقت تستعد فيه الحكومة اللبنانية لوضع خطة، قبل نهاية أغسطس، لحصر السلاح بيد الدولة، وهو ما يتعارض بشكل مباشر مع الموقف الإيراني وموقف "حزب الله" الذي أعلن رفضه للمقترح.
ويرى محللون أن إيران تسعى من خلال هذه الخطوة إلى توجيه رسالتين: الأولى للولايات المتحدة، بأن طهران هي الممر الإلزامي لإقناع حليفها "حزب الله" بالانخراط في التسوية التي تهدف إلى حصر السلاح، وبالتالي لا خيار أمام واشنطن إلا التواصل معها. أما الرسالة الثانية، فهي موجهة لبيئة "المقاومة" لتخفيف حدة القلق الذي ساد بعدم تدخل إيران عسكرياً في الحرب الأخيرة ضد إسرائيل.
في المقابل، أكدت مصادر أن موقف عراقجي لن يغير من موقف الحكومة اللبنانية، بل سيزيد من إصرارها على تطبيق خطة حصر السلاح، بدعم عربي ودولي، لمساعدة البلاد على الخروج من الأزمة.